نفحاتٌ مِنَ الحسينِ
سنة 2014
شمس ٌ مِنَ الدَّم ِعندَ الأفقِ تنكسفُ=والضَّوءُ عَنْ خَطِّهِ المرسوم ِينحرفُ
فقد تشَّظى دمًا في كلِّ ناصية ٍ=ولونُهُ بعيونِ الأرض ِيختلفُ
لون ٌمِنَ الحُزن ِ ما زِلْنَا نُكابدُهُ=يشيخُ فينا ويبقى حُبُّنا شَغَفُ
دمعُ الحياةِ ينابيعٌ تسيلُ على=أوجاعِنا ومَعَ الآهاتِ تنذرفُ
نؤرشِفُ الحُزنَ مِنْ ذكرى تؤرِّقُنا=هوىً وَمِنْ طعمِهِ الحنّاءَ نرتشفُ
نعيشُ، منكَفِئينَ، العمرَ حُزنَ دم ٍ=نغفو فتوقظُنا أوجاعُ مَنْ نَزَفوا
أرضٌ بعمرِ العُلا تعلو منائرُها=فكربلاءُ خِطابُ المجدِ والنَّجَفُ
على امتدادِ لهيبِ الطفِّ ما وقفَ=الدمعُ الشجيُّ ففي أرواحِنا الأسَفُ
قوافلُ العمرِ تمضي والحسينُ محبّ=ة ُالأُلى وَهْيَ في أرحامِها نُطَفُ!
تَلوَّنَ العمرُ كبريتًا فتخنقُنا=نارُ الدّماءِ التي تمشي ولا تَقِفُ
فنستعيدُ مِنَ الذكرى تَوَلُّعَنَا=بِهِ فيولَدُ مِنْ أركانِهِ الشَّغَفُ
فالطفُّ منبرُ تأريخ ٍوقصة ُمع=نًى وارفٍ وحُسينٌ فوقَ ما أصِفُ
فقصة ُالطفِّ موَّالٌ يهدهِدُنا=أوتارُهُ مِنْ سنينِ الحُزنِ ترتجفُ
لكنّما الطفُّ نهرٌ ما تجفُّ ضفا=فُهُ فَمِنْهُ جموعُ الناسِ تغترِفُ
يلوي الحُسينُ ذراعَ الريح ، يمنعُها=متراسُهُ العزمُ يُضْنِيها ولا يَجِفُ
يخط ُّ دربَ خلودٍ في النُّهى نُقِشَتْ=ومَا خُطَاهُ عَنِ الإصرارِ تنعطفُ
سهامُ جيشِ يزيدٍ صوبَهُ انطَلَقَتْ=فضج َّبالنَّزفِ مِنْهُ الكفُّ والكَتِفُ
على ضفافِ فراتِ الحُزنِ قطَّعَهُ=سهمُ الجُّحودِ وندري مِلؤُهُ الصَّلَفُ
تكدَّرَ الأفقُ نهرُ الدَّمع ِيذرفُهُ=فوقَ الترابِ وبالأحزانِ يتَّصِفُ
فتُسْمَعُ الصَّرَخَاتُ التي ارتفَعْتْ=في الأفقِ والقمرُ المحزونُ ينخسِفُ
يبقى الحُسينُ منارًا جلَّ خالِقُهُ=بضوئِهِ في رُبَى الأيّام ِ نلتحِفُ