خُــذْ بــي لِـرَكبِكَ أيُّـها
الـمَنصورُ فـإليكَ مِـنْ شِـعري تَـفيضُ
بُحورُ
عُـدْ يـا سـليلَ المَكرُمات ِبِمُثقَل
ٍ قـــدْ راعَـــهُ مِـمّـا دَهــاكَ
ثُـبـورُ
فَـأتاكَ يَـستجدي الوِصالَ تَوَسُّلا
ً فـيَموجُ فـي لُـجَج ِالـدُّجى
وَيدورُ
عُـدْ بـي إليكَ فَمَنْ جَفاكَ فما
لهُ عِــنـدَ الإلـــهِ مَـغـانِـمٌ
وَقُــصـورُ
أنــتَ الـسَّفينَةُ وَالـشِراعُ
مُـحَمّدٌ وَعَــلـيُّ سَـائِـقُـها وَفـاطِـمُ
نــورُ
إشـراقَة ٌمِـنْ شُـعلة ٍفي كَوكَب
ٍ تـصـبوُ لــهُ الأفــلاكُ وَهـيَ
تـدورُ
دَعني أخط ُّعَلى صَحائِفِ
حيرَتي أنَّ الــذي ذهــلَ الـعُـقولَ
كـبـيرُ
وَمنِ اعتَلى عَرشَ المُروءَةِ سَيِّد
ٌ وَمَــنِ اقـتفى أثـرَ الـلِّئامِ
صَـغيرُ
(لَـبَّيكَ) قدْ طُبِعَتْ بِلطم
ِصُدورِنا بِـسـواعـدٍ حَـيـرى إلـيـكَ
تُـشـيرُ
إنّـــي رَأيــتُـكَ داعــيـا
ًومُـبـشِّرًا بَـــدرًا بِـمُـفترَقِ الـطـريقِ
يُـنـيرُ
يَـدعـوُ جُـموُعَ الـعالمينَ لِـدَوحَة
ٍ عَــلَـويَّـةٍ فــيـهـا الإلـــهُ
فَــخـورُ
ذاكَ الــنّـبـيُّ مُــحَـمّـد
ٌوَوَصــيُّـهُ وَوَديــعَـة ٌضِــلـعٌ لَــهـا
مَـكـسورُ
وَكَـواكِبٌ صَـلّتْ فـكانَ
سُـجوُدُها لــلــهِ تَــبـلُـغُ عَــرشَــهُ
وَتُــنـيـرُ
وَكــأنَّ جــدَّكَ قَــدْ أطـلَّ
بِـكربَلا وَعَـليهِ مِـنْ حُـلل ِالـسّوادِ
سُـتورُ
وَكَـــأنَّ حَــيـدَرَ بـالـبيَان
ِمُـحـدِّثًا لــلــهِ يــدعُــو والإلــــهُ
خــبـيـرُ
والـنّـاسُ بَـيـنَ مُـعـاندٍ وَمُـغـفَّل
ٍ مــا كَــان بـيـنَ الـمارقينَ
غـيورُ
لا يَــرعَـوُونَ لِـحِـكـمَةٍ
تـدعـوهُمُ لِــغـدٍ يَــلـوحُ لِـدَربِـهِـم
وَيُـشـيـرُ
صُـمٌّ وَبُـكمٌ لـيسَ فـي
خَطَراتِهِمْ إلا ّعِـــنــادٌ لِــلــضَّـلالِ
يُــشــيـرُ
هــذي قـوانـينُ الـحياةِ
بِـزَعْمِهِمْ فــإذا خـضَـعْتَ لَـهـا فَـأنتَ
أمـيرُ
يَـروُونَ عَـنْ أسلافِهِم
وشُيوخِهِمْ مـا لـيسَ في الإسلامِ مِنهُ
جُذورُ
وَيَــرَونَ أنَّ الـحَـقَّ لـيـسَ
لأهـلِهِ فَـالإرثُ فـي آل ِالـرَّسول
ِعَقورُ
دأَبــوُا عـلى إيـذاءِ بِـضعَةِ أحـمَد
ٍ وَلَــهُـم بِــهـذا بَـهـجَـة
ٌوَسُـــرورُ
ساروُا على نَهج ِالظَلالِ
وَأجمَعوا أنَّ الـتَـشَـيُّـعَ مَــنـهَـجٌ
مَـحـظـورُ
وَتَــوارَثُــوهــا بَــيــعَـة
ًأمَـــويَّــةً وَالـمُلكُ فـي أيـدي الـطُغاةِ
يَدورُ
مُــذ ْعَـلَّـمتْهُمْ هِـنـدُ لَـعْقَ
دِمـائِنا وَمَـضَتْ عـلى هذا السَبيلِ
