يـلـومُـكَ فــي دُنـيـا الـشـقاءِ
لِـئـامُها وهــم بـيـنَ أيـقـاظِ الـسـماءِ
نـيـامُها
رأيـــتَ بــنـي هــنـدٍ وأبـنـاءَ
خُـنـدفٍ يــشـبّـونَ نـــارًا لا يــكـفُّ
ضِـرامُـهـا
وقد أصبحَ المعروفُ في الناسِ مُنكرًا وفـــي كــلِّ حـيـنٍ يُـسـتباحُ حـرامُـها
فـأقـبلتَ فــي نـيـفٍ وسـبعينَ
كـوكبًا إلـى الـطفِّ إذْ سـارَتْ إلـيكَ
طغامُها
فـأنتَ ابـنُ مَـنْ قـطبُ الـرحاةِ
مَحِلُّهُ مِــنَ الأمــرِ لــولا مــا جَـنَـتْهُ
هَـوامُها
ولــــولا دُعـــاةٌ لـلـسـقيفِ
تــوافَـدُوا إلـــى طَـخْـيَـةٍ عـمـياءَ عــجَّ
ظـلامُـها
فـمَـا وفــدُوا إلا عـلـى عـطرِ
مِـنشَمٍ ومـــائـــدةٍ إنَّ الـــدمـــاءَ
إدامُـــهـــا
وقــد أهـرَمَـتْ فـيـها الـكـبيرَ
بـغـمِّها ومـــا عـجـبًـا فـيـهـا يـشـيـخُ
غـلامُـها
رأى الـصبرَ أحـجَى والـعيونُ بها
قذًى عـلـى أمّــةٍ يُـعـطى سِــواهُ
زِمـامُـها
فـلمّا بَـدَتْ مِـنْ بَـعْدِ طـولِ
مـضاضةٍ مـعـالـمُ ســـوْءَاتٍ وبـــانَ
حـطـامُـها
وقـــد عَـلِـمَـتْ بــعـدَ الـلَّـتَـيّا
والـتـي عــلــيًّـا ولـــمّــا أيــقـنَـتْـهُ
إمــامُــهـا
فَـشُـقَّ لــهُ عَـطْـفاهُ والـناسُ
أقـبَلَتْ إلـيـهِ كـعُـرْفِ الـضَّـبعِ كــانَ
زحـامُـها
وعـــادَتْ بـسـوسُ الـجـاهليّةِ
يـومَـها إلــى حَــوأبٍ أمـسـى يُـقادُ
خِـطامُها
تــحــفُّ بــهــا كـالـبـاسقاتِ
بِـقـيـعةٍ رمـــاحٌ رقـــابُ الـمـؤمنينَ
صِـرامُـها
فـحـجَّ لـهـا مَــنْ يُـعْرَفُ الـحقُّ
دونَـهُ وصـــارَ كـعِـجْلِ الـسـامريِّ
سِـنـامُها
فـسـارَ لـحـربِ الـنـاكثينَ ولــم
يَـزَلْ بِـهِـمْ لا يـهـابُ الـحـربَ أيـنَ
مـقامُها
فــمــا فَــتَــرَتْ إلا وكــــانَ
لـغـيـرِها يـسيرُ وقَـدْ قـامَتْ مَعَ القسطِ شامُها
فـأخـمـدَ نـــارَ الـقـاسـطينَ فـأقـبَلَتْ لــهُ مِــنْ ثُـلُـولِ الـمـارِقِينَ
حِـمـامُها
فـمَن شـاحَ عـن صـفرائِها غـيرَ
عابئٍ أتَــتْــهُ بــــأرزاءٍ وطــــالَ
خِـصـامُـها
فــمـا أدْبَــرَتْ إلا وقَــدْ كــانَ
مُـقـبلاً إلـى الـموتِ مـمّا قَـدْ جَـنَتْهُ
قِـطامُها