شعراء أهل البيت عليهم السلام - عصا الآلامِ

عــــدد الأبـيـات
31
عدد المشاهدات
208
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
04/10/2023
وقـــت الإضــافــة
10:10 مساءً

يا ضَفّة َالنّهْرِ صُدِّي الماءَ واغترفي = معناكِ مِنْ أقحوانِ النّحْرِ وارْتشِفِي وعتِّقي في جفونِ الغيمِ أَدْمُعَهُ = فوقَ النّخيل بوجهٍ غيرِ منكسِفِ هزِّي بجذعِ هوايَ الرّوحُ ثاكلَةٌ = يَسَّاقَطِ الحُزْنُ مِنْ تنهيدةِ الدَّنِفِ شُقِّي عُبابي، عصا الآلامِ تَفْلُقُنِي = كبحرِ موسى... ولكنْ أينَ مُنْتَصَفِي؟! فالآخُ في أُضْلُعِي ثَكْلَى تُدَوِّخُنِي = و"الآهُ تَشْنُقُنِي بِالهَاءِ والأَلِفِ" حتّامَ أَشْرَقُ مِنْ ماءٍ بِهِ غُصَصٌ = أُصِيبَ مِمَّا رأَتْ عيناهُ بِالخَرَفِ؟! هُوَ الوَفَاءُ وما فِي العينِ غيرُ قذًى = حيثُ الأُجَاجُ إِلى الثَّجَّاجِ لَمْ يُضَفِ كَمْ أَسْتَعِيرُ مجازاتِ البليغِ... وكَمْ = تَكَوَّرتْ صُوَرٌ عِنْدِي فَهَلْ سَأَفِي؟! أَمْ هَلْ أَظَلُّ على أَعْتابِ تَوْرِيَةٍ = تُخْفِي صباباتِ قلبٍ غيرِ مُنْكَشِفِ أَمْ أَسْتبِيحُ فَرَاشاتِي فَأُحْرِقُها = بِنَارِ وَجْدٍ وشَوقٍ يَصْطَلِي لَهَفِي؟! سِيَّانَ يا ضَفَّةُ... الأحزانُ قَدْ عَبَرَتْ = يَعْقُوبَ ذاتِي إلى نَهْرٍ مِنَ الأَسَفِ كَأَنَّ يُوسُفَها فِي جُبِّ أَوْرِدَتِي = يَحْكِي لِذِي النُّونِ عَنْ عَتْمَاتِ مُعْتَكِفِ يُهلْهِلُ الدَّمْعَ إِذْ يطويهِ في يَدِهِ = كيما يراهُ دمًا في كُرْبَةِ الشَّرَفِ إِذْ إِنَّ للأنبياءِ الغَيْبَ إنْ كُشِفَتْ = عَنِ البصائرِ حُجْبُ النُّورِ واللُّطُفِ فارْوِي دموعَ يراعٍ ثارَ أَزْرَقُهُ = فسالَ أَسْوَدَ في الأوراقِ والصُّحُفِ حتّى استحالَ فراتًا في مدامِعِهِ = غَيْمُ الأَسَى هاطِلٌ بالحُبِّ والشَّغَفِ فيَمَّمَ الوَجْهَ شَطْرَ الطَّفِّ مُنْخَطِفًا = وما لِغَيْرِكَ، يا مولايَ، مُنْخَطَفي أَسْرَجْتُ ليلي على نَخْلاتِ قافيتي = حُزْنًا عليكَ وما إلاّكَ في سَعَفِي فَمُذْ أَعَرْتُ إلى عينِ المدى نَظَرِي = وخَافِقِي غَامَ في تسبيحةِ الكَلِفِ أَبْصَرْتُ نَزْفَكَ في كلِّ العُيُونِ وقدْ = حَلَّ المُحَرَّمُ يتلو سُوْرَةَ الأَنَفِ وغُصْتُ بينَ اخْتِلاجَاتِ الرُّؤى لأَرَى = أَنَّاتِ زينبَ في ضَعْفِي وفي تَلَفِي فلامْتِدَادِكَ عاشوراءُ مَدْرَسَةٌ = تُوَرِّثُ العِزَّ والإيثارَ للخَلَفِ كَأَنَّكَ اخْتَرْتَ للآهاتِ مَنْهَجَها = فَكُنْتَ بَوْصَلَةً تُهْدِي إلى الهَدَفِ مولايَ هذي انْكساراتي وذا وَلَهِي = وما تَشَظّى مِنَ الوجدانِ لَمْ أَصِفِ فَخُذْ لِيَمِّكَ مِنْ شَطِّي نوارِسَهُ = واسْتَلَّ مِنْ رِيشِها سَهْمًا على الوَكَفِ يا آيَةَ الوَجَعِ المَحْفُورِ في رِئَتِي = لولا شُمُوخُكَ كالأَطوادِ لَمْ نَقِفِ وإنَّ أَصْداءَ يومِ الطَّفِّ تَهْمسُ بِي = كَيْما أُعَانِقَ جِيْدَ "اللّامِ والأَلِفِ" فازْرَعْ نَخِيْلَكَ فينا كِبْرِيَاءَ أَبٍ = هَيْهَاتُهُ طَعْنَةٌ في صَدْرِ مُنْحَرِفِ فَمِنْكَ حُرْقَةُ أَحْزانٍ نُشَيِّعُها = فوقَ المَدَارَاتِ مِنْ كَفٍّ إلى كَتِفِ وكوثَرُ العِشْقِ مِنْ ماءِ الإِباءِ جَرَى = حِبْراً على دَفْتَرِ الأَصْلابِ والنُّطَفِ وأَسْمَعَ النَّوحَ مِنْ قُمْرِيَّةٍ سَجَعَتْ = مِنَ البَقِيعِ فَشَطِّ الطَّفِّ فالنَّجَفِ
Testing