لقطاتٌ شعريّةٌ لقريةٍ في قلبِ الحسينِ
سنة 2016
قَمِيصُهُ مُدُنٌ..
فِي قَلْبِهِ قَرْيَةْ
حُقُولُهَا النَّبْضُ..
حُبٌّ دُورُها النّيَّةْ
تَقُولُ نَظْرَتُهُ مَا قَالَهُ قَمَرٌ لِنَجْمَةٍ مِنْ بَيَاضٍ يُشْبِهُ النِّيَّةْ
نَهْرٌ؛ فَلَا تَعْطَشُوا
بَحْرٌ بِلا غَرَقٍ
شَمْسٌ بِلا مَغْرِبٍ مِنْ شَرْقِ أُمْنِيَّةْ
نُبُوَّةٌ وَجْهُهُ فِي قَوْمِ أَعْيُنِهِمْ
مَبْعُوثَةٌ مِنْ سَمَاءِ الْبَسْمِ أرضيَّةْ
فَآيَةٌ: بَسْمَةٌ تُتْلَى عَلَى فَمِه
حَدِيثُهُ:
نَبِوِيٌّ نُورُهُ فِيَّهْ
شَمْسٌ..
وَمِنْ حَوْلِهِ أَرْضِي تَدُورُ رِضًا
لا غَرْوَ أَنْ: نَبَضَاتِي الآنَ ضَوْئِيَّةْ
وَغَيْمَةٌ كَفُّهُ صَبَّتْ بِحَقْلِ يَدِي أَمْطَارَ تَسْلِيمِهِ
فَاخْضَرَّتِ الْقَرْيَةْ
أَبٌ وَيُشْعِلُ قِنْدِيلاً بِلَيْلِ فَتًى
أَمْ
قُبْلَةٌ بِجَبِينِي مِنْهُ بَدْرِيَّةْ!!
فِي صَوْتِهِ طَعْمُ جَدِّي...
طَعْمُ جَدِّيَ فِي ذِكْرَايَ حَقْلٌ وَأَغْصَانٌ وَقِمْرِيَّةْ
وَمَلْعَبٌ وُسْعَ حِضْنٍ لِي...
وَلِي كَتِفَا جَدِّي سَفِينَةُ أَلْعَابٍ فَضَائِيَّةْ
أَوْ جَدَّةٍ وَجْهُهَا
فِي غُرْبَتِي
وَطَنٌ
(مِصْرِ)ي مُوَاطِنَةٌ من نسل جَدَّيَّهْ
فِي قُرْبِهِ طَعْمُ طِفْلٍ كُنْتُهُ...
وَغَدَانِي لابِسًا شَارِبِي..
أَخْفَتْهُ بِي لِحْيَةْ
مِنْ قَبْلِهِ اغْتَالَ سَدٌّ أَنْهُرِي
وَقُرًى مَاتَتْ تَرَى عُشْبَهَا مُحْتَاجًا الرِّيَّةْ
وَجَاءَ مَنْ عِرْقُهُ نِيلٌ...
وَقَلْبُ قُرًى فِي قَلْبِهِ
مُرْجِعًا مَقْتُولَتِي حَيَّةْ
كَأَنَّ أَنْفَاسَهُ الأَرْوَاحُ
قَدَ نُفِخَتْ بِجِسْمِ شِعْرٍ رَأَى فِي أَحْرُفِي زِيِّهْ
طَلَعْتُ مِنِّي إِلَيْهِ..
سُلَّمِي وَرَقٌ
سَطَّرْتُهُ دَرَجًا يُرْقَى بِكَفيَّهْ
آثَارُ خَطْوِي: حُرُوفِي الزُّرْقُ...
كَمْ طُبِعَتْ فِي شِعْرِ حُزْنِي عَلَى مَا فَاتَ بُنِّيَّةْ
فَرْقٌ
كفِرْقَيْنِ فِي بَحْرٍ بِضَرْبِ عَصًا
مَا بَيْنَ:
ضِحْكِكَ فِي شِعْرٍ، وَمَرْثِيَّةْ
"وَقَالَ أَصْحَابُ مُوسَى..": سَوْفَ أَغْرَقُ فِي بُحُورِ شِعْرِي...
جَرَتْ "كلّا"هُ، مِنْ فِيِّهْ
رَبِّي هَدَانِي لِشَطِّ...
مُغْرِقًا أَلَمِي خَلْفِي بِجِسْرِ هَوَاءٍ بَيْنَ شَطْرَيَّهْ
وَجَاءَنِي مِنْ أَقَاصِي وَحْدَتِي رَجُلٌ
يَسْعَى بِرُوحٍ –بِطَبْعِ الْحُبِّ وَرْدِيَّةْ
مُرَتِّبًا بَيْتَ شِعْرِي...
