شعراء أهل البيت عليهم السلام - العشبُ ضمادُ الجرحِ

عــــدد الأبـيـات
31
عدد المشاهدات
197
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
04/10/2023
وقـــت الإضــافــة
9:41 مساءً

أحسينُ يا سرَّ الحقيقةِ ، قلْ لنا = لِمَ ردَّدَ التأريخُ ما قد لُقِّنا ؟ لِمَ يستلذُّ الفقرَ في خورِ النهى؟ = ولديهِ كنزُ الغيبِ يُغليهِ الغنى! لقَّنتَهُ معنى الخلودِ مراقيًا = لتظلَّ (هابيلاً) يُضحِّي بينَنا لتكونَ (يحيى) أو تكونَ ك(حيدرٍ) = بالدمِّ قَدْ صنعَ المُحالَ فأتقَنا لكنّهُ حثَّ الخُطا لهوامش ٍ = أغوَتْ نواصي العمرِ في دنيا الفَنا أنجاهُ طهرُ الخيرِ آوَى جرحَهُ = عشبًا يضمِّدُ هجرَهُ والموطِنا مدَّت نخيلُ الشوقِ في قصباتِهِ = سعفَ الشفاءِ فطالَ فيها وانحنى يعطي زهورَ الشمسِ لونَ جذورِهِ = ويشيحُ منديلَ السماءِ على السّنا ويقيمُ في صدرِ الحياةِ صلاتَهُ = لتَؤمَّهُ الأزمانُ تكبيرًا هنا فالفجرُ بالصفعاتِ ملَّ يسارُهُ = أن يُسْلِمَ العتماتِ خدًّا أيمنا أعطاهُ هذا السّرُ درعَ إبائه ِ = هيهاتُهُ حلَفَتْ بألاّ يركنا لو قابَ قوسِ العشقِ كشفًا أو دَنَا = مِنْ عرشهِ ما ازدادَ فيكَ تَيَقُّنا حتّى نَمَتْ بروسخِها سُحبُ الإبا = وأحالَتِ البيداءَ عشبًا ليِّنا سجدَتْ لمدِّ الصبرِ غربة ُ جزرِهِ = ومدائنُ الغضبِ المُعبَّأِ أذَّنا وتَصّدَّقَ المطرُ الملفَّعُ رحمة ً = بلحاءِ هجرتِهِ العطيشةِ للدُّنى كبُرَتْ على التأريخِ صفحة ُ وَجهِهِ = وكأنَّ فيهِ الكونُ كانَ مدوَّنا وتناسخَتْ كلُّ الجهاتِ بعينِهِ = ليرى الجهاتِ بكلِّ عينٍ أَعيُنَا نثرَتْ بذورَ الطلحِ في أصلابِهِ = نكأَتْ بقيحِ المستحيلِ المُمكِنَا أنفاسُهُ كم حُوصِرَتْ برحيلِها = حتَى يعودَ الفجرُ مِنْ أسفارِهِ = راياتُهُ ستهبُّ مِْن جرحِ المُنى ويعودُ هذا الماءُ ملقيًّا على = كفِّ اليَبَاسِ مكفِّرًا عمَّا جَنَى فيمدُّ راحَ الفضلِ في عبّاسِهِ = ينسلُّ منها النهرُ يخرجُ مُعْلِنا سترَوْنَ رأسَ الكونِ مرفوعًا على = رمحِ الشّقاءِ يسيرُ هديًا مُذْعِنا كلُّ السّيوفِ تناسَلَتْ ببداوةٍ = في كفِّهِ السمحاءِ كي تتمَدَّنَا نسخٌ ستصنعُ مِنْ أصالةِ عمرِها = تفديهِ دمًّا بالخلودِ ملوَّنا سيعودُ بعدَ التّيهِ يسجدُ خاضعًا = فوقَ الترابِ غدًا يزيدُ تديُّنا رأسُ الحسينِ يشعُّ في جبهاتِهِ = بالنورِ بوصلة ً تئنُّ على القَنَا جسدُ الحقيقةِ رضَّضَتْهُ فعالُهُمْ = والنصرُ يمَّمَ شطرَهُمْ مُتَحَصِّنا اظهَرْ ضمادَ الجرحِ يا عشبَ النَّمَا = لو لحظةً داويتَهُ كي يسكُنَا اظهَرْ رعاكَ اللهُ يا قوسَ السَّمَا = لو ليلةً تَهَبُ الحياةَ تحَنُّنَا
Testing