أسـطورةُ الموتِ وسردُ
الذُّحولْ ورهــبـةُ الـلـيـلِ وهــذا
الـعـويلْ
فــجــمَّـعَ الأجــســادَ
عـبـاسُـهـا وبـــعــثــرَ الأرواحَ
عــبـاسـئـيـلْ
وسـيـلُها الـعـارمُ سـيـلُ
الـرّدى يـستنزفُ الـكونَ وقـد لا
تـسيلْ
فـــســنَّ قـــانــونَ
بــطــولاتِـهِ عـلى مـسلاّتِ الـوغى لا
النكولْ
وزلـــزلَ الأهـــوالَ فــي
هـولِـهِ ولـلـمـهولاتِ الـعـظامِ
الـمـهولْ
مــلــحـمـةٌ عـــمَّــدَ
تـخـلـيـدَهـا بــالــدّمِ إنَّ الـــدَّمَ لا
يـسـتـحيلْ
لـحَّـنَـها أنــشـودةً فــي
الـمـدى فـثـوَّرَ الأقــدارَ فــي كــلِّ
جـيلْ
مـعـركةٌ كـانَـتْ عـلـى
قِـصْـرِها بـها الـوجودُ الـسرمديُّ
الـطويلْ
فــكـانَ فـــي مـسـرحِ
أحـداثِـها فـاصـلةً ومــا احـتـوتْهُ
الـفصولْ
شـاعَـلَـها رفـضًـا لـحـدِّ
الـلّـظى وكـلّـمـا تـخـبـو يــثـورُ
الـفـتـيلْ
ومــا الـمُـنى غـيـرُ مـنايا
الـعِدى فــبـرّرَ الـغـايـةَ فــيـهِ
الـوسـيلْ
واجـتـاحَـهـا عــقــدةَ
أحـلامِـهـم شــدًّا ولــن تـنفعَ فـيها
الـحلولْ
فــي خـطبِهِمْ يـخطبُ
مـستهزئًا والـخطبُ نارٌ والخطابُ
الصقيلْ
وضـربُه ضـربٌ مِـنَ
الـمستحيل إنْ لـمْ يكُنْ في عينِهِ
المستحيلْ
يــكـيـلُـهُـمْ كـــيـــلَ أبـــيــهِ
إذا كــالَ، ومَــنْ مـثـلُ أبـيهِ
يـكيلْ؟
حــتّـى إذا مــا اسـتـيقَنُوا
أنّـهـم هـلكى أتـاهُمْ بـأسُهُ
الـمستطيلْ
خــرُّوا لــهُ مِـنْ خـوفِهم
صُـرَّعًا فـي مـصرعٍ لـيسَ لـهُ مِنْ
مثيلْ
أذاقَـــهُــمْ وبــــالَ
أشــرارِهِــمْ ومـــا وبـــالُ الــشـرِّ إلا
وبــيـلْ
جـــرَّعَـــهُــمْ زؤامَ
آجـــالِــهِــمْ وكــانَ مِــنْ مـوردِهِ
الـسلسبيلْ
ونـــزهــةُ الـــحــربِ
هــوايـاتُـهُ ما صيدُ هاوِي الحربِ إلاّ الفحولْ
مـــا شــذَّ عَــنْ حـيـدرةٍ
شـبـلُهُ كـلـهـوِهِ بـالـكرِّ تـلـهو
الـشـبولْ
فـسـوّدَ الـخـضراءَ مِــنْ
تـحـتِهِمْ وحـمَّرَ الـزرقاءَ مـجرى
السيولْ
مــا زمـجـرَ الـحـقُّ بـحـدِّ
الـضُّبَا إلا اعـتـلاهـا والـجـمـيعُ
الـنـزولْ
فــطـوَّقَ الأعــدادَ فــي
عـزمِـهِ ولــمْ يـبـالِ فـي الـعديدِ
الـقبيلْ
وضــيَّـقَ الآفـــاقَ مِــنْ
حـولِـهِمْ وسدَّ عينَ الشمسِ لهثُ
الخيولْ
كـريـمُ أهــلِ الـسيفِ فـي
قـتلِهِ كـثـيرُهُمْ فــي الـنارِ جـدًّا
قـليلْ
مِــنْ أيــنَ لـلجودِ امـتدادُ
الـثّرى وكـيـفَ مــا لــوى نـداهُ
الـذبولْ
لــو يـفُتدَى مِـنْ سـيفِهِ
لافـتدَتْ أعـمـارَها مـنـهُ الـبـغاةُ
الـفـلولْ
فــلـمْ يــبـارِزْه ابـــنُ أمِّ
وهـــلْ بــارزَ ربَّ الـحـربِ إلا
الـخبولْ؟
فـــرائــصُ الأرضِ إذا
داسَـــهــا دقَّــتْ لـهـا عـلى يـديهِ
