هَـــلَّ الــهِـلالُ بِـــهِ سِـهـامٌ
تُـحـتَرى قَــوسُ الـمُـحرَّمِ بِـالأَسى قـد
أُوتِـرا
فَـانـظُرْ بِـنَـبلتِهِ الـمُـصَابَ إذا جَــرَتْ تِـلكَ العُيونُ عَلى الطُّفوفِ وما
جرى
وَامـطِرْ بِـها دِيَـمَ الـدُّمُوعِ كَـما
هَـوَى دَمُّ الـحُـسينِ وصَـحـبِهِ فَــوقَ
الـثَّرى
أَحـنَـى لـظَـهرِ الأَرضِ مِـنْ
عُـرجُونِهِ بَـعدَ ظُـهُورِ الـحُزنِ فـي خـيرِ
الوَرَى
أَبـكـى بِـحُـرقتِهِ الـرَسُولَ كَـمَا
بَـكَى يَـعـقُوبُ فــي صَـفـوِ الـحَياةِ
مُـكدَّرا
يُـجـري الـمـحاجرَ بِـالدُّمُوعِ
لِـيوسِفٍ لــم يُـبقِ مـن دَمـعٍ ، أَذابَ
الـمحجرا
فَـاشحذْ كَـمُرهفِ ذا الـهِلالِ
صـواقلاً وابــتــرْ بـبـاتـرِها بِـمُـقـلتِنا
الــكَـرى
هــذا الـمـحرَّمُ أَحـرَمَـتْ فـيـهِ
الـقَنا إِحـرَامُـهـا ، مِـيـقَـاتُها ، قـــد
غُــيِّـرا
كُــلُّ الـمشاعرِ فـي الـمُحرَّمِ
غُـيِّرَتْ فَـاسـتَشْعَرَتْ فــي كَـربَلا أُمُّ
الـقُرى
فَـلتسألِ الـمروى: مُـروءتَها
جَـفَتْ؟ ولـتسألِ الـمسعَى إِذا الـرَكبُ
سَرى
رُكـنُ الـحطيمِ لِـما يُحطِّمُهُ
الشجى؟ ولِــمَ الـصَّـفا بِـشـوائبٍ قــد
عُـكِّرا؟
وأَبــو قُـبـيسٍ فــي الـجِـبالِ
مُـناديًا: قَـبَـسَاتُ نَــارِي تَـصـطَلِي غَـارَ
حِـرا
أَرَأَى الـرُؤُوسَ عـلى الرِماحِ
مُقصِّرة فَـبَـكَى بِـمَـحسَرِهَا دَمًــا
وتَـحَـسَّرا؟
وَفُــرَاتُ زَمــزمَ بِـالـطفُوفِ
مُـحـرَّمٌ عَـنْ آلِ بَـيتِ الـمُصطفى بِيضُ
الذُّرا
لَـمّـاَ يَـطُـوفُ الــرَأَسَ فَــوقَ
قَـنـاتِهِ إذ كَـــانَ يَـتـلـو آيـــةً فَـلِـمَ
انـبـرى؟
فَـانـظُـرْ بِـمـيـزَابِ الـنُّـحُـورِ
تَـدفُّـقًا نـلـقـاهُ فـــي بَــيـتِ الإلـــهِ
تـفـجّرا
وَمــقــامُ إبــراهِـيـمَ يــبـقـى
ثَــلاثـةً دُونَ الـمقَامِ جُـسُومُهُم وَسـطَ
العرا
لــلــهِ أَيُّ فَـجِـيـعةٍ! ذُبــحَـتْ
مِــنَـى وَهــي الأَمـاني والأَمـانُ إلـى
الـورى
قَـــد أُزلِــفَـتْ مُـزدلـفًا فــي
كَـربـلا أَيــبـيـتُ فِـيـهـا مــوقـفٌ
مُـتـجـذّرا؟
يَـومَ الـكريهةِ بِالطفوفِ إذِ التقى
ال جَـمعانِ حَـشدًا هـل رأوهُ
المحشرا؟
أَوَمــا تـرى الـحجرَ الـمُقدَّسِ
أسـودًا إذ يـلـبسُ الأَرزاءَ ســودًا هـل
تـرى؟
أَوَمــا تــرى الـعـقباتِ مِــنْ
أهـوالِها فــي رَجـمِـها الـجمراتِ إذْ
تَـتَسَعَّرا؟
لــلــهِ أَيُّ مُـصـيـبـةٍ
لِـلِـمُـصطفى!؟ بَـكَـتِ الـسـمَاءَ لـهـا عـبـيطًا
أَحـمرا
قُـتِـلَ الـحُـسينُ ويـا لـهُ مِـن
شَـمعةٍ لا تـنـطـفي كَـشـفَ الـضِـياءَ
ونَــوَّرَا
فـالـديـنُ قـــد ثُــلِـمَ بِـبـيـضةِ
عــزِّهِ وغــدا لــهُ الإسـلامُ مُـنفصمَ
الـعُرى
فَـتـهـدَّمَـتْ واللهِ أَركــــانُ
الــهُــدى وتَـنَّـكَـسَ الـعَـلَمُ الـتَـقِيُّ إِذِ
اعـتـرى
جـسدُ الـسليبِ عـلى الرمالِ
تدوسُهُ خــيـلُ الـضـلالِ بِـحـافرٍ حـتّـى
ورى
طَحَنَ الضّلوعَ وَبَّضَعَ الجسدَ الشريف حــتــى تَــهَّـتَّـكَ جــسـمُـهُ
وتَــبَـتَّـرَا
دَمـعِـي يُـصـبُّ بِـفـيضِهِ مِـنْ
مُـقلتِي وَتــأَوهِـي قَـــد بَـــثَّ حُــزنًـا
أكـبـرا
حُــزنــي عَــلـيـهِ مــؤبــدٌ لا
يـنـتـهي وإِلــى الُّـلـحُودِ أَنـتـهي تَـحتَ
الـثَرى
سَـأُقِـيمُ مـأَتـمَهُ بِـمَـدفَني إِنْ
مـضى سَـيفُ الـقَضاءِ إِلـى الـمماتِ
مُشَهّرا
وَأُريــدُ مـنـهُ شَـفـاعةً يــومَ
الــورُودِ هُــوَ الـشـفِيعُ إلــى ورودِيَ
بِـالـقِرى
أَيـخيبُ مَـنْ صـارَ الـشَفِيعُ لـهُ
الـذي كــانَ الـنـجاةَ إلـى الـجِنانِ
ومـعبرا؟