مَـعاً ذاهِـبُونَ الـيَومَ كَـي نَـقْطِفَ
الـنَّجْمَا وَنَـبْـتَـكِرَ الــنَّـصَّ الـــذي يُـطْـفِئُ
الـهَـمَّا
فِـــــداءً لِـعَـيْـنَـيْكَ انْـسَـكَـبْـنا
قَــصِـيـدَةً تُـحَـلِّـقُ حَـتَّـى تُــدْرِكَ الـغـايَةَ
الأَسْـمَـى
وَتَـنْـحـازُ لِـلْـمَـعنَى الـــذي مِـــنْ
خِـلالِـهِ تُـتِـيحُ لَـنـا الـتَّـأْوِيلَ، وَالـبَـحْثَ،
وَالـفَـهْمَا
وَحِــيــدُونَ إِلا مِــنْــكَ يـــا مـــاءَ
عِــزِّنـا وَكَـيْفَ لِـهَذِي الرُّوحِ مُذْ كُنْتَ أَنْ
تَظْمَا؟!
كَــفَـى بِـــكَ عِـــزًّا أَنْ تَــكُـونَ
مُـضَـحِّيًا بَـصِيرًا يُـرِيحُ الـنَّفسَ مِـنْ جَهْلِها
الأعمَى
ويَــمْــتَــصُّ آلامَ الــحـقـيـقـةِ
عِــنــدَمــا يَـــدُسُّ لَـهـا أعـداؤُهـا الـزَّيْـفَ
والـسُّـمَّا
فـيـا مَــن مَـنَـحْتَ الـمَـوتَ طَـعـمَ
وِلادةٍ تَـذَوَّقَـهـا الإيــقـاعُ فـاسْـتَـعذَبَ
الـطَّـعْمَا
ويـــا أَيُّــهـا الـكَـوْنِـيُّ فِـــي دِفْءِ
قـلـبِهِ لِـقَـلْبِكَ هــذا فــي الـمَدَى قُـوَّةٌ
عُـظمَى
رُؤاكَ عــلـى الـلَّـوحـاتِ ضَـربـةُ
رِيـشَـةٍ مُـغـايِـرَةٍ فـــي كَــربـلا تـتْـقِـنُ
الـرَّسْـمَا
تـلـيقُ بــكَ الــلاءُ الـتـي اخْـتَـرْتَ
دَربَـهـا بِــرِحـلـةِ تَـغْـيِـيـرٍ تُــنَــوِّرُ مــــا
اظْـلَـمَّـا
وتــحــفَـظُ لِــلـحَـقِّ الـمُـبِـيـنِ
سُــلالَــةً تَعِي مُفرداتِ الجُودِ، والعَطْفِ،
والرُّحْمَى
نُــحِــبُّـكَ شــمـسًـا لا تَــغـيـبُ
ومَــرفــأً لَــهُ يَـلْـجَأُ الـعُـشَّاقُ إنْ صـارَعُـوا
الـيَـمَّا
رَسَــمْـتَ إلـــى الـقَـتْلَى حَـيـاةً
جَـمِـيلةً تَـحَدَّتْ وُجُـوهَ الـضِّيقِ فـاصَّاعَدَتْ
حَـجْمَا
بِـلَـيـلِ الـمَـسافاتِ الـعـنيدةِ أنــتَ
مَــنْ نَــرَى ضَــوءَهُ بَـيـنَ الـمُـحِبِّينَ قــد
عَـمَّا
وإنَّــــــا لَــشَــعْـبٌ كـالـيَـنـابـيعِ
حُـــبَّــهُ يُــطَـرِّزُ مِـــنْ أَنـهـارِكَ الـغَـيْثَ
والـغَـيْمَا
إذا ارتَــدَّ قَــومٌ خَـلْـفَ أســوارِ
خَـوفِـهِمْ بـعـجزٍ، بَـقـينا نَـحْـنُ مَـنْ يَـملِكُ
الـحَزْمَا
عَـلَـونـا عَــلَـى كُــلِّ الـجِـراحِ
كَـيُـوسُفٍ وكَم يُوسُفٍ في السِّجْنِ لم يَرتَكِبْ جُرْمَا
ومــا هَــزَّ مِـنـا الـخَـوفُ أغـصـانَ
نَـخـلةٍ تَـــؤُمُّ لــهـا الأطــيـارُ فـــي لَـهـفةٍ
