أجْــرَى فـراتُـكَ عـندَ يَـوْمِكَ
أدْمُـعَه ولـهًـا تـشظّى بـالظَّما كـي
تـجمَعَه
الـسُحْبُ تـكتبُ فـي حَـشَاها
قـصةً وتـتيهُ فـيكَ تـجيءُ نـحوَكَ
مـسرعَة
والـريحُ تطوي الكونَ، يتعبُ
خطوُها فالشوطُ مِنْ ضربِ المحالِ لتقطَعَه
حـتّى فـراشاتُ الـضِّفافِ
تـسابَقَتْ تُـمـسِكنَ أطـرافَ الـفراتِ
لـتُرجِعَه
فـهـوَتْ بــلا كـفَّيْنِ عـندَ فـؤادِك
ال مـطعونِ تُـحيِي فيهِ اسمَ
المشرعَة
مـــا كـــانَ فــي نـبـضاتهِ إلا
اتـسـا عَ الـحـبِّ يُـبحرُ إنْ تـناهَى
مـسمعه
مــا كــانَ يُـخـفِضُ نـفـسَهُ
مُـتَـوَلِّهًا إلاّ لأنَّــــــكَ قــــــادرٌ أنْ
تــرفــعَـه
حــبٌّ بـقدرِ يـمينِ قـلبِكَ مـوضعِ
ال حـبِّ الـمقدَّسِ قـدْ أتى كي
تُشرعَه
يـا أيُّـها الـدَّرسُ الـوحيدُ إلـى
الظَّما لـولاكَ مـا قـلتُ: الـظَّما مـا
أروعَـه
خـجـلٌ يُــدارُ لـهـولِ سـاقيةِ
الـظَّما وبـغيرِ صـدرِكَ ما استجابَ
ليصرَعَه
كـم مـرةٍ أنـتَ ابـتكرْتَ طـريقةَ
ال كـفِّ الـجموحةِ فـي الزّمانِ
لتطبعَه
كــم مــرةٍ قـد خـانَني لـفظي
وأت عـبـنـي وأرجـعـني وضـيَّـعَ
مـوقـعَه
فـمـنحتني سـربًـا مِـنَ الأشـعارِ
يَـن ضُــجُ بـالـهُيَامِ فــلا يُـبـارحُ
مـوضِعَه
صـلـى الـخـيالُ عـلـى جـبينِكَ
قـبلةً وانـسابَ كـالطفلِ الـخجولِ
لتُبدعَه
لــــم يـلـتـفِـتْ إلا لأنَّــــكَ
واحــــدٌ تـهـبُ الـوَفَـاءَ إلــى الـوَفَا
لـتُشيِّعَه
أنـتَ الكثافةُ في الحضورِ،
وصورتي لــولا حـضـورُكَ لــم أجِـدْها
مُـقْنِعَة
يـــا صــورةَ الأطـفـالِ عـنـدَ
يـمـينِهِ هـبطَتْ، تُفتِّشُ في قصيدِكَ
مطلِعَه
عـلَّـمتَهْمْ مـعـنى الإخـاءِ، ولـم
يـكنْ إلَّاكَ فـــي هـــذا الـوجـودِ
لـيـصنعَه
كـبُـروا وكـنـتَ تـمدُّ كـفَّكَ،
كـالرَّؤو مِ، جـديرةً بـالطفل أطـهرَ
مُـرضعَة
عـبـاسُ يــا لـغـةَ الـتـسامحِ
والـفدا ءِ اشـتلْ يـمينَكَ في التُرابِ
لتزرعَه
نـحـتاجُ قـربتَكَ الـبليغةَ فـي
الـسِّقا كـي نـستقيمَ على الطريقةِ
والدِّعَة
لـنقيسَ حـجمَ كـفوفِنا لـو عـادَ
صو تُ الـسِّبطِ مبحوحًا بوسطِ
المعمعَة
لـو صـاحتِ الأطـفالُ، نركضُ
للسِّقا نـستلُّ مـن جـوفِ الـسِّقاءِ
الأمـتعَة
لـو صـاحَ طـفلُكَ والـلّظى في
ثوبِهِ أو حـافرٌ فـي الـصَّدرِ يطحنُ
أضلعَه
أنــكـونُ كـالـشـعرِ الـــذي
نـقـتـاتُهُ غــاويـنَ نـغْـوي مــن أتــى
وتـتـبَّعَه
أنــكـونُ لـلـتـاريخِ أســـوأَ
مِـفـصـلٍ عــــرفَ الإخـــاءَ مـحـبـةً
لـيُـضـيِّعَه
أم أننا نستخرجُ العباسَ مِنْ
أنفاسِنا حـتّـى ولــو سـيـفٌ أتــى
لـيـقطِّعَه
عـباسُ يـا رئـةَ الـسلامِ عـلى
الـفُرا تِ شـفـيعةٌ فــي طـيـنِنا
ومُـشـفَّعَة
جــئــنـاكَ لا كـــــفٌّ مـقـطَّـعـةٌ
ولا عـيـنٌ تـسيلُ سـوى حـروفٍ
أربـعة
الـعَـيْـنُ تُـعـطي الـبـاءَ ألــفَ
تـحـيةٍ وتُـقـيـمُـنا أَلِــفًـا بـسِـيـنكَ
مـولَـعَـة