مِنْ سُمرةِ الطَّفِّ
سنة 2016
رأى الأُفقَ مُغبرًّا فقامَ ولوَّنَه
وشَدَّ بسَمعِ اللهِ ما كانَ أعلَنَه
وراحَ يَجوبُ الأرضَ،
ينزعُ قُبحَها
لتنبَجِسَ الشطآنُ مِنْ رحمِ سَوسنَة
يُعلّمُ تنّورَ الشتاءِ بحضنِهِ
وكيفَ يَشعُّ الخبزُ مِنْ قلبِ مدخنَة
ويمتاحُ مِنْ طينِ البدايةِ نبرةً
إلى لغةٍ أخرى ب لاءٍ معنوَنَة
يُعمِّدُ قيعانَ السَّماءِ نجيعُهُ
فجاءتْ شفاهُ الوحيِ تلثِمُ موطنَه
(حُسينٌ) خيالُ اللهِ،
في صوتِ طفلةٍ أرى بعضَهُ
والبعضُ يقطِرُ بيِّنَة
تعرّى كضوءِ الصبحِ في حلكةِ القنا
ليُبقي على ذاتِ الربيعِ مُحصَّنَة
يغطّي اتّجاهَ الوقتِ وسْعُ جهاتِهِ
تفنَّنَ في نحتِ الخلودِ فأتقَنَه
أيا إصبعًا كانَ الوجودُ خِتامَهُ
هوى،
فٱستفاقَ اللاوجودُ ليدفنَه
نُعوشَ معانٍ صارَ حرفُ قصيدتي
يُنازعُ أنفاسي لتخرجَ مؤمنَة
أنا ذكرياتُ الضَّيمِ صِيغَتْ كعاشقٍ
وكانَ إباءٌ في الطفوفِ..
فجنّنَه
أنا لوحُ قدّيسِ الجنوبِ
بسُمرَةٍ أتيتُ
وأرضي تحتَ جِسمِكَ مُذعِنَة
أتيتُ بأسمالِ المَلامحِ
أجتلي عُصارةَ هذا الكونِ،
أقطِفُ أزمنَة
تَمشّقتُ ذكرى الماءِ
خضتُ معاركي حروفًا
على رملِ الطفوفِ مُدوَّنة
ورأسُكَ ثغرٌ صاحَ فيَّ
فقُمْتُ كالرصاصِ
عزفتُ الموتَ
صوتُك لحَّنَه
وجدتُ ابتداءً قبلَ كلِّ بدايةٍ
يُهدهِدُ سعفاتِ الدّهورِ
بلا سنَة
فأيُّ نماءٍ أنتَ؟
هل كانَ صُدفةً
بأنَّ شموسَ الغيبِ ظِلَّكَ مُدمنَة؟
تمرَّدَ طاعونُ الشكوكِ
ومصلُهُ دماكَ
فأنعَشْتَ النفوسَ لتوقِنَه
فكيفَ يجيءُ الموتُ
والبدرُ واقِفٌ
يسارًا
بجيشٍ فيهِ (زينبُ) ميمَنَة؟