الـطبولْ
يـمشي الـهُوَينَى فـوقَ
أعـناقِهِم مـروِّضًـا فـيـها الـخـنى
لـلـذليلْ
يــذعــرُهُـمْ بــإســمِـهِ
وحــــدَهُ فـيـورثُ الـذعـرَ بـقلبِ
الـرّعيلْ
وتــفـزعُ الأشـبـاحُ مِــنْ
صـوتِـهِ وتــهـرعُ الـجـنُّ وتـجـفُوه
غـيـلْ
لا يـسـلمُ الـهـاربُ مِــنْ
وجـهِـهِ إلاّ إذا صــــاحَ بـــذلٍّ:
(دخــيـل)
شـجـاعـةٌ تُـنـمَـى إلـــى
أصـلِـهِ والأصـــلُ لا يُـنـمـيهِ إلا
الأصـيـلْ
إلــى أبــي طـالـبِ مِـنْ
هـاشمٍ حـمـيّـةُ اللهِ الــنـدى
والـفـضولْ
لــو أنـجـبَ الـعـالَمَ فـي
أسـرِهِ مــا كـانَ فـيهمِ خـانعٌ أو
خـذولْ
ســلالـةُ الــوحـيِ وأكْــبِـرْ
بِــهَـا لا يـخـلفُ الـسـليلَ إلاّ
الـسـليلْ
مــا هــذه الـدّنـيا ســوى
كـربـلا والـديـنُ إلاّ الـمـرتضى
والـبتولْ
يـسـتصغرُ الـكونَ عـلى
عـظمِهِ إذا بـكـى طـفـلٌ وضــجَّ
الـعويلْ
أو هُــتِــكَـتْ لـطـفـلـةٍ
حــرمــةٌ لانـعـدمَتْ فـروعُـهُمْ
والأصــولْ
ويـحـفـرُ الأرضَ عــلـى
رحـبِـهـا مــقــبـرةً إذا اغُــيــظَ
الـعـلـيـلْ
أو صــاحَ (يـا زيـنبُ) فـي
حـملةٍ لا وضـعَ الـحملَ الـثقيلَ
الحمولْ
لا تُـذْكَـرُ الـحـوراءُ فــي
مـوقفٍ مِـنْ دونِ أنْ يُـذكَرَ فـيهِ
الـكفيلْ
فـي سـلمِها حـصنٌ حـصينٌ
لـها وحـربِـهـا ظـــلٌّ عـلـيـها
ظـلـيلْ
إنْ صــالَ فــي أرجـائِـهم
صـائلاً كـأنّـما الـحـسينُ فـيـهِمْ
يـصولْ
أو قــامَ فــي حـشـودِهم
قـائـلاً كـأنّـما الـحـسينُ فـيـهِمْ
قَــؤولْ
أو صــارَ فــي صـفـوفِهم
فـاعلاً كـأنّـما الـحـسينُ فـيـهِمْ
فَـعـولْ
نــفـسُ أخــيـهِ نـفـسُـها
عــنـدَهُ والـعبْءُ فـي العصمةِ جدًّا
ثقيلْ
ولــــم يــجــدْ بـــدًّا
لـتـبـديدِهِمْ إلاّ بِــــهِ فــكـانَ هـــذا
الـقـتـيلْ
(اركـبْ بنفسي) صهوةَ
الملتقَى وَقُــدْ زمـامَ الـمرتَقَى لا
الـذَّلولْ
ولـــقِّــنِ الــمــاءَ إبــــاءَ
الإبــــا وأظـمأْ جـراحًا فـالوفاءُ
الرسولْ
لـربّـمـا يـخـجـلُ مِـــنْ
مُــرْضِـعٍ أو مِـنْ رضـيعٍ شـبَّ فـيهِ
الغليلْ
حـتّـى إذا اسـتيأسْتَ مِـنْ
عـذبِهِ عـذَّبَـهُ بـالـصبرِ "صـبـرٌ
جـمـيلْ"
واقـتَـحَـمَ الـبَـيْـنَ بــهِ
مـسـرِجًا عــبــابَـهُ إذا أُطــيــلَ
الــقـبـولْ
مــشـرِّعًـا لـلـغـيـمِ حُــرِّيّــةَ
ال أمـطارِ مـا قـدْ تـشتهيهِ
الفصولْ
دمــاؤُه يـحـكي الــذّرى
قـدرَهـا فـحـاكَتِ الـمجدَ عـليهَا
الـرّمولْ
ونـفـسُـهُ .. الـعـلياءُ تـهـفو
لـهـا ودونَـهـا الـوصـلُ بِـها
والـوصولْ
إذا جـــزى اللهُ الـنـفوسَ
الـتـي تُـجزَى لـهُ مـنها الـجزاءُ
الجزيلْ
يــا قـمـرًا مُــذْ شــعَّ فـي
طـفِّهِ أبــى انـطفاءً فـاستحالَ
الأفـولْ