صـعبٌ طـريقُ الـهوى والـمُبتغى
عَـسِرُ والـعـاشقونَ بِـرَغْمِ الـشَوكِ قـد
عـبروا
شـدُّوا الـرِّحالَ لأرضِ الـطفِّ فـي
ولـهٍ رَغْـمَ الـمخاطرِ مـا هـانوا ومـا
انـتظروا
"هُـمْ فـتيةٌ آمـنوا" بـالحُبِّ حـينَ
مَـضَوْا نـحـوَ الـحُـسينِ فــلا خــوفٌ ولا
ضـجـرُ
مُـسـافـرونَ إلــى الــلا وقــتِ يـتـبعُهُمْ مــوجُ الـحـنينِ وجـيـشٌ جُـنـدُهُ
الـزَّهَـرُ
مُـحـملَّونَ بـنـفحاتِ "الـحُسينِ"
شـذًى يـضـوعُ فــي الأفــقِ عـزًّا وردُهُ
الـعَطِرُ
الــبـيـنُ أدركَ أنْ لا شــــيءَ
يـوقِـفُـهُمْ حـتّـى وإنْ حُـوصِـرُوا فـالشوقُ يـنتصرُ!
بَـثُّوا الـهُيَامَ لـقلبِ الكونِ فاضطربَ
ال نـبـضُ الـشـغوفُ فـكـادَ الـقلبُ
يـنفطرُ
مُـسـافـرونَ ومـــلْءُ الــركـبِ
هـائـمةٌ تـلـكَ الـقـلوبُ فـطـوبى بُـورِكَ
الـسفرُ
مِــنْ فَـرْطِ عـشقِهِمُ الـغيماتُ
يُـخجِلُها غـيـثُ الـنـفوسِ الـذي بـالعشقِ
يـنهمرُ
شـدُّوا الـرِّحالَ وحـادي الـركبِ أومأَ
لل عُـشّـاقِ: هـيّـا فــدربُ الـوصلِ
يـستعرُ
هُــمْ أدْرَكُــوا "كـربـلا" والـوجدُ
يُـلهِبُهُمْ والـــــودُّ يــجـذِبُـهُـم والــدمــعُ
يـنـتـثـرُ
مـــا أنْ تـــراءى بـهـاءُ الـقـبرِ
أعـيـنُهُمْ اغـرورَقَـتْ مِــنْ دمــوعٍ لـيسَ
تُـسْتَتَرُ!
هُـوَ الـحُسينُ الذي أعطى العراقَ
مدًى مِـنْ سـامقِ الـمجدِ يـسمو عندَهُ
الظَّفَرُ
قــدْ أودَعَ الأرضَ نُــورًا مِــنْ
سـمـاحتِهِ فــي كُــلِّ شــيءٍ لــهُ مِــنْ نــورِهِ
أثـرُ
أضـفـى الـحُسينُ إلـى الأشـياءِ
رونـقها فـغـرَّدَتْ نـبـضةٌ ولـهـى، انـجـلى
قـمـرُ
لــهُ الأيــادي الـتـي مــا أنْ تُـمـدَّ
إلــى قـفرِ الـترابِ هـمى مِـنْ جُـودِها
المطرُ
فـكيفَ يـحوي الـضريحُ الـسبطَ؟
أنجمُهُ وســطَ الـسـماءِ ولـكـنْ يُـخدَعُ
الـنظرُ!
ولو تجلّى ل "موسى" السبطُ "مُنصعقًا يــخـرُّ جـانـبَ طــورِ الـعـشقِ،
يـنـبهرُ!
مــولايَ خُـذْنِـي إلـيـكَ الآنَ لـستُ
أرى إلّاكَ ضــــوءًا ســنـيًّـا فــيــهِ
أنــصـهـرُ
لـــولا هـــواكَ لـكـانَ الـقـلبُ
مُـعـشبُهُ قـفـرًا وعُـمـري رمــادًا حـفَّـنِي
خـطـرُ
لـــولا نـــداكَ ســيـذوي الـــوردُ
يـانـعُهُ يـخـبـو الـضـيـاءُ، يــعـمُّ الـهـمُّ
والـكـدرُ
لــولاكَ يـغـدو الـهـواءُ الـطـلقُ
أروعُــهُ سُــمًّـا يـضـيقُ بــهِ الإنـسـانُ
والـشـجرُ
عـيـنـاكَ وهـــجٌ إذا ضــجَّ الـظـلامُ
وذي كـفّـاكَ قـمـحٌ إذا اسـتـشرى بـنا
الـقَهَرُ
أنــــتَ الـــذي عــلّـمَ الأرواحَ
أطـلَـقَـها إلــى عـنانِ الـهوى فـي الـعشقِ
تـبتكرُ
مُـخـلّـدٌ ســيّـدي ذكـــراكَ فـــي
مُـهَـجٍ تــرنـو إلــيـكَ هُـيَـامًا كـيـفَ
تـصـطبرُ؟
هـــا قــد أتـيـتُ وفــي عـيـنيَّ
أسـئـلةٌ حـيـرى وفــي خـاطري تـسّاقطُ
الـفِكرُ
مـلأى جِـرابُ الهوى مِنْ فيضِ
محبرتي إلـيـكَ يــا مَــنْ بِــهِ تـسمو هُـنا
الـصُّورُ
خُــذنـي إلــيـكَ وهـــدِّأْ لـهـفـتي
فــأنـا مِــنْ فــرطِ شـوقـي أكــادُ الآنَ
أنـفجرُ
عــزفـتُ وجـــدي بـــلا وتـــرٍ ولا
نـغـمٍ فـنـغمتي ( كـربـلا ) والـخـاطرُ الـوتَرُ
!
خُــذنـي إلــيـكَ فـــإنَّ الـقـلـبَ
ألـهـبَـهُ جــمـرُ الــفـراقِ فـــلا تـبـقـي ولا
تــذرُ
رفــقًـا بـــروحٍ أذابَ الـبُـعـدُ
خـاطـرَهـا حــتّـامَ يـــا ســيّـدي لُـقـيـاكَ
تـنـتظرُ؟
خُـذْهـا سـطـورًا بـملْءِ الـحُبِّ
طـافحةً كــادَتْ لـعَـمْرِي بـسيلِ الـوجدِ
تـنشطرُ
فـازَ الـمُحبّونَ فـي الـدارينِ
"شيعتُكُمْ" خــابَ الـذيـنَ تـولَّـوا غـيـرَكم
خـسـروا
خُــذْنِـي إلــيـكَ ودعــهـا دمـعـتي
أبــدًا تـطـوي مـسـافةَ ذاكَ الـشـوقِ
تـختصرُ