أَمَّــا
عَـنِـيـدُونَ كَـالـصَّـبَّارِ إنْ مَـسَّـنـا
الـظَّـما ومـنذُ رَضَـعْنا الـصَّبرَ لَـمْ نَـرتَضِ
الـفَطْمَا
لآخِـــرِ نَــبـضٍ فـــي الـضُّـلُوعِ
وشَـهـقَةٍ نَـعِـيشُ كِـرامًـا، نَـقْـتَفِي خَـيـرَكَ
الـجَـمَّا
إذا غــارَ جُــرحُ الـفَـقْدِ فِــي قـلـبِ
أُمَّـةٍ وعـاشَـتْ عـلـى ذِكــرَى أحِـبَّـائِها
الـيُتْما
تُــصِـرُّ عــلـى تَـضـمـيدِ كُـــلِّ
جـراحِـهـا وَتَـخلَعُ عَـنها الـخوفَ والـبُؤسَ
والـسُّقْما
بِــشــتَّـى مَـنـاحِـيـهـا الــحـيـاةُ
رِوايَــــةٌ ومــا غـبْـتَ عَــن مَـيـدانِ أحـداثِها
يَـوما
تَـجَـلَّيْتَ فــي عُـمْـقِ الـمَضامِينِ
فِـطْرَةً يُـجَـسِّـدُها مَـــنْ عـــاشَ أيـامَـهُ
شَـهْـما
وَأَسَّــســتَ لِــلأَجْـيـالِ أَعــظَــمَ
قِـيـمَـةٍ جـمـالـيةٍ سُـرعـانَ مــا أشـرَقَـتْ
نَـجْـما
هُــوَ الـضَّـوْءُ قَــدْ شَـكَّـلتَ سِـيماءَهُ
لِـذا إلَـيـكَ شُـعـاعُ الـنُّـورِ يــا سَـيِّـدي
يُـنْـمَى
تَــنَـفَّـسَـكَ الإنـــســانُ حُـــريــةً
بِـــهــا رأَى كُــلَّ نَـخـلٍ بـاسِـقٍ يَـرفُضُ
الـظُّلْما
رآكَ أمــــامَ الــجَـيْـشِ حَــشْـدَ
كــرامَـةٍ نَـيـاشِينُهُ الـعَـزمُ الــذي يُـنـجِبُ
الـعَـزما
فــبـوصـلـةُ الأقــــدارِ أنــــتَ
تَــقُـودُهـا ومـثـلُـكَ أنَّـــى كـــانَ لا يـقـبلُ
الـضَّـيْما
مَـــســارُكَ لِـلـعـلـياءِ أَغــنَــى
تــجـارِبًـا وأيــقَــظَ أذهــانًــا تَــشَـرَّبَـت
الــوَهْـمـا
تُــحَـدِّثُـنـا عــنــكَ الــــوُرودُ
وعِــطْـرُهـا أيــا نَـسـمةَ الــوردِ الـتي تـهزِمُ
الـسَّهْما
ويــا مُـرتَـقَى الـحُـبِّ الــذي فـي
ظِـلالِهِ بِـعَدْلِ الـسَّما يـستَصدِرُ الـحاكِمُ
الـحُكْمَا
فَـحِـيـنَ رَمـــادُ الـحِـقدِ يَـطـعَنُ
مَـوطِـنًا بِـخِـنْـجَـرِهِ لا بُــــدَّ أن نُــوقِــفَ
الــدَّمَّــا
وحِـيـنَ رصـاصُ الـحَربِ يَـخْتَرِقُ
الـمَدَى حَـــرِيٌّ بِـنـا أنْ نَــزرَعَ الأمــنَ
والـسِّـلْمَا
فَــمـنْ يَـتَّـبِعْ سِــربَ الـعَـصافِيرِ
يَـرتَـفِعْ وتَـمْـنَـحُهُ الـعَـلـياءُ مِــن إِسْـمِـها
إِسْـمـا
ولا تُـكـتَـمُ الأفـكـارُ فــي الـصَّـدْرِ
دائـمًـا فَـبُـحْ بـالأحـاسِيسِ الـتي تَـرفضُ
الـكَتْمَا
وصــافِـحْ يــدَ الـصُّـبحِ الـجـميلِ،
