يا يومَ عاشوراءَ
سنة 2016
عادَ المحرّمُ يا مآقي فاذرفي=وعلى سفوحِ الطفِّ سِيلي وانزفي
وترقرَقِي صوبَ الفراتِ تذكَّرِي=عطشَ الغريبِ وبالنّواحِ تشرّفي
غَطّي بِمَا جادَ النحيبُ نواظري=شُقّي عُبابَ الخدِّ فيضًا واجرُفي
صبّي الدموعَ على الدموعِ وبلّلي=ثوبَ الحدادِ وما بدا مِنْ معطفي
وتبرّكي بالآلِ عَبرةَ عاشقٍ=تُخبي الجحيمَ بحسرةٍ وتأسُّفِ
يا محنةً سَبَتِ العقيلةَ زينبًا=إمَّا رأفتِ بِمَنْ عَسى أنْ ترأفي؟
هي قبلةُ التهذيبِ بوصلةُ السّنا=حوراءُ يهواها الورى بتعفُّفِ
هي بنتُ حيدرةَ البطينِ الأنزعِ=هي أختُ مصباحِ الهدى، مهلاً قِفِي
ويحِي، أتُسْبَى الصّائناتُ نكايةً=بِابنِ المطهّرةِ البتولِ الأشرفِ؟
يا يومَ عاشوراءَ كيفَ تحاشَدَتْ=تلكَ الرّزايا في لظاكَ الأعنفِ
أينَ الضمائرُ كيفَ غيّبَها العمى=حينَ استباحَ الطهرَ جورُ الأجوفِ؟
وا خجلةَ الأديانِ مِنْ أحقادِهِمْ=خَذَلُوا الرسولَ بغيِّهِمْ بتعسُّفِ
قطعوا بسيفِ الجهلِ رأسَ إمامِهِمْ=كشفوا النقابَ فبانَ مكرُهُمُ الخفِي
قتلوا العقيدةَ حرَّقُوا أوتادَها=قتلوا الحسينَ فيا سماءُ تلطَّفِي
كيفَ القرارُ وكربلاءُ قضيّتي؟=وجعُ الرسالةِ لا يكنُّ بأحرفي