الحسينُ أمانٌ من الفرقةِ
سنة 2014
كثُرَ الخلافُ على الخلافةِ واحتدم= بالناسِ حتّى خلتُهُ شبحَ الأمم
قد أنهكَ مرُّ الجدالِ جموعَنا= أعيَا لَهُ ظهرَ الأخوّةِ وانقصم
كلا لِمَا يدعو ويصبُو وجهةً = إنْ شاءَ مَنْ شاءَ ومَنْ يأبَى شتم
ما بالُ أمتِنا غدا ميراثُها = زيغًا وأهواءً وريحًا مِنْ سقم؟
ما صحَّ جسمٌ بالسمومِ نغذُّهُ= بلْ دقَّ بالأعضاءِ فاشتدَّ الألم
دعْ عنكَ مَنْ قالَ وما قيلَ وقُلْ = ما قالَهُ الرحمنُ خطًّا بالقلم
لنْ نجعلَ الشيطانَ دخلاً بينَنَا = بلْ حسبُنا القرآنُ والذّكرُ الحَكَم
أدعُو كمَا قالَ المهيمنُ ناطقًا= مِنْ عِظَةٍ بالغةٍ ومِنْ حِكَم
وما أرى مِنْ عِظَةٍ وأسوةٍ= أبلغَ قولاً مِنْ حسينٍ وأتمّ
إنْ نختلفْ عندَ الحسينِ نأتلفْ= ففي حسينٍ كلُّ جرحٍ يلتئم
سلْ عنهُ كلَّ الكائناتِ مَيْتُها = وَحَيُّها: ما سرُّ ذيّاكَ الزَّخَم؟
إنْ شَقَّتِ الآراءُ بعضَ صفِّنَا= ما زالَ قولُ اللهِ فينَا: استقم
هذا الحسينُ الذكرُ خُلِّدَ ذكرُهُ= في لؤلؤِ المرجانِ مِنْ بحرٍ خِضَمّ
وسورةُ الإنسانِ والشُّورَى كَذَا= ليالِي عشرِ الفجرِ فيهِ والنَّجِم
وآيةُ التطهيرِ خيرُ شاهدٍ= لخيرِ خلقِ اللهِ عربًا أو عَجَم
ما فتِئَ المبعوثُ فينِا داعيًا= منّي حسينٌ وأنا منهُ نَعَم
نَعَمْ حسينُ النورُ والعهدُ الذي = أمضاهُ مِنْ دمٍّ فبورِكَ مَنْ خُتِم
نَعَمْ وما سرُّ الحسينِ سرَّنِي = وإنْ تأذّى نالَنِي همٌّ وَغَم
نَعَمْ وَمَنْ آذى حسينًا نالَ مِنْ= جدِّ الحسينِ هاتكًا منِّي الحَرَم
نَعَمْ وَمَنْ عادى الحسينَ فليَكُنْ= خصمي وعندَ الحقِّ حتمًا نحتكم
هذا حسينُ النورِ مصباحُ الدّجى= في ساقِ عرشِ اللهِ نقشًا وَوَشم
هذا الذي لولاهُ لا دينٌ ولا = قولٌ كريمٌ مِنْ نبيٍّ قدْ عُلِم