دُهورُ
إنْ رَامَ يَـنـطِقُ بِـالحَقيقَةِ
بَـعضُنا يَــرتَـدّ بـالـتَكذيبِ وَهُــوَ
حَـسـيرُ
وَإذا عَـلا صَـوتٌ يُـكَمِّمُهُ
الـصَّدَى فـالرَكبُ أعـمَى وَالـزَّمانُ
بَـصيرُ
يَـمـشي بِـلا هَْـدي ٍفـيلعَنُ
بَـعضُهُ بَـعضًا وَمُـفترَقُ الـطريق
ِعَـسيرُ
وَالـقَومُ تَـشحَذ ُبِالسّيوفِ
نُحورَنا لِـتَفيقَ مِـنْ أرضِ الطُفوفِ
نُحورُ
عـاثَتْ بِـنا أيـدي الـنَواصِبِ غِيلة
ً وَيَـزيـدُهُمْ فَــوقَ الـرِّقـابِ
أمـيرُ
وَتـرامَـتِ الأيّــامُ عِـندَ هـواجس
ٍ لِــلـخـوفِ يـتـبَـعُـها دمٌ
مَــهـدورُ
وَالخَوفُ ليسَ عَلى الرِّقاب وَإنّما خَـوفٌ عَـلى الـدِين ِالحَنيفِ
كبيرُ
هـيـهاتَ تُـرهِـبُنا الـسِّـياط ُ
فـإنَّنا فــوقَ الأسِـنَّـةِ والـرمـاحِ
نـسـيرُ
إنَّ الـشَـهـادةَ لـلـكـرامَةِ
سُــلَّـمٌ لِـمـن ابـتـغى أثـرَ الـكِرامِ
يَـسيرُ
(لَـبَّـيكَ) قُـلـنا حِـيـنَ عَـزَّ
مَـقالُها وَإلَـيكَ سِـرنا حـينَ ضـاقَ
مَـسيرُ
مَـشيًا عـلى الأقـدامِ نقصدُ
كربَلا فــي مَـوكِـبٍ مــا غـيَّرَته ُ
دُهـورُ
بـلْ صـارَ نـبراسًا يُشَتِّتُ
جَمعَهُم وَبِـــهِ عُــقـولُ الـعـالمينَ
تـمـورُ
(هـيـهاتَ مِـنـا ذِلَّــةٌ) قــدْ
قُـلـتَها مُــذْ ألــفِ عــامٍ وَالـدُهورُ
تـدوُرُ
وإذا بِـها أضْـحَتْ شِـعارا
ًشـامِخًا يَــبــدوُ لِــكُــلِّ مُــعَـذَبٍ
فـيَـثـورُ
وَإذا دَنــا الـوَعـدُ الـحَتومُ لِـقائِم
ٍ يـحـيـى بِـــه ِالـتَـهـليلُ
والـتـكبيرُ
سَـيَـهُدُّ أركــانَ الـطـغاةِ
بِـوَقـعَةٍ قـــد عَــزَّ فـيـها نـاصِـرٌ
وَنـصـيرُ
يَــومٌ مِــنَ الأيّــامِ لـيـسَ
كـمِثلِهِ سَـيُـبـينُهُ الـرَحـمنُ وَهــوَ
قَـديـرُ
وَسَـتَنجَلي تِـلكَ الغمامَة
ُوالدُجى وَسَـيَـهـلـك ُالـمُـتَـكبِّرُ
الـمَـغـرورُ
وَسَـيَشهَدُ الـمِسمارُ أيَّ حَـقيقة
ٍ فــي بــاب ِحـيدَرَ طـالَها
الـتَغييرُ
وَسَـيَـكـتبُ الـتـأريخُ أنَّ
حُـسَـينَنا يَـــومَ الـسَـقيفَة ِغـالَـه
ُالـتَـكفيرُ
يَـومَ اسـتَهانوُا بـالرِّسالةِ
وادَّعَـوا أن َّالـخَـلـيـفـة َعــالِــمٌ
نِــحـريـرُ
وَالــقَـوم ُأدرى أيَّ قِــردٍ
بـايَـعوا وَجَــفَـوا عَـلـيًّا وَالـقـرارُ
خـطـيرُ
فـاقتادَهُم جـهلُ الـغوايةِ
والعَمى وَحَـوَتْـهُمُ قَـبـلَ الـمَـماتِ
قُـبـورُ
يــا قـائِمًا بـالحَقِّ عَـهدُكَ
صـادِقٌ أنْ لـيسَ يبقى في البقاعِ
شرورُ
فَـمتى سَـينكشِفُ الـغِطاءُ
لِدولةٍ بـالـحَقِّ يَـرسِمُ نَـهجَها
الـتبشيرُ؟