هسهسةُ العشقِ والظمأِ
سنة 2014
أخبئنُي سراً وشوقيَ ذائعُهْ = لتخفقَ في صمتِ الشفاهِ زوابعُهْ
وأمتدُّ ظلاً في مدى الطفِّ موغلاً = إلى كفِّ مَنْ كفُّ السماءِ تبايِعُهْ
أنا والمسافاتُ العنيدةُ لحظةٌ = تطوفُ على جفني فلبّتْ مدامعُهْ
أنا ليلةُ المعراجِ عادَ براقُها = إلى مَنْ سنا المصباحِ في العرشِ جامعُهْ
أجدُّ الى (نونِ) الحسينِ كأنّما = مِنَ (الحاءِ) دربٌ بالمشاعرِ ذارِعُهْ
لأستلَّ مِنْ نزْفِ الجراحاتِ شهقةً = وعشقاً تنامى مِنْ صدى الطفِّ راضِعُهْ
أناجيهِ لا أدري أتدنو مسافتي = فيفتحُ لي بابًا بمسعايَ قارِعُهْ؟
ويكتبُني الشبّاكُ بيتًا مِنَ الهوى = يزمُّ الظما شطرٌ وشطرٌ يتابعُهْ
أنا في الشّجى ريحٌ يميلُ اتجاهُهَا = إلى حيثُ مالتْ حينَ رُضّتْ أضالِعُهْ
أنا في الهوى ظامٍ (حسينٌ) سقاؤهُ = كما كانَ ظامٍ والفراتُ يمانِعُهْ
أمدُّ لهُ نجوايَ عمرًا مسهّدًا = أضبّتْ على مسراهُ قسرًا مَواجِعُهْ
ليمتدَّ أفْقي في زواياهُ نورسًا = تشيرُ إلى شمسِ الحسينِ أصابِعُهْ
يرى في حسينِ الخلدِ نهرًا لذي جوًى = تَفَجَّرُ في روحِ الظَّمِيّ منابِعُهْ
يرى فيهِ طيًّا للمسافةِ والسُّرى = ونبضًا بحجمِ الشوقِ يحلو تسارعُهْ
يرى فيهِ همسَ العاشقينَ تميمةً = تدلّتْ على ليلٍ يجافيهِ هاجعُهْ
يرى في النَّوَى بابًا كأسوارِ خيبرٍ = تقولُ لنا طُوبَى لِمَنْ هُوَ قالعُهْ
يرى فيهِ أيامًا تُسرِّبُ نقشَهَا = على عمريَ الباقي وقَدْ لاحَ طالعُهْ
فما بينَ ( شعبانٍ ) و عشرِ ( محرمٍ ) = فراديسُ دنيا شيّدَتْها طبائعُهْ
فأوحَتْ إلى كلِّ القرابينِ: أقسمي = بأسرارِ قرباني، بمَنْ هُوَ رافعُهْ
بموْرِ الأسى المولودِ في جبِّ يوسفٍ = إلى الطفِّ يسعى يومَ سُنَّتْ شرائعُهْ
وأوحَتْ لهيهاتِ الضمائرِ أنّها = كتائبُ وعيٍ جذّرَتْها طلائعُهْ
ففيها امتدادُ الطفِّ نهجٌ وجيلُهُ = على ضفةِ الماضي تربَّى مضارعُه