خطيئةٌ تنهشُ كربلاءَ!
سنة 2014
لولاكِ ما كانَ الشتاتُ يحيطُنا = ونَمَا لَفِيفُ الحبِّ يجمعُ بينَنا
لولاكِ كانَ الليلُ في سَكَناتِهِ = يُخَبِّئُ المستورَ مِنْ أوجاعِنا
لولاكِ كانَ العدلُ سيَّدَ قومِهِ = لكنّكِ القَيحُ الذي عاجَلنا
يا أوَّلَ التاريخِ في ظَلمائهِ = يا أقبحَ الموروثِ في أوساطِنا
سلالةُ الأصنامِ مرَّتْ مِنْ هُنا = تلكَ الحقيقةُ باغتَتْ أحلامَنا
لولاها كانَ الحقُّ يسمو رايةً = وأذانُ نورِ الفجرِ يُحْيي سَمْعَنا
لولاها ما ضاقَ الزمانُ بفاطمٍ = مِنْ ضلعِها إرثٌ إلى أضلاعِنا
لولاها ما ذابتْ دموعُ نواظري = ولأجلِها بَكَتِ السما زهراءَنا
أنيابُ دارِكِ أقفّلتْ أبوابَنا = وقَضتْ على التينِ على زيتوننِا
غُصْنُ السلام وحيدرٌ لاحَ بِهِ = لكنَّكُمْ (مَلْجَمْتُمُ) مِحْرَابَنَا
بيديكِ يُسْقَى سِبْطُنا مِنْ سُمِّكِ = وبكربلا تبدو هناكَ نُحُورُنا
يا سيفَ شمرٍ يا نِبالَ أميّةٍ = يا سبيَ زينبَ والمصيرُ يُعيدُنا
أقرحتِ قلبَ محمّدٍ في لحدِهِ = شجوًا ألمَّ الحزنَ في أكبادِنا
ماذا فعلتِ يا سقيفةَ ساعدٍ = لا أسعدَ اللهُ لكِ عينَ الهنا
حتّى غدا ابنُ الأكرمينَ مجدّلاً = ويزيدُ خلفَ الغانياتِ مُحصَّنا
وتساقُ زينبُ في الديارِ سبيةً = تُهدى ورأسُ السبطِ يبرقُ في القنا
في كَنَفِ التأريخِ أنتِ مُلمِّةٌ = ظَهْرُ الزمانِ على مرارتِها انحنى
أشعلتِ نارًا غضّةً بهشيمِنا = منها الفؤادُ مدى الحياةِ ارتهنا
وبها السيوفُ احمرَّ لونُ بريقِها = وبها المماتُ على الكرامِ تأذَّنا
فتقطّعَ الوردُ النديُّ وغُيّبتْ = تلكَ الشموسُ الغرُّ عنْ آفاقِنا
لولاكِ ما رُفعتْ نصولٌ في الوغى = من غِمْدِها للحربِ في أوطانِنا
لولاكِ ما هبّتْ رياحُ أميّةٍ = تسفو على القتلى وتسلخُ جِلدَنا
ما جفَّ نهرُ الدمِّ حتّى أمطرتْ = سُحُبُ المنايا مِنْ يديكِ براثِنَا
لم ترحمي دينَ السماءِ كأنكِ = ضَرعٌ من الجَورِ يدرُّ المِحَنا
أوَ نشتكي عصفَ الطغاةِ ومكرَهُمْ = وبكِ استحلَّ الكفرُ دمًّا مؤمنا؟
يا جمرةً تحتَ الرمادِ تخبَّأتْ = قد أوقدَ الغيُّ بنارِكِ ألسُنا
ألِهكذا هجرَ المُهاجرُ دارَهُ = ومضى على اسمِ اللهِ يصطرعُ العَنَا؟
أبهكذا أوصى البشيرُ فبعدَهُ = صُبَّتْ رزاياكِ على أجيالِنا
تِيهًا مدى الدهرِ فلا حولَ لهُ = أو قوةً يُبنى بها صرحُ المُنى
جرثومةٌ دمويّة قد غَزَلتْ= خيطًا يلُفُ الموتَ حولَ رقابِنا
هل كانَ فضلاً أنْ تُداسَ كرامةٌ = للطُهرِ من آلِ النبيِّ وتُدْفَنَا؟
تلكَ الصنيعةُ قد أتمَّ نكاحَها = أبناءُ هندٍ فاستزادَ خرابُنا
حُبْلَى بإفْكٍ قد أُهِلَّ لمَورِدٍ = يقتاتُ منهُ الغاصبونَ المُؤَنا
قَرنًا بقرنٍ ما صَعَدنا سُلّمًا = إلا وأنهارُ الدماءِ تُحيطُنا
وطوائفُ الذبحِ التي ما فَتِئَتْ = تعيدُ شمراً كامناً ما بينَنا
وعصابةٌ بالجُرمِ تفتكُ غيلةً = وقميصُ عثمانَ تجاوزَ عصرَنا
كم جَملٍ لابدَ أنْ يهوي على= الأرضِ وكمْ مِنْ يومِ حوأبَ قدْ دنا
كلُّ الأباطيلِ انسلخْنَ بيومِكِ = يا بذرةَ الشرِّ الذي أنهَكَنَا
لكنَّنا نرجو السماءَ بحُرقةٍ = أن يخرجَ الموعودُ يرتقَ فَتْقَنا
ويرفَّ زيتونَ السلامِ برايةٍ = ما عَرَفتْ غيرَ العدالةِ موطنا