شعراء أهل البيت عليهم السلام - رِحْلَةٌ فِي فُراتِ الضَّوءِ

عــــدد الأبـيـات
55
عدد المشاهدات
371
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
04/10/2023
وقـــت الإضــافــة
7:37 مساءً

مَعاً ذاهِبُونَ اليَومَ كَي نَقْطِفَ النَّجْمَا = وَنَبْتَكِرَ النَّصَّ الذي يُطْفِئُ الهَمَّا فِداءً لِعَيْنَيْكَ انْسَكَبْنا قَصِيدَةً = تُحَلِّقُ حَتَّى تُدْرِكَ الغايَةَ الأَسْمَى وَتَنْحازُ لِلْمَعنَى الذي مِنْ خِلالِهِ = تُتِيحُ لَنا التَّأْوِيلَ، وَالبَحْثَ، وَالفَهْمَا وَحِيدُونَ إِلا مِنْكَ يا ماءَ عِزِّنا = وَكَيْفَ لِهَذِي الرُّوحِ مُذْ كُنْتَ أَنْ تَظْمَا؟! كَفَى بِكَ عِزًّا أَنْ تَكُونَ مُضَحِّيًا = بَصِيرًا يُرِيحُ النَّفسَ مِنْ جَهْلِها الأعمَى ويَمْتَصُّ آلامَ الحقيقةِ عِندَما = يَدُسُّ لَها أعداؤُها الزَّيْفَ والسُّمَّا فيا مَن مَنَحْتَ المَوتَ طَعمَ وِلادةٍ = تَذَوَّقَها الإيقاعُ فاسْتَعذَبَ الطَّعْمَا ويا أَيُّها الكَوْنِيُّ فِي دِفْءِ قلبِهِ = لِقَلْبِكَ هذا في المَدَى قُوَّةٌ عُظمَى رُؤاكَ على اللَّوحاتِ ضَربةُ رِيشَةٍ = مُغايِرَةٍ في كَربلا تتْقِنُ الرَّسْمَا تليقُ بكَ اللاءُ التي اخْتَرْتَ دَربَها = بِرِحلةِ تَغْيِيرٍ تُنَوِّرُ ما اظْلَمَّا وتحفَظُ لِلحَقِّ المُبِينِ سُلالَةً = تَعِي مُفرداتِ الجُودِ، والعَطْفِ، والرُّحْمَى نُحِبُّكَ شمسًا لا تَغيبُ ومَرفأً = لَهُ يَلْجَأُ العُشَّاقُ إنْ صارَعُوا اليَمَّا رَسَمْتَ إلى القَتْلَى حَياةً جَمِيلةً = تَحَدَّتْ وُجُوهَ الضِّيقِ فاصَّاعَدَتْ حَجْمَا بِلَيلِ المَسافاتِ العنيدةِ أنتَ مَنْ = نَرَى ضَوءَهُ بَينَ المُحِبِّينَ قد عَمَّا وإنَّا لَشَعْبٌ كاليَنابيعِ حُبَّهُ = يُطَرِّزُ مِنْ أَنهارِكَ الغَيْثَ والغَيْمَا إذا ارتَدَّ قَومٌ خَلْفَ أسوارِ خَوفِهِمْ = بعجزٍ، بَقينا نَحْنُ مَنْ يَملِكُ الحَزْمَا عَلَونا عَلَى كُلِّ الجِراحِ كَيُوسُفٍ = وكَم يُوسُفٍ في السِّجْنِ لم يَرتَكِبْ جُرْمَا وما هَزَّ مِنا الخَوفُ أغصانَ نَخلةٍ = تَؤُمُّ لها الأطيارُ في لَهفةٍ أَمَّا عَنِيدُونَ كَالصَّبَّارِ إنْ مَسَّنا الظَّما = ومنذُ رَضَعْنا الصَّبرَ لَمْ نَرتَضِ الفَطْمَا لآخِرِ نَبضٍ في الضُّلُوعِ وشَهقَةٍ = نَعِيشُ كِرامًا، نَقْتَفِي خَيرَكَ الجَمَّا إذا غارَ جُرحُ الفَقْدِ فِي قلبِ أُمَّةٍ = وعاشَتْ على ذِكرَى أحِبَّائِها اليُتْما تُصِرُّ على تَضميدِ كُلِّ جراحِها = وَتَخلَعُ عَنها الخوفَ والبُؤسَ والسُّقْما بِشتَّى مَناحِيها الحياةُ رِوايَةٌ = وما غبْتَ عَن مَيدانِ أحداثِها يَوما تَجَلَّيْتَ في عُمْقِ المَضامِينِ فِطْرَةً = يُجَسِّدُها مَنْ عاشَ أيامَهُ شَهْما وَأَسَّستَ لِلأَجْيالِ أَعظَمَ قِيمَةٍ = جماليةٍ سُرعانَ ما أشرَقَتْ نَجْما هُوَ الضَّوْءُ قَدْ شَكَّلتَ سِيماءَهُ لِذا = إلَيكَ شُعاعُ النُّورِ يا سَيِّدي يُنْمَى تَنَفَّسَكَ الإنسانُ حُريةً بِها = رأَى كُلَّ نَخلٍ باسِقٍ يَرفُضُ الظُّلْما رآكَ أمامَ الجَيْشِ حَشْدَ كرامَةٍ = نَياشِينُهُ العَزمُ الذي يُنجِبُ العَزما فبوصلةُ الأقدارِ أنتَ تَقُودُها = ومثلُكَ أنَّى كانَ لا يقبلُ الضَّيْما مَسارُكَ لِلعلياءِ أَغنَى تجارِبًا = وأيقَظَ أذهانًا تَشَرَّبَت الوَهْما تُحَدِّثُنا عنكَ الوُرودُ وعِطْرُها = أيا نَسمةَ الوردِ التي تهزِمُ السَّهْما ويا مُرتَقَى الحُبِّ الذي في ظِلالِهِ = بِعَدْلِ السَّما يستَصدِرُ الحاكِمُ الحُكْمَا فَحِينَ رَمادُ الحِقدِ يَطعَنُ مَوطِنًا = بِخِنْجَرِهِ لا بُدَّ أن نُوقِفَ الدَّمَّا وحِينَ رصاصُ الحَربِ يَخْتَرِقُ المَدَى = حَرِيٌّ بِنا أنْ نَزرَعَ الأمنَ والسِّلْمَا فَمنْ يَتَّبِعْ سِربَ العَصافِيرِ يَرتَفِعْ = وتَمْنَحُهُ العَلياءُ مِن إِسْمِها إِسْما ولا تُكتَمُ الأفكارُ في الصَّدْرِ دائمًا = فَبُحْ بالأحاسِيسِ التي تَرفضُ الكَتْمَا وصافِحْ يدَ الصُّبحِ الجميلِ، فَكَفُّهُ = بِكَفِّكَ تَبني كُلَّما حاولوا الهَدْما عَلامَ ضَجِيجُ القَومِ؟! قَد كُنتَ هادِئًا = ولكنَّكَ الصَّمْتُ الذي يُرعِبُ الخَصْما بِقُربِكَ أقمارٌ تُحاصِرُ مَوتَها = فَتُولَدُ (كَلا)، تَسْتَمِرُّ هُنا (مَهما) ولا تُهزَمُ ال(هَيهاتُ) إنْ أنتَ قُلتَها = وشَكَّلتَ مِن طِينِ اليقينِ لَها العِلْما بِمِلْءِ الإبا والبَأسِ ما زلتَ واقِفًا = تُواجِهُ مَن قَد أضْمَرُوا الغَدْرَ والإثْمَا كأنَّ جِراحَ الطَّفِّ سِربُ حَمائِمٍ = وبَدرٌ على أرجوحةِ اللَّيلِ قد تَمَّا إذا احتاجَتْ الأوطانُ يَومًا لِنَهضَةٍ = فأنتَ الذي عَنْ جَفْنِها تَنفُضُ النَّوما تبارَكْتَ رأسًا مُطمئِنًّا على القَنا = مَضَى يَحرسُ الأيتامَ مُذْ فارقَ الجِسما يحدِّثنا دَمعُ المرايا وَجَمْرُها = عن امرأةٍ في دَربِها تَزرَعُ الحُلْما شَراييِنُها يجري بها الوعيُ ثورةً = وذا صَبْرُها قد أعجزَ الكَيفَ والكَمَّا يُداوِي جِراحَ الأُمنِياتِ حَنانُها = ويَختارُها مَن فارَقُوا أُمَّهُمْ أُمَّا أُرَمِّمُ ذَاتِي حِينَ أَرنُو لأُفْقِها = أنا ذلكَ القلبُ الذي لِلفِدا أَوْمَا وألقَى علَى الأرضِ اليَبابِ بَنَفْسَجًا = فَجَدْبُ المنافِي لا يَليقُ بِهِ حَتْما بَعِيدًا عن المَحدودِ تَنسابُ أحرُفي = وتُزهِرُ بُستانًا يَضُمُّ الرُّؤَى ضَمَّا ولي كَارتِعاشاتِ الفَراشاتِ آهَةٌ = تُزيحُ بِماءِ الوَردِ عَن خاطِرِي الغَمَّا على شَفَتي نايٌ تَقَاطَرَ عَزفُهُ = كَقَافِيَةٍ فِي الرُّوحِ قد عَرَّشَتْ كَرْما هُنا بِسَنَاكَ العَذبِ يَغتسِلُ النَّدَى = هُنا الحُبُّ مَرفُوعٌ ولا يَقبَلُ الجَزْما فَخُذْنَا، يَكادُ العُمْرُ أنْ يَسبِقَ الخُطَى = وَثَمَّةَ ما يَحتاجُهُ قَلبُنا المُدْمَى وإنْ حاصَرَ المَوتُ اخضرارَ حياتِنا = فَأَرْسِلْ عَلَى صَحْراءِ أَيَّامِنا الغَيْما
Testing