شعراء أهل البيت عليهم السلام - خطيئةٌ تنهشُ كربلاءَ!

عــــدد الأبـيـات
40
عدد المشاهدات
227
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
04/10/2023
وقـــت الإضــافــة
6:48 مساءً

لولاكِ ما كانَ الشتاتُ يحيطُنا = ونَمَا لَفِيفُ الحبِّ يجمعُ بينَنا لولاكِ كانَ الليلُ في سَكَناتِهِ = يُخَبِّئُ المستورَ مِنْ أوجاعِنا لولاكِ كانَ العدلُ سيَّدَ قومِهِ = لكنّكِ القَيحُ الذي عاجَلنا يا أوَّلَ التاريخِ في ظَلمائهِ = يا أقبحَ الموروثِ في أوساطِنا سلالةُ الأصنامِ مرَّتْ مِنْ هُنا = تلكَ الحقيقةُ باغتَتْ أحلامَنا لولاها كانَ الحقُّ يسمو رايةً = وأذانُ نورِ الفجرِ يُحْيي سَمْعَنا لولاها ما ضاقَ الزمانُ بفاطمٍ = مِنْ ضلعِها إرثٌ إلى أضلاعِنا لولاها ما ذابتْ دموعُ نواظري = ولأجلِها بَكَتِ السما زهراءَنا أنيابُ دارِكِ أقفّلتْ أبوابَنا = وقَضتْ على التينِ على زيتوننِا غُصْنُ السلام وحيدرٌ لاحَ بِهِ = لكنَّكُمْ (مَلْجَمْتُمُ) مِحْرَابَنَا بيديكِ يُسْقَى سِبْطُنا مِنْ سُمِّكِ = وبكربلا تبدو هناكَ نُحُورُنا يا سيفَ شمرٍ يا نِبالَ أميّةٍ = يا سبيَ زينبَ والمصيرُ يُعيدُنا أقرحتِ قلبَ محمّدٍ في لحدِهِ = شجوًا ألمَّ الحزنَ في أكبادِنا ماذا فعلتِ يا سقيفةَ ساعدٍ = لا أسعدَ اللهُ لكِ عينَ الهنا حتّى غدا ابنُ الأكرمينَ مجدّلاً = ويزيدُ خلفَ الغانياتِ مُحصَّنا وتساقُ زينبُ في الديارِ سبيةً = تُهدى ورأسُ السبطِ يبرقُ في القنا في كَنَفِ التأريخِ أنتِ مُلمِّةٌ = ظَهْرُ الزمانِ على مرارتِها انحنى أشعلتِ نارًا غضّةً بهشيمِنا = منها الفؤادُ مدى الحياةِ ارتهنا وبها السيوفُ احمرَّ لونُ بريقِها = وبها المماتُ على الكرامِ تأذَّنا فتقطّعَ الوردُ النديُّ وغُيّبتْ = تلكَ الشموسُ الغرُّ عنْ آفاقِنا لولاكِ ما رُفعتْ نصولٌ في الوغى = من غِمْدِها للحربِ في أوطانِنا لولاكِ ما هبّتْ رياحُ أميّةٍ = تسفو على القتلى وتسلخُ جِلدَنا ما جفَّ نهرُ الدمِّ حتّى أمطرتْ = سُحُبُ المنايا مِنْ يديكِ براثِنَا لم ترحمي دينَ السماءِ كأنكِ = ضَرعٌ من الجَورِ يدرُّ المِحَنا أوَ نشتكي عصفَ الطغاةِ ومكرَهُمْ = وبكِ استحلَّ الكفرُ دمًّا مؤمنا؟ يا جمرةً تحتَ الرمادِ تخبَّأتْ = قد أوقدَ الغيُّ بنارِكِ ألسُنا ألِهكذا هجرَ المُهاجرُ دارَهُ = ومضى على اسمِ اللهِ يصطرعُ العَنَا؟ أبهكذا أوصى البشيرُ فبعدَهُ = صُبَّتْ رزاياكِ على أجيالِنا تِيهًا مدى الدهرِ فلا حولَ لهُ = أو قوةً يُبنى بها صرحُ المُنى جرثومةٌ دمويّة قد غَزَلتْ= خيطًا يلُفُ الموتَ حولَ رقابِنا هل كانَ فضلاً أنْ تُداسَ كرامةٌ = للطُهرِ من آلِ النبيِّ وتُدْفَنَا؟ تلكَ الصنيعةُ قد أتمَّ نكاحَها = أبناءُ هندٍ فاستزادَ خرابُنا حُبْلَى بإفْكٍ قد أُهِلَّ لمَورِدٍ = يقتاتُ منهُ الغاصبونَ المُؤَنا قَرنًا بقرنٍ ما صَعَدنا سُلّمًا = إلا وأنهارُ الدماءِ تُحيطُنا وطوائفُ الذبحِ التي ما فَتِئَتْ = تعيدُ شمراً كامناً ما بينَنا وعصابةٌ بالجُرمِ تفتكُ غيلةً = وقميصُ عثمانَ تجاوزَ عصرَنا كم جَملٍ لابدَ أنْ يهوي على= الأرضِ وكمْ مِنْ يومِ حوأبَ قدْ دنا كلُّ الأباطيلِ انسلخْنَ بيومِكِ = يا بذرةَ الشرِّ الذي أنهَكَنَا لكنَّنا نرجو السماءَ بحُرقةٍ = أن يخرجَ الموعودُ يرتقَ فَتْقَنا ويرفَّ زيتونَ السلامِ برايةٍ = ما عَرَفتْ غيرَ العدالةِ موطنا
Testing