شعراء أهل البيت عليهم السلام - حَشْرُ الحُسَيْنِ

عــــدد الأبـيـات
50
عدد المشاهدات
188
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
04/10/2023
وقـــت الإضــافــة
10:09 مساءً

هَبَطْتِ عَلَى حُزْنِي كَجَنَّةِ أَوْجَاعِ = فَكُنْتِ عَلَى وَصْفِي كَمَا أَبْدَعَ النَّاعِي أَيَا كَرْبَلا .. يَرْتَاحُ قَلْبِي إِذَا بَكَى = وتُعشِبُ فِي خُلْدِ المُعَانَاةِ أَضْلاعِي وَلَسْتُ أَرَى نَفْسِي بَكِيًّا بِحُرْقَةٍ = لِأَنَّ البُّكَا فِي الأَصْلِ ذَا نَهْرِيَ السَّاعِي أَنَا نُسْخَةُ الطَّفِّ التِي مِنْ طِبَاعِهَا = تَشَكَّلْتُ فِي ذَاتِي وَكَيَّفْتُ أَوْضَاعِي أَلَمْ تَكُ صَحْرَاءً؟! وَقَلْبِي مُصَحَّرٌ = وَقَدْ أَمْرَعَتْ وَاليَوْمَ مَوْعِدُ إِمْرَاعِي أَلَمْ تَحْوِ نَهْرًا مِثْلَ بِئْرٍ مُعَطَّلٍ = فُرَاتًا بِهِ الإِرْوَاءُ مِهْنَةُ إِخْضَاعِ؟! وَقَدْ كَانَ دَمْعِي بِئْرَ نَفْسٍ شَحِيْحَةٍ = فُرَاتِيَّةِ المَسْعَى بِأَسْوَإِ أَطْبَاعِ فَفَجَّرَتِ البِئْرَ المُعَطَّلَ بَعْدَمَا = تَصَدَّعَتِ الأَحْزَانُ جُدْرَانَ إِقْلاعِ إِلَى أَرْبَعِينَ الحَشْرِ .. بِدْءُ قِيَامَةٍ = نُشُورًا غَدَتْ قَصْدًا عَلَى شَكْلِ إِجْمَاعِ ولا لَمْ تَكُنْ قَصْدًا بِيَومِ خُرْوجِنَا = مِنَ القَبْرِ .. بَلْ بَعْثًا لِذِلَّةِ إِهْطَاعِ هَنَا زَحْفُنَا فِي عِزَّةٍ وَمَهَابَةٍ = شُمُوخٌ بِأَنَّ المَشْيَ سَحْبَةُ مِطْوَاعِ نَسِيرُ بِقَصْدٍ .. وَالحُسَيْنُ مَصِيْرُنا = وَفِي ذَاتِ خَطِّ السَّيْرِ قِصَّةُ إِبْدَاعِ فَلَمْ نَنْفَصِلْ يَوْمًا عَنِ السِّبْطِ لَحْظَةً = بِرَغْمِ ذُهُولِ الحَشْرِ فَالمَشْيُ ذا وَاعِيْ ألا اقْصُدْ حُسَيْنًا .. إِنَّ أَقْدَامَ سَعْيِكُمْ = بِهَا مِنْ ثَبَاتِ الخَطْوِ خَبْطَةُ إِمْتَاعِ غَبُارُكَ مِسْكٌ .. وَالخُطَى رُوْحُ خِفَّةٍ = فَخَطْوُكَ نَحْوَ القَبْرِ رَمْيَةُ مِقْلاعِ وَذَلِكَ فِي حَشْرِ الحُسَيْنِ لَمُعْجِزٌ = كَأَنَّكَ تَطْوِي الكَوْنَ مِنْ سِحْرِ إِيقَاعِ أَلا حَفِّزِ الخَطْوَ الذِي بِكَ زَائِرٌ = إِذَا اغْبَرَّ فَاعْلَمْ .. ذَاكَ مَشْهَدُ إِقْشَاعِ تَبَانُ قِبَابٌ أَنْتَ بِالمَشْيِ قَدْحُهَا = ومِخْيَالُكَ البَاكِي لِصُورَتِهَا دَاعِي قُبَيْلَ وُصُولٍ .. هَمُّهَا صَارَ مَوْصِلِي = أَخِفُّ عَلَى هَمِّي لِوَمْضَةِ إِشْعَاعِ دُفُوعُ الخُطَى عِنْدِي .. لِأَنَّ لِقَبْرِهِ = يُجَادِلُ شَوْقِي الخَطْوَ دَفْعًا بِإِقْنَاعِ وَذَا خَبَبُ الشَّوْقِ المُرَاكِضِ وَقْعُهُ = بِإِيْقَاعِ إِنْهَاكٍ لِيُطْرِبَ أَسْمَاعِي أَنَا مُنْهَكٌ .. هَا قَدْ وَصَلْتُ مُتَاعِباً = بِهَا جَسَدِي فِي مُتْعَةٍ دُوْنَ إِشْبَاعِ وَعِنْدَ ضِرِيحِ السِّبْطِ فِي عَفْوِ دَمْعَتِي = أَهَاطِلُ رُوْحِي .. وَهْيَ جَثْمَةُ إِرْبَاعِ غَدَتْ كُتْلَةً مَرْبُوْعَةَ الحُزْنِ جُفِّفَتْ = تُسَاقِي عَطِيشًا مِنْ تَبَضُّعِ أَبْضَاعِي فَلَسْتُ إِذَا نَدَّتْ عُيُوْنِي مُقَاوِمًا = تَصَارِيفَهَا .. فَالعَيْنُ مِنْ ثَدْي إِرْضَاعِي وَفِي حُبِّ هَذَا الهَاشِمِيِّ فَدَمْعُهَا = إِذَا مَا تَبَدَّى فَهْوَ مِنْ بَعْضِ أَطْماعِي أَنَا مُصْلَتُ الدَّمْعَاتِ لا مُسْتَخِيرُهَا = وَإِنْ كَانَ عَفْوُ الدَّمْعِ لَمْعَةَ إِيدَاعِ بِهَا يَخْزِنُ المَحْرُوْمُ حِرْمَانَ قَلْبِهِ = وَيُبْرِمُ بِالحِرْمَانِ حَالِبَ إِضْرَاعِ نَعَمْ .. أَنَا مَحْرُوْمٌ مِنَ الدَّمْعِ يَقْظَةً = وَغَيْبُوبَةٌ دَمْعِي لِذَنْبٍ بِإِقْذَاعِ بَكَيْتُ كَمَنْقُوعٍ بِمَاءٍ إِذَا طَمَى = يَظُنُّ طَمَى عَيْنَيْهِ لَحْظَةَ إِتْرَاعِ فَأَوْجَاعُهُ ابْتُلَّتْ بِأَقْسَى مَشَاهِدٍ = لِذِكْرَى حُسَيْنٍ .. وَهْيَ عِلَّةُ إِدْمَاعِ إِذَا لَمْ يَكُنْ صَرْفُ البُّكَاءِ لِرُزْئِهِ = فَبَعْضُ ابْتِدَاعٍ مِنْ تَكَسُّبِ إِفْجَاعِ لَصِيْقٌ بِنَقْعِ الحُزْنِ فِي سُحْتِ زَادِنَا = فَذِي نُدْبَةُ الإِسْفَافِ تَخْرُجُ مِنْ قَاعِ سَأَبْكِي حُسَيْنًا دُوْنَ عِلَّةِ ذَاتِنَا = فَإِدْخَالُهَا فِي ذَاتِهِ حَشْوُ أَتْبَاعِ حَرَارَةُ رُزْءٍ لِلْحُسَيْنِ .. ضَرَامُهَا = يُغَطِّي دُهُورَ العِشْقِ مِنْ دُونِ إِفْزَاعِ وَلا كَذِبٍ بِاسْمِ المَنَاحَاتِ جَالِدٍ = مَشَاعِرَنا .. لَسْنَا مَشَاعِرَ إِقْطَاعِ لِعَفْوِ حُسَيْنٍ .. سَالَ دَمْعِي بِعَفْوِهِ = وَرَقَّ فُؤَادِي وَارْتَخَتْ كُلُّ أَضْلاعِي بَكَيْتُ لَهُ إِذْ عَفَّرَ القَوْمُ جِسْمَهُ = وَجِسْمِي صَحِيحٌ لاكْتِنَازٍ وَإِرْتَاعِ بَكَيْتُ لَهُ إِذْ رَضَّتِ الخَيْلُ صَدْرَهُ = وَصَدْرِيَ عَبٌّ مَاسِكٌ ضِلْعَ مُرْتَاعِ بَكَيْتُ لَهُ إِذْ هَبَّرَ الشِّمْرُ نَحْرَهُ = وَنَحْرِيَ لا سَيْفٌ عَلَيْهِ لِإِخْنَاعِ بَكَيْتُ لِأَنَّ السِّبْطَ رُوْحُ مُحَمَّدٍ = وَذَاتٌ لَهُ مَا بَيْنَ بَاغٍ وَطَمَّاعِ وَذَلِكَ يَكْفِي كَي يُلازِمَنَا البُكَا = وَفِي مِحْنَةِ التَّارِيخِ دَمْعَةُ إِرْجَاعِي وَحَشْرٌ لَنَا فِي الأَرْبَعِينَ لِقَلَّةٍ = لَهُ انْتَصَرَتْ .. تَعْوِيْضُ نَقْصٍ وَإِدْقَاعِ وَمَشْيًا لَهُ عَمَّنْ تَخَلَّفَ دُونَهُ = وَلَوْ نَقْطَعُ الدُّنْيَا .. فَنَحْنُ بِلا بَاعِ مَشَيْنَا وَأَقْسَى الحَادِثَاتِ تَحُوطُنَا = لَنَا أَسْرَعَتْ لَمَّا مَشَيْنَا بِإِسْرَاعِ كَذَا طَوَّحَتْ لَمَّا نُطَوِّحُ عِنْدَهُ = كَتَطْوِيحِ سَيْفٍ وَهْوَ يَعْلُو لِإِرْكَاعِ وَمَنْ ذَا يَرَى حَشْرَ الحُسَيْنِ وَيَشْتَكِي = وَلَوْ كَانَ مَحْمُومًا بِطُوفَانِ أَوْجَاعِ سَنَزْحَفُ زَحْفَ الفَاتِحِينَ وَنَنْتَشِي = مِنَ الزَّحْفِ .. هَذِي قُدْرَةُ اللهِ والدَّاعِي دَعَانَا لِهَذَا اليَوْمِ يَنْفَخُ رُوحَهُ = بِنَا لِيُرِينَا مَا الحُسَيْنُ؟! مَنِ السَّاعِي؟! فَلَسْنَا بِمَتْرُوكِينَ لِلدَّهْرِ غِيلَةً = وَيَرْبُو بِنَا الإِحْيَاءُ إِذْ رَبُّكَ الرَّاعِي
Testing