مسائلُ كربلائيّةٌ
سنة 2016
ولكربلاءَ منازلٌ مسكونةٌ = فيها ملائكةٌ وصيحةُ ثاكلِ
ومسائلٌ هي حيّةٌ بعويلِها = ودمائها تأتي بكلِّ تساؤلِي
شيءٌ مِنَ العلمِ استفاقَ بمنحري = زهرٌ نما متفجِّعًا في مِحْفَلِي
إنّا أتينا للوجودِ فهلْ نرى = أينَ المآلُ وما السبيلُ لأمثلِ؟
عُلِّمْتُ فلسفةَ السماءِ وأرضِها = أمّا الدماءُ فَعَنَّفَتْ بمجاهلي
أترى السماءَ لها حياةٌ تشعرُ؟ = وبكاؤها بعبيطِ دمٍّ هاطلِ؟
إنّ السماءَ لها بكاءٌ مرعبُ! = أَلِأَجْلِ وصْلٍ أو ثوابٍ مِنْ ولي؟
ذاكَ الحسينُ ولاؤهُ أصلُ الهدى = وولا يزيدَ عَنِ الإلهِ بمعزلِ
أترى كيانًا للهدى يسمُو بنا؟ = أم في السياسةِ كلُّ خُبثٍ ينطلي؟
هل لابنِ آدمَ أنْ يقودَ طريقَهُ = كيما يشاءُ بلا رجوعٍ للعلي؟
لولا حسينٌ هل ستبقى ثورةٌ = تطوي المماتَ إلى حياةٍ أكمَلِ؟
هم فتيةٌ وبكربلاءَ كهفُهم = وبكلِّ حينٍ يظهرونَ بمِحْفَلِ
كم حرَّضوا لثورةِ المستضعفِ = يعدُون في عمقِ الكريهةِ حُوَّلِ
فلِمَ الحسينُ بكى على أعدائِهِ؟ = يبغي صلاحَهُمُ بغيرِ تكاسلِ!
وبَكَوا عليهِ يُسَلِّبُونَ عِيَالَهُ! = شتَّانَ بينَ عزيمةٍ وتَخَاذُلِ!
وحرارةُ القتلِ التي لا تنطفي = كيفَ استعرَّتْ دونَ أي تبدُّلِ؟
حملَتْ أوارَ الطفِّ زينبُ للزمن = ألزينبَ جيشٌ مِنَ الحقِّ الجليّ؟
أهلُ الكساءِ لأجلِهم ولحبِّهِم = خَلَقَ الإلهُ كلَّ خلقٍ أجملِ
لِمَ لمْ تشأْ إهلاكَهم يا سيّدي؟ = لمشيئةِ اللهِ استكنت مسلِّما؟
فغَدَوْتَ أضحيةٌ لدينِ محمَّدٍ = فتساطَعَتْ بغموضِها تلكَ الدِّما
أبدينِنَا تلكَ الأضاحي كُرِّمَتْ؟ = أم دينُنَا أضحى بها متكرِّما؟
لو كانَ خِضْرٌ ها هنا ما عِلْمُهُ؟ = ما صبْرُ موسى لو أتى متعلِّما؟
لقمانُ لو يأتي سينصبُ قلبَهُ = متألِّهًا متكتِّمًا متكلِّما
لو يأتي ذو القرنينِ يخلعُ قرنَهُ = ما الفتحُ إلّا للحسينِ على القنا !!
أينَ العدالةُ والحسينُ مجزَّرٌ؟ = ثأرُ السماءِ فكيفَ يُطلَبُ في الدنا؟
هيَ كربلاءُ مسائلٌ تتفجّرُ = وحرارةٌ غَزَتِ الفؤادَ بمقتلِ
أأكونُ إنْ كانتْ وإلّا لم أكُنْ؟ = لغزٌ يحيِّرُ كلَّ لبٍّ عاقِلِ
هيَ كربلاءُ سَرَتْ إليَّ برعشةٍ = كيما سَرَتْ روحٌ تموجُ بمثقلِ
أهُوِيّتي هيَ أم كَياني أم دَمِي؟ = سكراتُها وعْيٌ بحدِّ الفيصلِ
تلك المسائل صيّرتني كربلا = رأسي على رمحِ الخطوبِ الأجللِ
ودماي ألقيها إلى نحوِ السّما = لو قطرةٌ سقطَتْ بأرضي أصطلي