حزنُ زينِ العابدينَ (عليه السلام)
سنة 2016
نبشْتُ قبورَ آهاتِ الخلودِ = ضَمَمْتُ رفاتِها حولَ الخدودِ
أعاينُها ونارُ الخدرِ تسري = عليَّ فيغتلي قلبُ الشهيدِ
إلى مَنْ ودَّعَتْ عيني لِقاهُ = يعالجُ ظاميًا حزَّ الوريدِ
وأسمعُ أضلعًا بالكسرِ تُنْشِي = نياحًا صبَّهُ روحُ القصيدِ
أسيرُ وزينبُ الكبرى بِجَنْبِي = مخافةَ أنْ أحيدَ عَنِ الوجودِ
وأطفالُ الحسينِ تعيشُ تِيهًا = تُحَوِّمُ حولَها زُبَرُ الحديدِ
نُسَاقُ ونرتمي مِنْ فوقِ هُزْلٍ = فتلقفُنا أسًى كفُّ الصعيدِ
أنا ابنُ السادةِ العظماءِ لكنْ = أُقَادُ مغلّلاً قيدَ العبيدِ
ألوحُ بناظري صوبَ المطايا = وأبتدرُ السؤالَ بنزفِ جِيدي
أتدخلُ عمّتي قصرَ الأعادي = وتُهْدَى يا غيورُ إلى يزيدِ
يداها فوقَ وجنتِها خمارٌ = تُهَطِّعُ في رؤاها ألفَ جِيدِ
مصابٌ مِنْ مناحِرِنا نديٌّ = ليحيا في الضمائرِ مِنْ جديدِ
* * *
فَتَحْتُ مشارفَ الخطْبِ الفظيعِ = وَقُلْتُ لمعطياتِ الوصلِ ضِيعِي
تَبُثُّ سمومَها الأحزانُ فِينَا = بلسعِ الهمِّ أم ذرفِ الدموعِ
وكالزهراءِ نلطمُ كلَّ حِينٍ = ونحني بالمناكبِ والضلوعِ
ونحضرُ مجلسَ الناعي علينا = لننعشَ بالبُكا صدرَ الوجيعِ
ومِنْ بابِ البتولِ نرى جنينًا = يُلَوِّحُ ناظرَيْهِ على الرضيعِ
ومسمارًا تشعَّبَ منهُ نبلٌ =حوى كَبِدًا تفطَّرَ بالنجيعِ
ونارًا حولَ بيتِ الوحيِ تُرمَى = تصدُّ لها الحرائرُ كالدروعِ
وطبرةَ حيدرٍ بصلاةِ فجرٍ = جَبَاهُ أبو الحتوفِ إلى الصريعِ
سكبْتُ النَّوْحَ حتّى فارَ منّي = ترابُ الطفِّ يُمزَجُ بالبقيعِ
فلم أظفَرْ بفرحةِ ذكرياتٍ = تُرَكِّدُ خاطري وقتَ الهجوعِ