قبضةٌ مِنْ رمادِ الخيامِ
سنة 2014
لمْ تُخلِّفْني الحكاياتُ غريبا = إنّما قلبي مَعَ الحزنِ أُصيبا
قدْ لبِسْتُ الحزنَ قمصانًا عَلَيْها = نَقشَ العاشرُ بالشجوِ نُدوبا
رافقتني شتلةُ الأسودِ بستانًا =تفشّى وارتوى منّي عَشيبا
واعتلَتْ رائحةُ النارِ جُفوني = فتطيّبت بها مِسكًا وطِيبا
لمْ أزلْ في داخلِ الخيمةِ مخنوقًا = ومملوءَ بُكاءٍ .. ونَدُوبا
وبأطرافِ عيوني مِنْ سوادِ = النَّارِ آثارٌ بِهَا جفني أُذِيبا
أنا مِن أقصى مسافاتِ المآسي =جئتُ كي أُفرِغَ مِن بؤسي الجيوبا
جئتُ كي أبحثَ عَنْ آخرِ طفلٍ= يرتدي حزنَ المسافاتِ قشيبا
يمتطي صهوةَ أنفاسٍ تَيمَّمْنَ = بِمَا تحمِلُهُ الريحُ هُبوبا
وينادي : أيُّها الموشمُ قلبي = ببقايا عمدٍ شَبَّ .. فشِيبا
أينَ خزَّنْتَ مآسينا وهذا = صدرُكَ المطحونُ قَدْ ملَّ الثقوبا
أينَ آويتَ مآقينا وهذا = الدمُ في عَيْنَيْكَ قدْ سدَّ الدُّروبا
لمْ يُخلفنا رمادُ الطفِّ إلاّ = سعفًا / رِيشًا على القاعِ جَديبا
لمْ نُحلّقْ بعدُ في الحلمِ .. لماذا =لمْ نجد طفلَ أمانِينَا ربيبا ؟
لِمَ عُلِّقنا على النُّوقِ كأنّا = وجهُ «عيسى» يرتدي الحزنَ صليبا؟
لمَ أُلقينا ب «جُبِّ» الهمِّ ظُلمًا = وَمِنَ السّارِينَ لمْ نلقَ المُجيبا؟
وإذا (تُلقى) ثعابينَ سياطٍ = فَوْقَنا لَمْ (تلقفِ) الكفُّ الخطوبا؟
صَنَعَ البؤسُ مآسينا قِناعًا = خانقًا يعتصِرُ الكونَ الرّحيبا
يحتسي مِنّا أمانِينا فصُمْنا =عَنْ أمَانِينَا ، وأفطَرْنَا نحيبا
ألفُ «يا ليتَ» رأينَاها مواتًا = دونَمَا نحرٍ وكَفَّاها أُصيبا
هكذا تحتشدُ الأرضُ عَلَيْنا = لتُرينا وجهَ قابيلَ المريبا
فإذا اهتزَّتْ عصا الخطيِّ منها =اسّاقطَ الرُّعبُ على الصدرِ شحوبا
جسدٌ مائدةُ الجيشِ عَلَيْهِ = اقتسموا أشلاءَهُ لؤمًا رهيبا
غيمةُ اللهِ التي قَدْ عَقَرُوهَا = لم تُدَمْدِمْ فَوْقَهُمْ يومًا عصيبا
يمتطي سرجَ المواويلِ ليُشجي = شفقَ الشمسِ على الغيمِ شحُوبا
هل تجاسَرْنَا إذا قُلنا : هَرِمْنَا =في طفوفٍ تجعلُ الوِلْدَانَ شِيبا؟!