وجعٌ من سورةِ نينوى
سنة 2016
الركبُ يَزحفُ والمَنايا زاحِفَة
وَالآيُ بينَهما هدًى مُتَراصِفَة
ظَعنٌ تَقدَّمَهُ تُرابُ نُبوّةٍ
لم تَأتِ كُنْيةُ شَيخِهِ بِمُصادَفة
خالٍ مِنَ الأَعذارِ
وَجهٌ آخَرٌ للوَحيِ
ما أَلِفَ الخُلودُ مُرادِفَه
عَبَقٌ إلٰهِيٌّ تَقاسَمَ سِرَّهُ
مَعَ خمسةٍ تَحتَ الكساءِ مُناصَفَة
وَجَعٌ تَنَزّلُ فِيهِ سورةُ نينوى
آياتُها عَكَسَتْ هناكَ مَواقِفَه
ظامٍ إليهِ الماءُ قَلَّ نَظيرُهُ
سَمِحٌ بحضرتِهِ يَرومُ عواطِفَه
تَلقاهُ أَلوِيةُ الضَّبابِ بِريحِها
والريحُ مِسكينٌ يُواجِهُ عاصِفَة
لَو كانَ عِزرائيلُ حاضِرَ ما جرى
لَرأىٰ مُواجَهةَ الحسينِ مُجازَفَة
لو كانَ يرغبُ أنْ يُصَغِّرَ آصِفًا
ما طاوَعَ العرشُ المُزَخرفُ آصِفَه
قَد حارَ في فَحواهُ كلُّ مُتيَّمٍ
وَأَعاقَ مَنطِقُهُ الجَريءُ فلاسِفَة
لكنَّهُ اختارَ المَنايا وانتَهى
حيثُ الطُّفوفُ لتَستقيمَ الطائفة
مُذْ عانقَ البيداءَ لاحظَ نسخةً
مِنْ صَبرِهِ العَلويِّ دونَ مُخالَفَة
خَرَجَت إِلَيْهِ مِنِ المَضاربِ لَبوةٌ
بِلِسانِ حيدرةٍ أَبيها هاتِفَة
لا ظِلَّ يَصحَبُها
سوى شَمسٍ تَعرّى سِترُها
مِنْ ذكرياتٍ زائِفَة
وَقَفَتْ هنالِكَ تَستغيثُ بِزينبٍ
لكنّها الزهراءُ تلكَ الواقِفَة
قَدْ قَدَّمتهُ لِربّها وأَمامَها
شَبَهُ الرجالِ كتائبٌ مُتَراجِفَة
قد أضحكَ الدَهرُ الأنامَ وإنْ بَكَوا
فَالدَهرُ يقسو إِذْ يُريكَ طرائِفَه
فالسبطُ معجزةُ الإِباءِ وكعبةٌ
مِنْ حَولِها رُسلُ المُهَيمَنِ طائِفَة
ما زالَ كَالنِبراسِ
يرسمُ صورةً أَزَليَّةَ المعنى
تُجِلُّ مَصاحِفَه
ما زالَ كالقَبسِ الأَخيرِ سَبيلُهُ
أَمنٌ لِتَسكُنَهُ النفوسُ الخائِفَة
نَصرَتْهُ بَعضُ المُفرداتِ فَأَتقَنَتْ
في بَحرِها
أَمّا البقيةُ زاحِفَة
وتَضجُّ مُفردتي بِكلّ قُصورِها
وتقولُ: يا مولايَ جِئتُكَ آسِفَة