فَـكَـفُّهُ بِـكَـفِّـكَ تَـبـنـي كُـلَّـمـا حــاولـوا
الـهَـدْما
عَــلامَ ضَـجِـيجُ الـقَومِ؟! قَـد كُـنتَ هـادِئًا ولـكـنَّكَ الـصَّمْتُ الـذي يُـرعِبُ
الـخَصْما
بِــقُــربِـكَ أقـــمــارٌ تُــحــاصِـرُ
مَــوتَـهـا فَـتُـولَـدُ (كَـــلا)، تَـسْـتَـمِرُّ هُـنـا
(مَـهـما)
ولا تُــهـزَمُ ال(هَـيـهاتُ) إنْ أنــتَ
قُـلـتَها وشَـكَّـلتَ مِـن طِـينِ الـيقينِ لَـها
الـعِلْما
بِـمِـلْءِ الإبــا والـبَـأسِ مــا زلــتَ
واقِـفًا تُـواجِـهُ مَــن قَـد أضْـمَرُوا الـغَدْرَ والإثْـمَا
كـــأنَّ جِـــراحَ الــطَّـفِّ سِــربُ
حَـمـائِمٍ وبَــدرٌ عـلـى أرجـوحـةِ الـلَّـيلِ قــد
تَـمَّـا
إذا احـتـاجَـتْ الأوطـــانُ يَــومًـا
لِـنَـهضَةٍ فـأنـتَ الــذي عَـنْ جَـفْنِها تَـنفُضُ
الـنَّوما
تـبـارَكْـتَ رأسًـــا مُـطـمئِنًّا عـلـى
الـقَـنا مَـضَى يَـحرسُ الأيـتامَ مُذْ فارقَ
الجِسما
يــحـدِّثـنـا دَمـــــعُ الــمـرايـا
وَجَــمْـرُهـا عــن امــرأةٍ فــي دَربِـهـا تَــزرَعُ
الـحُلْما
شَـرايـيِـنُها يــجـري بـهـا الـوعـيُ
ثــورةً وذا صَـبْـرُها قــد أعـجـزَ الـكَـيفَ
والـكَمَّا
يُـــــداوِي جِــــراحَ الأُمــنِـيـاتِ
حَـنـانُـهـا ويَـخـتـارُها مَـــن فــارَقُـوا أُمَّــهُـمْ
أُمَّـــا
أُرَمِّــــمُ ذَاتِــــي حِــيــنَ أَرنُـــو
لأُفْـقِـهـا أنـــا ذلـــكَ الـقـلبُ الــذي لِـلـفِدا
أَوْمَــا
وألـقَـى عـلَـى الأرضِ الـيَـبابِ
بَـنَـفْسَجًا فَــجَـدْبُ الـمـنـافِي لا يَـلـيقُ بِــهِ
حَـتْـما
بَـعِـيدًا عــن الـمَـحدودِ تَـنـسابُ
أحـرُفي وتُــزهِـرُ بُـسـتـانًا يَــضُـمُّ الــرُّؤَى
ضَـمَّـا
ولـــي كَـارتِـعـاشاتِ الـفَـراشـاتِ
آهَـــةٌ تُـزيـحُ بِـمـاءِ الــوَردِ عَـن خـاطِرِي
الـغَمَّا
عــلـى شَـفَـتـي نـــايٌ تَـقَـاطَـرَ
عَــزفُـهُ كَـقَـافِيَةٍ فِــي الـرُّوحِ قـد عَـرَّشَتْ كَـرْما
هُــنـا بِـسَـنَـاكَ الـعَـذبِ يَـغـتسِلُ
الـنَّـدَى هُـنـا الـحُـبُّ مَـرفُـوعٌ ولا يَـقـبَلُ
الـجَزْما
فَـخُـذْنَا، يَـكادُ الـعُمْرُ أنْ يَـسبِقَ
الـخُطَى وَثَــمَّـةَ مـــا يَـحـتـاجُهُ قَـلـبُـنا
الـمُـدْمَـى
وإنْ حــاصَـرَ الــمَـوتُ اخـضـرارَ
حـيـاتِنا فَـأَرْسِـلْ عَـلَـى صَـحْـراءِ أَيَّـامِـنا
الـغَـيْما