شعراء أهل البيت عليهم السلام - اخرُجْ مِنَ الكَلِمَاتِ

عــــدد الأبـيـات
51
عدد المشاهدات
171
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
04/10/2023
وقـــت الإضــافــة
9:16 مساءً

اُخْرُجْ مِنَ الكَلِمَاتِ واْدْخُلْ ثَوْرَةْ=يا فَارِسًا مَا زَالَ يَرْكَبُ مُهْرَهْ اُخْرُج مِنَ التاريخِ، عِمْتَ مُخَلَّدًا=يا مُبْدِعًا بالمَوْتِ أَبَّدَ عُمْرَهْ! ومُدَجَّجًا بالوقتِ لامَةُ حَرْبِهِ=مَاضٍ يَعُوْدُ لكيْ يُوَاجِهَ عَصْرَهْ اُمْدُدْ خُلُوْدَكَ، سَوْفَ يَنْكَمِشُ الرَّدَىْ=وتعودُ مِيْلادًا يُعَانِدُ قَبْرَهْ آتٍ يُؤَرِّقُكَ القدومُ، على بُرا=قِ الوقتِ، تَمْنَحُ للعَقَاربِ دَوْرَةْ! آتٍ مِنَ القُرْآنِ تَبْتَذِرُ الثرى=)توحيدَ)هُ وتَعُوْدُ تَحْصُدُ (قَدْرَ)هْ وتَظَلُّ تبتَكِرُ المَرَايا رَاحِلًا=ما زالَ يُنْجِبُ للمَسَافَةِ غَيْرَهْ وهُدَاكَ يَنْصبُ في خُطَاكَ سَلالِمًا=مِنْ آخِرِ الدُّنْيا لآخِرِ سِدْرَةْ اُخْرُجْ من الأرْحَامِ لستَ مُؤَيَّنًا=كيْ تختُمَ الدُّنْيَا وتَبْدَأَ غُرَّةْ! اُخْرُجْ مِنَ الآبادِ أجيالًا، مِنَ ال=كثبانِ أَسْرَابًا فرُوْحُكَ حُرَّةْ! تَتَوَحَّدُ الأحقابُ كي تَتَوَزَّعَ ال=آفاقُ منكَ هُدَىً يُعَوْلِمُ دَوْرَهْ! وبحَجْمِ ما امْتَازَتْ حروفُكَ حَجْمُ ما اتْ=تَسَعَتْ صَدًى غضًّا جنيَّ الوَفْرَةْ! لكَ مَوْلِدَانِ: فَمِنْ مَخَاضَاتِ الطُّفُوْ=فِ لرَحْمِ أُمِّكَ، مَشْرِقَانِ وبُكْرَةْ! تجتازُ طَلْقَ الرَّحْمِ، طَلْقَ الجرحِ أع=مارًا وتقتحِمُ الوُجُوْدَ بكَثْرَةْ! قلْ لي بأيِّ الطلقِ جئتَ وكمْ دَخَلْ=تَ وكم خَرَجْتَ بعِبْرَةٍ وبِعَبْرَةْ؟! يا أيّها الشَّيْبُ المُخَضَّبُ بالسَّمَا=ءِ سَقَطْتَ نَجْمًا وانقَسَمْتَ مَجَرَّةْ! في كُلِّ ليلٍ في المدى، في الوقتِ، لاْسْ=مِكَ موعِدٌ يدنو ويُشْعِلُ فَجْرَهْ كُلُّ الوُجُوْدِ تَمَخَّضَتْ أعشاشُهُ=بكَ مِنْ هُدًى لهدًى يجرِّدُ طَيْرَهْ في فَتْرَةٍ فَتَرَتْ عَقَارِبُ وَقْتِهَا=أَنْزَلْتَ فأسَ الوَقْتِ فوقَ الفَتْرَةْ! لَمَّا الزَّمَانُ خَبَا، رَبَتْ أصنامُهُ=وبدا بهِ هُبَلٌ يمارِسُ دَوْرَهْ: فاجأتَهُ بينَ الحِجَارَةِ مَارِدًا=وبَرَزْتَ عِمْلاقًا يحاصِرُ جَوْرَهْ لم ترضَ أن يَطَأَ الغُبَارُ تُرَاثَ جَدْ=دِكَ يا هُبُوْبَ الوَحْيِ يَنْفُضُ حِبْرَهْ بَدَّدْتَ حُلْمَ الجَاهِلِيَّةِ ذَاتَ طَوْ=رٍ فيهِ جَدُّكَ فيكَ عاوَدَ طَوْرَهْ! وخَرَجْتَ مِنْ بينِ الكِسَاءِ مُدَجَّجًا=بالذكرياتِ يَشُكُّ قوسُكَ طُهْرَهْ مِنْ ذَلِكَ البيتِ المُعَبَّأِ باليَقِيْ =نِ بَرَزْتَ تَلْتَقِفُ الرِّمَاحَ بِنَظْرَةْ! حتّى إذا نَزَفَتْ رُؤَاكَ على الثَّرَىْ انْ=قَسَمَتْ وراحَ الجُرْحُ يُطْلِقُ ثَغْرَهْ سَتَظَلُّ تَقْتَحِمُ الرَّدَىْ مُتَقَلِّبًا=في الثّائرِينَ، يَفُضُّ دَهْرُكَ خِدْرَهْ تَنْمُو الحقيقةُ في ظِلالِكَ حُرَّةً=وتُطِلُّ قربانًا وتنثُرُ عِطْرَهْ ما زالَ أفقُكَ يقتفيكَ يَرَاكُ تَغْ=سِلُ في السَّمَا لَيْلًا وتنشُرُ بَدْرَهْ وتَحِلُّ في طَرَفِ الغِيَابِ تَصُبُّ أَشْ=جَارَ السَّمَاءِ صَدًى نبيَّ الحُمْرَةْ ما زلتَ تَتْلُو مُصْحَفَ القِيْثَارِ كَيْ=يَمْحُو الخَرِيفُ شِفَاهَهُ المُصْفَرَّةْ يا أَيُّهَا الجَسَدُ المُمَزَّقُ رَاحَ يَقْ=تَسِمُ الوجودُ دِمَاهُ، يَغْرِفُ نَحْرَهْ ناهَزْتَ بالأمجادِ: أَلْفَ رسالةٍ=حمراءَ ألفَ حكايةٍ مُخَضَرَّةْ عُمُرًا تسيرُ مِنَ اخْضِرَارِكَ لاخْضِرَا=رِكَ، رُبَّ فلاحٍ يُقَلِّمُ دَهْرَهْ ما زِلْتَ يا عَجَبًا ترابُكَ أَخْضَرٌ=أَفَكُنْتَ جُثْمَانًا ثَوَى أم بِذْرَةْ؟! تَنْمُو جراحُكَ في الضَّلالِ هُدًى كما=تَنْمُو بُذُوْرُ الوَرْدِ فَوْقَ الصَّخْرَةْ! ها أنتَ تبتَكِرُ المُضَارِعَ تَحْفُرُ ال=ماضي فيرتَشِفُ المُضَارِعُ بِئْرَهْ خَصْبَ الحِكَايَةِ تَسْتَجِدُّ بثورةٍ=تحيا مِرَارًا حينَ تُقْتَلُ مَرَّةْ! ما زِلْتَ تخترعُ الجهاتِ مِنَ الجِرَا=حِ إذا انقَسَمْتَ، فِدَاكَ يا للفِكْرَةْ! يا أَيُّهَا الجُرْحُ الضَّلِيْعُ إذا ابتدا=رَسْمَ الخلودِ خُطًا وأَبْدَعَ حَفْرَهْ ها أنتَ تَقْفِزُ فوقَ جُدْرَانِ الظَّلا=مِ وتستطيلُ غَدًا وتُتْقِنُ نَشْرَهْ ما زلتُ أقرأُ قِرْبَةَ العباسِ في=عَطَشِ الحسينِ، وكلَّ وعيٍ قَطْرَةْ! أهواكَ يا ظمأَ الحياةِ كمِ استحا=لَ الرَّمْلُ خُبْزًا واقْتَسَمْنَا الكِسْرَةْ أتكونُ مَيْتًا قلْ إذنْ كيفَ ارتحل=تَ وأنتَ تخطو مَا تَزَالُ بِكَثْرَةْ؟! إنّي أعيذُكَ أنْ تَكون كما تُرَىْ=قبرًا وأنْ تحوي اتِّسَاعَكَ حُجْرَةْ! بلْ أنتَ باقٍ لو تشاءُ أَعَرْتَنِي=رُوحَيْنِ مِنْكَ ومَطْلَعَيْنِ وثَوْرَةْ! اُخْرُجْ مِنَ الشُّبَّاكِ وامْدُدْ عُمْرَكَ ال=كونيَّ مِضْمَارًا، وسَافِرْ عَبْرَهْ! وابذُرْ شَهِيْدَكَ سوفَ ينتفضُ الثّرى=يخضَرُّ بالذكرى وتَقطِفُ زَهْرَهْ! مِنْ أينَ أبدأُ؟ أينَ أَخْتِمُ سُبْحَةَ ال=آبادِ؟ هل يُطْوَىْ الخُلُوْدُ بِسَفْرَةْ؟! مِنْ أينَ أَخْتِمُ ؟ أينَ أبدأُ قِصَّةَ ال=رَّمْلِ الذي ما زَالَ يوقدُ جَمْرَهْ؟! أَقْسَمْتُ ألاّ أَدَّعِيكَ قصيدةً=بَيْنِي وَبَيْنَكَ مَصْرَعٌ مِنْ حَيْرَةْ!
Testing