يـا ضَـفّة َالـنّهْرِ صُـدِّي الماءَ
واغترفي مـعناكِ مِـنْ أقحوانِ النّحْرِ
وارْتشِفِي
وعـتِّـقي فــي جـفـونِ الـغيمِ
أَدْمُـعَهُ فــوقَ الـنّـخيل بـوجـهٍ غـيرِ
مـنكسِفِ
هــزِّي بـجـذعِ هــوايَ الــرّوحُ
ثـاكـلَةٌ يَـسَّـاقَطِ الـحُزْنُ مِـنْ تـنهيدةِ
الـدَّنِفِ
شُـقِّـي عُـبـابي، عـصا الآلامِ
تَـفْلُقُنِي كبحرِ موسى... ولكنْ أينَ مُنْتَصَفِي؟!
فــالآخُ فــي أُضْـلُعِي ثَـكْلَى
تُـدَوِّخُنِي و"الآهُ تَـشْـنُـقُـنِي بِـالـهَـاءِ
والأَلِـــفِ"
حـتّـامَ أَشْــرَقُ مِــنْ مـاءٍ بِـهِ
غُـصَصٌ أُصِـيـبَ مِـمَّـا رأَتْ عـيناهُ
بِـالخَرَفِ؟!
هُـوَ الـوَفَاءُ ومـا فِـي العينِ غيرُ
قذًى حـيثُ الأُجَـاجُ إِلـى الـثَّجَّاجِ لَـمْ
يُضَفِ
كَـمْ أَسْـتَعِيرُ مـجازاتِ الـبليغِ...
وكَـمْ تَـكَوَّرتْ صُـوَرٌ عِـنْدِي فَـهَلْ
سَأَفِي؟!
أَمْ هَــلْ أَظَــلُّ عـلـى أَعْـتـابِ
تَـوْرِيَةٍ تُـخْفِي صـباباتِ قـلبٍ غـيرِ
مُـنْكَشِفِ
أَمْ أَسْـتـبِـيـحُ فَــرَاشـاتِـي
فَـأُحْـرِقُـها بِـنَارِ وَجْـدٍ وشَـوقٍ يَـصْطَلِي
لَـهَفِي؟!
سِـيَّانَ يـا ضَـفَّةُ... الأحزانُ قَدْ
عَبَرَتْ يَـعْقُوبَ ذاتِـي إلـى نَـهْرٍ مِـنَ
الأَسَـفِ
كَــأَنَّ يُـوسُـفَها فِــي جُــبِّ
أَوْرِدَتِــي يَحْكِي لِذِي النُّونِ عَنْ عَتْمَاتِ
مُعْتَكِفِ
يُـهـلْهِلُ الـدَّمْـعَ إِذْ يـطـويهِ فــي
يَـدِهِ كـيـما يـراهُ دمًـا فـي كُـرْبَةِ
الـشَّرَفِ
إِذْ إِنَّ لـلأنـبـياءِ الـغَـيْـبَ إنْ
كُـشِـفَتْ عَــنِ الـبصائرِ حُـجْبُ الـنُّورِ
والـلُّطُفِ
فـــارْوِي دمـــوعَ يــراعٍ ثــارَ
أَزْرَقُــهُ فـسالَ أَسْـوَدَ فـي الأوراقِ
والصُّحُفِ
حـتّـى اسـتـحالَ فـراتًـا فـي
مـدامِعِهِ غَـيْمُ الأَسَـى هـاطِلٌ بالحُبِّ
والشَّغَفِ
فـيَمَّمَ الـوَجْهَ شَـطْرَ الـطَّفِّ
مُنْخَطِفًا ومــا لِـغَـيْرِكَ، يـا مـولايَ،
مُـنْخَطَفي
أَسْـرَجْتُ لـيلي عـلى نَـخْلاتِ
قافيتي حُـزْنًـا عـلـيكَ ومـا إلاّكَ فـي
سَـعَفِي
فَـمُذْ أَعَـرْتُ إلـى عـينِ المدى
نَظَرِي وخَـافِـقِي غَـامَ فـي تـسبيحةِ
الـكَلِفِ
أَبْـصَرْتُ نَـزْفَكَ فـي كـلِّ العُيُونِ
وقدْ حَــلَّ الـمُـحَرَّمُ يـتـلو سُــوْرَةَ
الأَنَــفِ
وغُـصْتُ بـينَ اخْـتِلاجَاتِ الـرُّؤى
لأَرَى أَنَّـاتِ زيـنبَ فـي ضَـعْفِي وفي
تَلَفِي
فــلامْـتِـدَادِكَ عــاشــوراءُ
مَــدْرَسَــةٌ تُــــوَرِّثُ الــعِــزَّ والإيــثــارَ
لـلـخَـلَفِ
كَــأَنَّـكَ اخْــتَـرْتَ لــلآهـاتِ
مَـنْـهَـجَها فَـكُـنْتَ بَـوْصَـلَةً تُـهْـدِي إلـى
الـهَدَفِ
مــولايَ هـذي انْـكساراتي وذا
وَلَـهِي ومـا تَـشَظّى مِـنَ الـوجدانِ لَمْ
أَصِفِ
فَـخُـذْ لِـيَـمِّكَ مِــنْ شَـطِّـي
نـوارِسَـهُ واسْتَلَّ مِنْ رِيشِها سَهْمًا على
الوَكَفِ
يــا آيَــةَ الـوَجَعِ الـمَحْفُورِ فـي
رِئَـتِي لــولا شُـمُـوخُكَ كـالأَطـوادِ لَـمْ
نَـقِفِ
وإنَّ أَصْـداءَ يـومِ الـطَّفِّ تَـهْمسُ
بِـي كَـيْـما أُعَـانِـقَ جِـيْـدَ "الـلّامِ
والأَلِـفِ"
فـــازْرَعْ نَـخِـيْـلَكَ فـيـنـا كِـبْـرِيَـاءَ
أَبٍ هَـيْـهَاتُهُ طَـعْـنَةٌ فــي صَـدْرِ
مُـنْحَرِفِ
فَــمِـنْـكَ حُــرْقَـةُ أَحْـــزانٍ
نُـشَـيِّـعُها فـوقَ الـمَدَارَاتِ مِـنْ كَـفٍّ إلـى
كَتِفِ
وكـوثَرُ الـعِشْقِ مِـنْ مـاءِ الإِبـاءِ
جَرَى حِـبْراً عـلى دَفْـتَرِ الأَصْـلابِ
والـنُّطَفِ
وأَسْـمَـعَ الـنَّوحَ مِـنْ قُـمْرِيَّةٍ
سَـجَعَتْ مِــنَ الـبَقِيعِ فَـشَطِّ الـطَّفِّ
فـالنَّجَفِ