شعراء أهل البيت عليهم السلام - حَتَّىْ تَشْهَقَنِي السُّيُوفُ

عــــدد الأبـيـات
34
عدد المشاهدات
145
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
04/10/2023
وقـــت الإضــافــة
10:02 مساءً

الرأسُ والشِّمرُ نِسرِينٌ ومنجلُهُ = مَهْمَا يُقطِّعهُ تنمو وتشْتِلُهُ مَرَرتُ بالغيبِ كانَ الرأسُ مُتكئًا = فَوقَ الرِّمَاحِ وكفُّ اللهِ تحمِلُهُ هناكَ حيثُ استراحَ الخلدُ في يَدِهِ = لكلِّ طفْلٍ نبيٍّ كانَ يبذلُهُ يُشمِّسُ الجرحَ للأسيافِ مُدِّرعًا = بالمستحيلِ وصوتُ الرِّيحِ يغزلُهُ شدُّوا عليهِ خيوطَ الموتِ فانقطعَتْ = وظَلَّ خيطٌ جِراحُ اللهِ تفتلُهُ أشارَ للغيبِ أنْ أطفِأْ أسِنَّتَهُمْ = ففي الرمالِ يُضيءُ الآنَ أنملُه نسى الترابُ حسينًا فوقَ صَفْحتهِ = تحتَ السَّنابِكِ والأقدارُ تركلُهُ يقسو النهارُ ولا فَيءٌ يسامِحُهُ = تُقَشِّرُ الشمسُ وجهًا ثمَّ تأكلُهُ يا يُوسفَ الدهرِ فاضَ القمحُ مِنْ دَمِهِ = وعلّقُوا رأسَهُ واغتيلَ سُنبلُهُ ربَّاهُ حِينَ خلقتَ الرَّمزَ في لُغتي = خلقتَ رَمزًا بِلا معنًى يؤوِّلُهُ أطيّرُ القلبَ في الأسْرابِ نورسَةً = تزورُ قبرًا شهيدًا ماتَ بلبلُهُ ماتَ الزمانُ وقد أخَّرتَ رحلتَهُ = وآخرُ الموتِ يا مولايَ أوّلُهُ يا مَنْ أراقَ على الظلماءِ قُبَّرةً = يا مَنْ يَرفُّ على الأحزانِ مِشعلُهُ تَطَّينَ الدمعُ في عينيَّ وارتسمتْ = ملامحُ الحزنِ والأجفانُ تسدلُهُ أنا وظِلي وقرطاسِي ومِحبرتيْ = نستعجلُ الموتَ والموتى تُؤجِّلُهُ غدًا أفتّشُ عنِّي في الحسينِ وكمْ = أضعتُني فيهِ حتّى صرتُ أجهلُهُ غدًا ستُصلبُ في الألواحِ مذبحةٌ = أخرى ، ويصرخُ كالأجراسِ مقتلُهُ غدًا تجفُّ قلوبُ الناسِ أجمعِها = فيُجريَ الحبَّ في الأرواحِ جدولُهُ يخمِّرُ السيفَ في عطرِ الورودِ ولم = يضربْ جحافلَهم إلا قرنفلُهُ يستغفرُ المَاءُ في كفيهِ معتذرًا = ألاّ يموتَ مَعَ الموتى توسُّلُهُ مُسافرًا ظلَّ لا ميناءَ يحملُهُ = شراعُهُ الصبرُ والأشلاءُ أرْحُلُهُ تخونُهُ سُمرةُ الأشياءِ يعرفُ أنَّ = الدربَ مُنطفئٌ والكلُّ يخذلُهُ عيناهُ تختزلانِ العمرَ سَوسَنةً = عطشى، تفتِّشُ عَنْ ماءٍ وتدخلُهُ ما زالَ يُقْمِرُ للأيّامِ منحرُهُ = وكمْ هِلالٍ يتيمٍ كانَ يَكفَلُهُ وكمْ تعكّزَ بالقربوسِ ، خطوتُهُ = نهرٌ بطعنتِهِ الأخرى يبلِّلُهُ مسافةٌ ثمَّ يا فانوسُ أُبصِرُهُ = وأسألُ الرُّمحَ عن رأسٍ وأسألُهُ حفرتُ ذاكرةَ الأحداقِ فاندفقتْ = روحُ الحسينِ ودمعُ الوردِ يهطلُهُ أمشيْ بلا وطنٍ يغتالُني قلقِي = مدينتي كَربلا والدارُ منزلُهُ تجوعُ أرغفتي عُمرًا فتحرقُنِي = وفي فَمِي المُرِّ كمْ يحلو سَفرجلُهُ أتيهُ في طرقاتِ الذاتِ أبحثُ عَنْ = زيتٍ يُضيءُ وقِنديلٍ أرتِّلُهُ وعنْ قمِيصٍ ترابيٍّ أسامرُهُ = ومن بقايا ذنوبِ الطفِّ أغسلُهُ عينايَ تفترشانِ الدَّمعَ أسئِلةً = غيْبيةً ولهيبُ الجَفْنِ يخجلُهُ فَرزدقٌ) داخلي، تائيَّةٌ) شَهَقَتْ = مِنْ مُقلتيَّ فمَنْ عنّي سيعْزِلُهُ ليْ عزلةُ الماءِ، نقشُ الأنبياءِ على = جلدِي، حُسينٌ وجِبريلي يُقبِّلُهُ
Testing