جُرْحٌ .. يَحْتَرِفُ الخُلُوْدَ
سنة 2014
جرحٌ يُرتِّبُ مِلْحَهُ وَ مَحَارَهْ = سُفُنُ المدامِعِ ما لَوَتْ إصْرارَهْ
في ذِمَّةِ الإيثارِ أطلَقَ فَجْرَهُ = حيثُ الخَيارُ الصَعْبُ كانَ قَرارَهْ
مِنْ سورةِ الخيماتِ يغزِلُ شمسَهُ = وَبوحيِّ ( زينبِهِ ) يَحوكُ نَهارَه
ماضٍ ، وَإنْ نَبْضُ الفُرَاتٍ تَعَثُّرٌ = لابُدَّ مِنْ قلبٍ يُقيلُ عِثَارَهْ
الآنَ .. "أجِّلْنَ الدموعَ" فموسِمٌ = آتٍ لِيُوقِدَ أَدْمُعًا قيثارة
قلبي مَلامِحُ دَمعةٍ .. وَقصيدتي = عَبَرَتْ على خدِّ المَجَازِ عِبَارَة
بيدَيَّ ترتعِشُ الحروفُ وَقَارِبي = ما عَادَ يُتقِنُ كربلا ، إبحارَه
وحدي فإبراهيمُ شِعرِي حائرٌ = في ليلٍ أسئِلةٍ ، يُكابِرُ نارَه
لا صَوت يُشبهُني فأرسمُ مَنْ أنا؟! = لا صمت يَملأُ مِنْ صَدايَ جِرارَه
بَعْضي نُبُوءةُ شاعِرٍ وبقيَّتي = لغةٌ مُبَعْثرةُ الصَّدَى مُحتارة
هُمْ قِلَّةٌ وَلِوَحدِهِ هُوَ كَثرةٌ = قلبٌ وعزمٌ ، رؤيةٌ وغَزارة
وَيُبَاغِتُ الدُنيا هُنَاكَ بكربلا = ءاتٍ ، يُدشِّنَ بالجِراحِ مَسَارَه
"هيَّا خُذيهِمْ يا دِماءُ .." جَهَنَّمًا = فتُجيبُهُ "هل مِنْ مَزيدٍ؟" ، غارَة
يومًا سيكتشِفُ الزَمانُ بأنَّهُ = عَقَدَ الحَقيقةَ حينَ فكَّ حِصَارَه
يومًا ستعترِفُ السُيوفُ بأنَّها = في يومِها ما قدَّرَتْ إنذَارَه
وبِأنَّها كَفَرَتْ بوحيِ دمائِهِ = إذْ أُنزِلَتْ، فَتجاهَلَتْ مِقدارَه
***
يا جُرحُ حينَ الموتُ أصبَحَ دولةً = أشرقتَ مِنْ وَهَجِ الإباءِ حَضَارَة
حينَ التحدِّي كانَ ليلَ مُخَيَّمٍ = أضرَمْتَ صُبحَكَ واختَرَقْتَ غِمَارَه
لَمْ يُدْرِكوكَ دَمًا يُصَدِّرُ نَصرَهُ = ويُكربِلُ الدُّنيا .. يُعولِمُ ثارَه
لمْ يُدرِكُوكَ اختَرْتَ أيَّ مساحةٍ = كونيّةٍ، فرَسمْتَها مِضمَاره
لمْ يُدرِكوا كُلَّ الجِهاتِ فَتَحتَها = نارًا لتُطفئَ ليلَهُم وَشَنارَه
تستَلُّ جُرحَكَ في قِبالِ سيوفِهِم = فَتعودَ مُنتَصِرًا بِكُلِّ جَدَارة
يا مَنْ خَلَعتَ أَنَاكَ، تبقى عاريًا = تكسو الزمانَ تَحرُّرًا وَطَهارة
يا مَنْ شَربتَ ظَمَاكَ، نبعَ شهادَةٍ = يروي الحياةَ عطاءَهُ .. إيثارَه
نبعٌ .. يُطَرِّزُ للحياةِ وِلادةً = أُخرى وينثُرُ في المدى أعمارَه
والرأسُ في رُمحٍ، يشعُّ كرامَةً = قمرًا يُكوثِرُ في السُّرى أنوارَه
لو شاءَ في دربِ السِّبَاءِ بأنْ يُدي = رَ الكونَ مِنْ فوقِ القَنَا لأدارَه
***
أحسينُ رَغمَ الذَبحِ لمْ تكُ مشهَدًا = للمَوتِ ، كَانَ صَدى الرِثَاءِ إطارَه
ما كُنتَ ذاكرةً تنوءُ بنزفِها = أو ليلَ بُؤس يشتكي أكدارَه
عذرًا إذا عِشناكَ منبرَ دمعةٍ = وممارساتِ مواكِبٍ وزيارة
حتّى احتكَرْنَا كربلاءَ عواطِفًا = و ( حسينَها ) لم نكتشِفْ أسرارَه
ذُكِرَ المُصابُ نُوَاحُهُ وبُكاؤهُ = نُسيَ ( الحُسينُ ) وَلَمْ نَعِشْ أفكارَه
حُشِرَ اختناقُ الفِكرِ في رئةِ (الشعا = ئِرِ)، في طُقُوسٍ مارسَتْ إنكارَه
نحيا ( الحسينَ ) كما نشاءُ وَلا كَما = شاءَ ( الحسينُ ) ونرتضي إهدارَه
هذا (الحسينُ) / الفكرُ صدَّرَ نهضةً = لا كي نُحاصِرَ بالدموعِ مسارَهْ
ما كانَ مُنكَسِرًا .. بِكُلِّ إرادةٍ = كُلُّ الجراحِ اختارَ أنْ تختارَه
ما كانَ عُطشانًا .. فَعَينُ خُلُوْدِهِ ان = بَجَسَتْ ، تُحَرِّرُ مِنْ ظَمًى أَنْهَارَه
مَا كانَ فردًا كانَ أعظَمَ أُمَّةٍ = أَذْكَتْ رؤاها ثَوْرَةً جَرَّارَة
دعْنَا نَعُدْ لإلى الحسينِ شهادةً = وإرادةً وقيادةً وإدارة
لِحُسينِ وعيٍ نقتفي أهدافَهُ = حتّى نُعيدَ بِهِ أجلَّ صَدَارة
مولايَ .. غَرْقَى في بِحَارِ ضياعِنا = فامدُدْ لنا طوقَ النجاةِ مَنارة