لــولاكِ مــا كــانَ الـشـتاتُ
يـحـيطُنا ونَــمَـا لَـفِـيـفُ الـحـبِّ يـجـمعُ
بـيـنَنا
لـــولاكِ كــانَ الـلـيلُ فــي
سَـكَـناتِهِ يُــخَـبِّـئُ الـمـسـتورَ مِـــنْ
أوجـاعِـنـا
لـــولاكِ كــانَ الـعـدلُ سـيَّـدَ
قـومِـهِ لــكــنّـكِ الــقَـيـحُ الــــذي
عـاجَـلـنـا
يــــا أوَّلَ الــتـاريـخِ فــــي
ظَـلـمـائهِ يــا أقـبـحَ الـمـوروثِ فــي
أوسـاطِنا
ســلالـةُ الأصــنـامِ مــرَّتْ مِــنْ
هُـنـا تــلــكَ الـحـقـيقةُ بـاغـتَـتْ
أحـلامَـنـا
لــولاهـا كـــانَ الـحـقُّ يـسـمو
رايــةً وأذانُ نـــورِ الـفـجـرِ يُـحْـيي
سَـمْـعَنا
لـولاهـا مــا ضــاقَ الـزمـانُ
بـفـاطمٍ مِـــنْ ضـلـعِـها إرثٌ إلـــى
أضـلاعِـنـا
لـولاهـا مــا ذابــتْ دمــوعُ
نـواظـري ولأجــلِـهـا بَــكَـتِ الـسـمـا
زهــراءَنـا
أنـــيــابُ دارِكِ أقــفّــلـتْ
أبــوابَــنـا وقَـضـتْ عـلـى الـتـينِ عـلى
زيـتوننِا
غُــصْــنُ الــسـلام وحــيـدرٌ لاحَ
بِـــهِ لــكــنَّـكُـمْ (مَـلْـجَـمْـتُـمُ)
مِــحْـرَابَـنَـا
بـيـديكِ يُـسْـقَى سِـبْـطُنا مِـنْ
سُـمِّكِ وبــكـربـلا تــبــدو هــنــاكَ
نُــحُـورُنـا
يـــا ســيـفَ شــمـرٍ يــا نِـبـالَ
أمـيّـةٍ يـــا سـبـيَ زيـنـبَ والـمـصيرُ يُـعـيدُنا
أقـرحـتِ قـلـبَ مـحـمّدٍ فــي
لـحـدِهِ شــجـوًا ألـــمَّ الـحـزنَ فــي
أكـبـادِنا
مـــاذا فـعـلـتِ يـــا سـقـيفةَ
سـاعـدٍ لا أســعــدَ اللهُ لــــكِ عــيـنَ
الـهـنـا
حـتّـى غــدا ابــنُ الأكـرمـينَ
مـجـدّلاً ويــزيـدُ خــلـفَ الـغـانـياتِ
مُـحـصَّـنا
وتـسـاقُ زيـنـبُ فــي الـديـارِ
سـبـيةً تُـهدى ورأسُ الـسبطِ يـبرقُ في القنا
فـــي كَــنَـفِ الـتـأريـخِ أنــتِ
مُـلـمِّةٌ ظَـهْـرُ الـزمانِ عـلى مـرارتِها
انـحنى
أشــعـلـتِ نــــارًا غــضّـةً
بـهـشـيمِنا مـنـها الـفـؤادُ مــدى الـحـياةِ
ارتـهـنا
وبـهـا الـسـيوفُ احـمـرَّ لـونُ
بـريقِها وبـهـا الـمـماتُ عـلـى الـكـرامِ
تـأذَّنا
فـتـقـطّـعَ الــــوردُ الــنـديُّ
وغُـيّـبـتْ تـلـكَ الـشـموسُ الـغـرُّ عــنْ
آفـاقِـنا
لـولاكِ مـا رُفـعتْ نـصولٌ في
الوغى مــن غِـمْـدِها لـلـحربِ فــي
أوطـانِنا
لــــولاكِ مــــا هــبّـتْ ريـــاحُ
أمــيّـةٍ تـسـفو عـلـى الـقتلى وتـسلخُ
جِـلدَنا
مــا جــفَّ نـهرُ الـدمِّ حـتّى
أمـطرتْ سُــحُـبُ الـمـنايا مِــنْ يـديـكِ
بـراثِـنَا
لـــم تـرحـمي ديــنَ الـسـماءِ
كـأنـكِ ضَـــرعٌ مـــن الــجَـورِ يــدرُّ
الـمِـحَنا
أوَ نـشتكي عـصفَ الـطغاةِ
ومـكرَهُمْ وبــكِ اسـتـحلَّ الـكـفرُ دمًّــا
مـؤمنا؟
يـــا جــمـرةً تـحـتَ الـرمـادِ
تـخـبَّأتْ قـــد أوقـــدَ الــغـيُّ بــنـارِكِ
ألـسُـنا
ألِــهــكــذا هـــجــرَ الــمُـهـاجـرُ
دارَهُ ومضى على اسمِ اللهِ يصطرعُ العَنَا؟
أبــهـكـذا أوصـــى الـبـشـيرُ
فـبـعـدَهُ صُــبَّــتْ رزايــــاكِ عــلــى
أجـيـالِـنا
تِـيـهًا مــدى الـدهـرِ فــلا حــولَ
لــهُ أو قـــوةً يُـبـنـى بـهـا صــرحُ
الـمُـنى
جــرثـومـةٌ دمــويّــة قــــد
غَــزَلــتْ خـيـطًا يـلُـفُ الـمـوتَ حــولَ
رقـابِـنا
هــل كــانَ فـضـلاً أنْ تُـداسَ
كـرامةٌ لـلـطُـهرِ مـــن آلِ الـنـبـيِّ
وتُـدْفَـنَـا؟
تــلـكَ الـصـنـيعةُ قـــد أتــمَّ
نـكـاحَها أبـــنــاءُ هــنــدٍ فــاسـتـزادَ
خــرابُـنـا
حُـبْـلَـى بــإفْـكٍ قـــد أُهِـــلَّ
لـمَـورِدٍ يــقـتـاتُ مــنـهُ الـغـاصـبونَ
الـمُـؤَنـا
قَــرنًـا بــقـرنٍ مـــا صَـعَـدنـا
سُـلّـمًا إلا وأنـــهـــارُ الـــدمـــاءِ
تُــحـيـطُـنـا
وطــوائـفُ الـذبـحِ الـتـي مــا
فَـتِـئَتْ تــعـيـدُ شــمــراً كـامـنـاً مـــا
بـيـنَـنا
وعــصـابـةٌ بــالـجُـرمِ تـفـتـكُ
غـيـلـةً وقـمـيـصُ عـثـمـانَ تــجـاوزَ
عـصـرَنا
كـــم جَــمـلٍ لابــدَ أنْ يـهـوي
عـلـى الأرضِ وكـمْ مِـنْ يـومِ حـوأبَ قدْ
دنا
كـــلُّ الأبـاطـيـلِ انـسـلـخْنَ
بـيـومِكِ يــــا بـــذرةَ الــشـرِّ الـــذي
أنـهَـكَـنَا
لـكـنَّـنـا نــرجــو الــسـمـاءَ
بـحُـرقـةٍ أن يــخـرجَ الـمـوعـودُ يـرتـقَ
فَـتْـقَنا
ويــــرفَّ زيــتــونَ الــسـلامِ
بــرايـةٍ مـــا عَـرَفـتْ غـيـرَ الـعـدالةِ
مـوطـنا