طلَّ الصباحُ على الطفوفِ
فأظلما فــكــأنّـهُ لـــيــلٌ بــلــيـلٍ
خــيّـمـا
ومـضى الفراتُ عِنِ الفراتِ
مودِّعًا مَـــنْ أيـتـموهُ مـودِّعًـا مَــنْ
أيـتـما
وقـلوبُنا شَـخصَتْ بِـرَضْوَى
تـقتفي لـــكَ ســيّـدي أثـــرًا لـعـلَّ
ورُبّـمـا
(مــاتَ الـتصبرُ) قـالَها لـكَ
عـاشقٌ وكــأنّــهُ بــدمـوعِـهِ قـــدْ
أقـسَـمـا
وأنـيـنُ دعـبُـل حـينَ نـاشدَ
فـاطمًا لـو خِـلتِهِ عـندَ الـفراتِ قَـدِ
ارتـمى
حـتّى الـسماءُ تـصحّرَتْ فـي
عـينِهِ فـكـأنّما الـصحراءُ صـورتُها
الـسما
جـــاؤوا لـيـعـقوبٍ فـألـقَوا
عـنـدَهُ بـقميصِ يـوسفِهِ فطابَ مِنَ
العمى
لـكـنْ بـمـا آتـيكَ مِـنَ جـسدِ
الـذي قــد ظــلَّ بـالبطحاءِ تـستِرُهُ
الـدِّما
فـالـديـنُ خـــرَّ بـبـطنِ وادٍ
عـافـرًا فـأتى الـبراقُ إلـى الخيامِ
مُحَمْحِما
فـخَـرَجْـنَ ربّــاتُ الـعـفافِ
نـوادبًـا فــرأيـنَ شـمـرًا بـالـمعاولِ
هـادِمـا
وكـسـاءَهُ انـتـهبَتْهُ أيــدي
سـقـيفةٍ حــتّـى قَـــدِ انـتـهَـبَتْ رداءً
خُـرِّمـا
فـنظرنَ نـظرةَ شـيبةِ الـحمدِ
الذي لاحَتْ لهُ السجّيلُ مِنْ طرفِ السّما
فرأى الحِمى للبيتِ جاءَ مِنَ
السّما وعـفيرُ يـومِ الطفِّ لم يَجِدِ
الحِمى
مـــا دَكَّـــتِ الأفـيـالُ كـعـبةَ
مـكـةٍ والــديـنُ تـحـتَ الـعـادياتِ
تـهـدّما
ورَوَتْ أمــيّــةُ بـالـدمـاءِ
سـيـوفَـها وسـيوفُكُمْ لـم تُـروَ بـعدُ مِنَ
الظّما
ورمـى ابـنُ شـاهكِ غادرًا
بسهامها لـكـنَّ رامـيـكم بـسـهمٍ مــا
رمــى
والـشـمرُ حـزَّ لـكُمْ أعـزَّ
رؤوسِـكم وَقَـدِ ارتـقى صدرَ ابنِ فاطمَ
سُلّما
أسـمعتَ صـرخةَ طـفلِكم لمّا
هوى رأسُ الـمُـثلَّثِ فــي حَـشَـاهُ
فـآلما
أسـمعتَ قـبلَ الـطفِّ عَـنْ
عـلويّةٍ بـالـسَّـوطِ عُــولِـجَ مـتـنُها
فـتـورَّما
طــالَ انـتظارُ الـنادبِينَ فَـكَمْ
تُـرى مِـنْ صـرخةٍ تُـصغي لـها (وا
قائما)