شعراء أهل البيت عليهم السلام - ملحمة الطفِّ

عــــدد الأبـيـات
30
عدد المشاهدات
169
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
04/10/2023
وقـــت الإضــافــة
9:18 مساءً

دعني أُريقُ الدمعَ مِنْ آماقي = وأصبُّ خطبَ السبطِ في أوراقي حتّى تفيضَ جداولاً ومناهلاً = تجري كنبعِ معينِهِ الرقراقِ وأزفَّ للذكرى رواشحَ غرفةٍ = مِنْ سلسبيلٍ فاضَ في أعماقي يمضي الزمانُ وهُنّ بينَ أضالعي = يُذكينَ جمرَ الشوقِ بالإحراقِ هذي ضِفافُ الطفِّ عادَتْ غضّةً = وتقولُ: هيتَ معاشرَ العُشّاقِ هذي حدائقُ كربلاءَ ووردُها = وجراحُها شخَبَتْ فهلْ مِنْ راقِ؟ لاحَتْ منائرُها لكلِّ متيَّمٍ = حُرٍّ إلى أكمامِها مُشتاقِ وحياضُها مثلَ الفراتِ تهيّأَتْ = والحربُ يكشِفُ خطبُها عَنْ ساقِ ما بينَ كفٍّ في الخضابِ يزينُها = نقشٌ وآخرَ مِنْ دمٍ مهراقِ أو بينَ شيخٍ عاصبٍ لجبينِهِ = شوقًا وآخرَ واثبًا لعناقِ أو بينَ مُكتحلٍ بأميالِ الصّبا = قد كانَ ماءَ العينِ للآمآقِ أضحى لمختلفِ الرماحِ فريسةً = مُذ خرَّ جنبَ لوائِهِ الخفّاقِ وصهيلُ خيلٍ للكريهةِ أُسرجَتْ = وأنينُ محمولٍ على الأعناقِ وضجيجُ أطفالٍ تمرَغَّ بالثّرى = قد آيسَتْ مُذْ غابَ عَنْها السّاقي طالَ الحنينُ إلى السقاءِ ولم تجدْ = بُدّاً مِنَ التعلالِ بالإخفاقِ وصهيلٌ خيلٍ أُطلِقتْ، وأعنّةٌ = خُلِعَتْ، وألجِمَةٌ بِلا أشداقِ ودمٌ جرى كالشطِّ في غلوائهِ = وعجيجُ ألويةٍ ونوحُ فراقِ وحفيفُ ألويةٍ تراقصَ نشوةً = تيهًا وأخرى خشيةَ الإملاقِ وإذا الخيامُ شحوبُها وضجيجُها = يعلو إلى الأرجاءِ والآفاقِ نشجَتْ وماءُ النهرِ يلمعُ طافحًا = كبريقِ لؤلؤِ ثغرِهِ البرّاقِ فهناكَ حيثُ النهرُ يربضُ وادعًا = سقطَتْ كفوفُ كفيلِها الغيداقِ هذي محاملُ زينبٍ يُحدَى بها = في عصبةِ الفُسّاقِ والمُرّاقِ والدمُّ يجري فوقَ قرطِ يتيمةٍ = سُلِبَتْ وأخرى مِنْ فَمِ الأحداقِ وعلى هوادجِها تُساقُ عقائلٌ = أوغَلْنَ في الشرفِ التليدِ الراقي فكأنَّها ليسَ النبيُّ "محمّدٌ" = هُوَ جدّها أو لَمْ يَطِرْ بِبراقِ أو لمْ يؤصِّلْ فيهِمُ دينًا ولمْ = يوصيهِمُ بمكارمِ الأخلاقِ وهُناكُ حيثُ الرأسُ يُنصبُ شامخًا = كالبدرِ غُيِّبَ نورُهُ بمحاقِ هذي وتلكَ الطفُّ بعضُ لعابِها = وفصولُها تأبى على استغراقِ ما زالَ كالخصرِ الطريّ نباتُها = غضًّا يميلُ على ندى الإيراقِ تُطوَى مروجُ الدهرِ وهي جديدةٌ = وتموتُ و"الطفُّ المقدَّسُ" باقِ
Testing