فــاضَـتْ عـيـونُ الـوالـهينَ تـولُّـعا
والـقـلبُ مِــنْ ألــمِ الـفراقِ
تـلوَّعا
جـادَتْ جـفونيَ بالحنينِ فمَا
ارعَوَتْ إلا وشــوقــي يـسـتـبـيحُ
الأدمُــعــا
كـــم ذا أُمَــنِّـي بـالـلـقاءِ
نـواظـري وأقولُ: مهلاً .. ما عسى أنْ
أصنَعا؟
قــدْ طـالَ صـبري والـبُعَاد
مـؤرِّقي فـارحَـمْ مـحـبًّا مِــنْ جَــوَاهُ
تـوجَّعَا
وامـدُدْ بـأسبابِ الـوصولِ لكي
أرى مــا كـنْـتُ أرجــو فـالـفؤادُ
تـقـطَّعا
ولـئِنْ ذكـرتُك يـا حـسينُ يـلوحُ
لـي طـيـفُ الـخـيالِ بـصورةٍ لـنْ
تـرفعا
حـتّى استفاقَتْ في مصابِكَ
أحرُفي فـأتَـتْ لـتـصنعَ لـلـقصيدةِ
مـطـلعا!
اللهُ أيُّ رزيـــــةٍ تُــدْمِــي
الــحـشـا ولِـهَـوْلِـها عـــرشُ الإلـــهِ
تـزعـزَعا
فـبكَى لـهَا ركـنُ الـشريعةِ
واعـتلى صــوتُ الأسـى يـنعَى عـليهِ
تـفجُّعا
نـاحَتْ لـمصرعِهِ السّماءُ وقدْ
هَمَتْ بـــدمٍ وزلـزَلَـتِ الـكـواكبَ
أجـمـعا
فـارتجَّتِ الـسّبعُ الـطَّباقُ
وأوشـكَتْ لـقـتـيلِ يــومِ الـطـفِّ أنْ
تـتـصدَّعا
غـاضَـتْ لـفـادحِهِ الـبحارُ
وسُـجِّرَتْ حــزنًـا ودُكْــدِكَـتِ الـجـبالُ
تـفـزُّعا
أنّــى يـكونُ لـيَ اصـطبارٌ يـا تـرى
وعـزيـزُ فـاطـمةَ يـبـاتُ
مُـرَوَّعا؟!!
لـــم أنــسَـهُ لـمّـا اسـتـراحَ
هـنـيئةً وإذا بـسـهـمٍ فـــي الــفـؤادِ
تـربّـعا
أوهــلْ تــذوقُ لـذيـذَ نــومٍ
مُـقْـلَتي وترى الحبيبَ على الصعيدِ مُوَزَّعا؟!
عــجـبًـا أيـهـنـأُ لـلـمـحبِّ
رقـــادُهُ؟ حــاشـا لـجـفـنٍ أن يــنـامَ
ويـهـجعا
يـــا ويـلـتـي إذْ فُـتِّـتَـتْ كــبـدٌ
لـــهُ والـخـنصرُ الـمـقطوعُ بـاتً
مـضيَّعا
آهٍ وكـيـفَ لــيَ الـسُّـلُوُّ وقَـدْ
غَـدَتْ خـيلُ الـعدى عـدوًا ترضُّ
الأضلُعا؟!
يــبـقـى ثــلاثًــا بــالـعـراءِ
مُــرمَّــلاً والرأسُ منهُ على السِّنانِ
مشعشعا
والـنـارُ تـلـهبُ فـي الـخيامِ
وزيـنبٌ فــرَّتْ مَــعَ الأطـفالِ والـثَّكلى
مـعا
فـالبعضُ مِنْ ذعرٍ تموتُ وبعضُ
مِنْ ضـربِ الـسياطِ لـجسمِها قـد
لـوَّعا
ويـتـيـمـةٍ خــوفًــا تــلــوذُ
بـعـمِّـهـا لــكـنّـهُ جــنـبَ الـشـريـعةِ
صُــرِّعـا
فـبـكَـتْ ونـــادَتْ قُــمْ إلـيـنَا
إنَّـهـم لـلـسلبِ جـاءونـا.. وقـرطـي
أُقْـلِعا
لــم تُـكْـمِلِ الـشّـكوى إلـيـهِ
وإنّـمـا سِـيـقَـتْ بــأغـلالٍ وقــلـبٍ
أُفِـزَعـا
عـباسُ يـا حـامي الضعينةِ هل
ترى سـبـيَ الـنـساءِ ولا تـكونُ
مُـدَافِعا؟
لـهـفي عـلـى زيــنِ الـعبادِ
مـصفَّدًا والـقـيـدُ ألَّــمَـهُ فــأدْمـى
الأذْرُعـــا
يــا حـسرتي! أوداجُـهُ شـخَبَتْ
دمًـا والـجـلدُ مِــنْ ثـقـلِ الـحديدِ تـقشَّعا
واحـرَّ قـلبي! هـلْ يـجيءُ بـهِمْ
إلـى قصرِ اللّعِينِ وفي الشماتةِ
مسرعا؟
نـطـقَـتْ عـقـيـلةُ هــاشـمٍ
بـبـيـانِها لــكَ يــا يـزيـدُ فـلـنْ نـهابَ
ونـركعا
وإمـامـيَ الـسـجادُ يـهـتفُ
صـادعًـا: هـيـهـاتَ مــنّـا أنْ نـــذلَّ
ونـخـضعا