رَشَّ سُكَّرَهُ فِي بَحْرِ شِعْرِي فَحَلاهُ بِوِدّيَّةْ
أَرِيكَةٌ مِنْ مَعَانِي النُّورِ
عَلَّقَ لِي فِي السَّقْفِ بَدْرًا
وَفِي الْمِذْيَاعِ أُغْنِيَّةْ
يَكْسُو الْجِدَارَ بَرَاوِيزًا مُذَهَّبَةً
فِي قَلْبِهَا صُوَرٌ خَضْرَاءُ شِعْرِيَّةْ
حَدِيقَةٌ عَقْلُهُ...
مِنْهَا نَصَائِحُهُ بَاقَاتُ زَهْرٍ
وَقَلْبِي الْبَرُّ زَهْرِيَّةْ
وَقَطَّفَ النَّجْمَ جَنْبَ النَّجْمِ لِي نَجَفًا
وَالنَّجْمُ نَبْضُ سَمَا
فِي صَدْرِ أُمْسِيَّةْ
أَكَانَ يَقْصِدُ
أَمْ:
عَفْوًا أَحَالَ دَمِي شَرْقًا.. وَأَطْلَعَ مِنْهُ الشَّمْسَ يَوْمِيَّةْ؟!
أَكَانَ يَقْصِدُ تَلْخِيصًا لأَزْمِنَتِي فِي سَاعَةٍ قُرْبَهُ...
أَمْ دُونَ قَصْدِيَّةْ؟!
هَلْ صَارَ جَدِّيَ عَمْدًا؟!
صَارَ رُوحَ أَبٍ صَلَّتْ بِقَلْبِي صَلاةَ الْعَطْفِ جَهْرِيَّةْ؟!
وَوَجْهَ طِفْلٍ قَدِيمٍ رَاحَ يُعْلِنُهُ
وَكَمْ جَهَرْتُ بِهِ لَيْلاً بِسِرِّيَّةْ
وَكَانَ أَقْصَى طُمُوحِ الطِّفْلِ نَظْرَتهُ الْخَجْلَى
كَطِفْلَيْنِ
مِنْ شُبَّاكِ عَيْنَيَّهْ
أَكَانَ يَقْصِدُ رَسْمَ الطِّفْلِ فِي بَدَنِي كَلَوْحَةٍ...
وَدَمِي أَلْوَانُهَا الْحَيَّةْ
مُحَرِّرًا
مِنْ دُجَى قَلْبِي
مَلامِحَه
مُحَوِّلاً ذِكْرَيَاتِ الليْلِ صُبْحِيَّةْ
بِقَصْدِهِ
أَوْ
بِلا...
النَّهْرُ اكْتَسَى بِقُرًى
وَالْبَحْرُ لَمْ يُغْرِقِ الْفُلْكَ الطُّفُولِيَّةْ
وَالشَّمْسُ لَمْ تَغْرُبْ...
الأَقْمَارُ مُكْمِلَةٌ بَيَاضَهَا قِصَصًا للنَّجْمِ مَرْئِيَّةْ
وَشَمْسُهُ حَوْلَهَا أَرْضِي تُدُورُ
كما طَفْلٍ وَوَالِدِهِ
مِنْ أَجْلِ عِيدِيَّةْ
رَاعٍ تَهَشُّ عَصَاهُ الْحِبْرُ
فِي وَرَقٍ مَرْجٍ
عَلَى بَعْضِ نَجْمَاتٍ ثَقَافِيَّةْ
مَضَى بِعَائِلَةٍ مِنْ نَبْضِهِ..
فَرَأَى فِي مُصْحَفٍ قَبَسًا غَضَّ السَّمَاوِيَّةْ
فَخَالِعٌ نَعْلَهُ الأَرْضِيَّ..
يَحْمِلُ فِي أَلْوَاحِهِ قَلَمًا؛ تَقْوَاهُ مَاهِيَّةْ
ذُرِّيَّةٌ بَعْضُهَا مِنْ بَعْضِ خُضْرَتِهِ
كَالنَّهْرِ وَالْحَقْلِ
إِنْ يُفْخَرْ بِذُرِّيَّةْ
يُعَلِّمُ التُّرْعَةَ السَّقْيَ الْعَطُوفَ عَلى حَقْلٍ...
وَيَمْحُو مِنَ الصَّحْرَاءِ أُمِّيَّةْ
فِرْعَوْنٌ الْجَهْلُ..
لَمَا جَاءَهُ بِهُدًى وَأَخْرَجَ الْيَدَ بَيْضَاءً..
نَعَى عيَّهْ
طُوبَى لَهُ مِنْ رَسُولٍ عَقْلُهُ مُدُنٌ
وَقَلْبُهُ مِنْ قُرًى بِالطُّهْرِ مَسْقِيَّةْ
فِي سَاحَةٍ وَرَقٍ:
أَلْقَى الْعَصَا... لَقفَتْ!
عِصِيُّ أَحْبَارِهِ فِي سَعْيِهَا حَيَّةْ