آخرُ الآتينَ مِنْ رحمِ الضوءِ
سنة 2016
لملمتُ أشباهَ الرجالِ لأهزمَه
فأتوا بآلافِ الورودِ مكمَّمَة
.
ومسختُ وعيَ الماءِ عنْ إدراكِهِ
ومنعتُ عنهُ الأمنياتِ لأرغِمَه
.
لوّنتُ أمزجةَ الرمالِ بفكرةٍ حمراءَ
مسّتْ وجهَهُ كي ترسمَه
.
ووضعتُ في شفةِ السهامِ نذالةَ المعنى
وقد مرَّتْ عليهِ لتلثمَه
.
ونثرتُ فوقَ الماءِ جرحَ فراشةٍ
حبلى بذاكرةِ الرياحِ المؤلِمَة
.
كانَ الزمانُ مهاجرًا
في صدرِهِ رجلٌ تفنَّنَ في اختيارِ الأوسمة
.
أنا كلّما حاولَتُ أن أدنو إلى عاشورِهِ
أجدُ الجهاتِ ملغَّمَة
.
أنا كلّما قطّعتُ أحشاءَ الطريقِ
لكي يموتَ بغربةٍ
جاءَ الندى ليكلِّمَه
.
أنا كلّما أُرسي المماتِ بمقلتَيْهِ
أراهُ يحترفُ الحياةَ
لتلهِمَه
.
لملَمْتُ كلَّ الطارئينَ على الحياةِ
جعلتُهُمْ كونًا
لنبدأَ مأتمَه
.
أمطرتُ لونَ ظمًا على خيماتِهِ
وسلختُ مِنْ شفةِ الفراتِ التمتمة
.
وتركتُه يهبُ الضياءَ
مخضّبًا بالذكرياتِ، وبالرزايا المحكمة
.
وغرزتُ كفّي في العصورِ مفتّشًا عَنْ عمرِهِ
كي أنتقيه لأقصمَه
.
زوّرتُ أوراقَ الوفاةِ،
مسافةَ الكلماتِ،
أمكنةَ الشهودِ،
المحكمة
.
ووقفتُ محتضرَ الشّفاهِ
بخاطري ضوءٌ
تورَّد للمنايا مبسمه
.
يلقي بنكهةِ حلمِهِ في شاطئِ الألمِ المقدّسِ
والأماني المبهمَة
.
لا شيءَ يعبرُهُ إليهِ
سوى دمٍ صلبٍ
وقد ملأَ الخلودَ
ليفطِمَه
.
لا شيءَ يمنحُهُ خريطةَ عودةٍ للمَا وراءَ
لكي يعيدَ الملحمة
.
لا شيءَ يمنحُهُ الأمانَ
فكلُّ هذي الأرضِ تبغي أنْ تفكِّكَ طلسمَه
.
ونفخْتُ مِنْ روحي عليهِ لكي يموتَ فيختفي
كي تستريحَ الأنظمة
.
شيبُ النخيلِ حكايةٌ عَنْ آخرِ الآتينَ مِنْ رحمِ الضياءِ
ليفهَمَه
بيني وبينَ الطفِّ ألفُ سلالةٍ للرفضِ
باللاءِ العظيمةِ مُفعَمَة
.
حاولتُ قتلَ اللهِ حينَ قتلتُهُ
لكنَّهُ
تركَ الوجودَ وجسَّمَه
.
دُهشَتْ تفاصيلُ السيوفِ بجرحِهِ النبويِّ
إذْ هربَتْ لهُ مُستسلِمَة
.
وأراهُ مِنْ خلفِ انزياحاتِ المكانِ
يصيحُ بالعطشِ اليتيمِ ليعصِمَه
.
ويصيحُ بالنهرِ الرسولِ أل لمْ يمرّ بثغرِهِ
ليمرَّ كي يتوسَّمَه
.
اخلعْ عليَّ الصبرَ أنَّ طفولتي آنَتْ
وأبعادُ السهامِ مُلثّمَة
.
اخلعْ عليَّ الأنبياءَ
فإنّني فردٌ
على قتلي الدروبُ مُصَمِّمَة
.
خُذْني لأعطي الأرضَ سبحةَ جدَّتي
وجدارُ أمنيةٍ هوى لأرمِّمَه
.
نهري عراقيُّ الضياعِ
مسافرًا في الرّوحِ
تختصرُ الزوارقُ زمزَمَه
.
نحوَ الحياةِ الموتِ كنتُ أقودُهُ
ونوافذُ الضوءِ البخيلِ محطَّمَة
.
الموتُ مخبولُ الجهاتِ
يهزُّ وجهَ الغيمِ حتى تملأَ الدنيا فمَه
.
(أنا لن أموتَ
فغربةُ الناياتِ ذاكرتي
ولي بالموغِلينَ بكلِّ نزفٍ توأمَة)*