بيني وبينَ السبط ِ
سنة 2014
هَبْني حُروفَكَ كي تَكونَ بِمَطْلَعي =ولِكي تَجودَ قَصيدَتي في مَدْمَعي
ولِتَنْظِمَ الأبياتُ مِن أَحْزانِها =شِعْرًا أليمًا نادِبًا يَبكي معي
ولِتَنْصِبَ الكَلِماتُ فيها بَيْرَقًا =وعلى السُّطورِ حِدادُهُ وتَوَجُعي
لِتَقولَ فيها أَحْرُفي في حُبِهِ= إنّي بِحُبِ السِبطِ لا أدّعي
هَبْني الحَياةَ وحاءَ نَحْرِكَ بُرهَةً= لِأَصوغَ ذِكْرَكَ بِالجَمالِ الأروَعِ
وأقولَ لِلأرواحِ دونَ حُسينِها =يا روحُ دونَ حسينِ لا لا تَجزعي
هَبْني سَناكَ لِسينِ سيرَتِكَ التي= كالشمسِ تبدو في الصباحِ الألْمَعِ
لم يُخفِها سِتْرُ الظلالَةِ طرفةً =والشمسُ هل تُخفى بِسِتْرِ البُرْقُعِ ؟
هَبْني وياءَ يَدَيْكَ نَحْوي مُدَّها =يَنْبوعَ عَطْفٍ ذا بريقٍ أنصعِ
هَبْني نَداكَ لأرتويكَ فَأَضَّجِع= إني جَعَلتُ نَداكَ يحوي مَضْجعي
إنّي فُطِمْتُ على مصائِبِ نَينَوى =وكَبُرْتُ في عُمري بِقلبٍ مولَعِ
وشَدَدْتُ أَضلاعي بِمُلقًى بالثرى= فَتَقَوّمَتْ واللهِ فيهِ أضلُعي
أنا لن أرى في هذِهِ الدُّنيا ولن = يجري بأُذني أو يُداعِبَ مسمَعي
إسمٌ وقَد رَسَمَ الكمالُ حياتَهُ= في صورةٍ من بارعٍ من مُبدِعِ
فَلْتُنْبِئوني هل رأَيْتُمْ مُبدِعًا= خَطَّ الخُلودَ بلا وجودِ الإصْبَعِ ؟
ولْتُخْبِروني هل سَمِعْتُم مَرْجِعًا= إلاهُ أفتى بانتِصارِ الصُّرّعِ ؟
واللهِ إنّي قَبْلَ ذِكْرِ حُسَيْنِنا = مِثقالَ ذرةِ في حياتي لا أعي
سَجَدَتْ حياتي فوقَ مِحرابِ الدِّما= ولِذاكَ صارَ السبطُ حقًّا مرجعي
صلّى عَليْكَ اللهُ يا بنَ مُحَمَّدٍ= يا إبنَ فاطِمَ والوَصِيِ الأنْزَعِ
ولِذاكَ أَذّنَتِ الرِماحُ وكَبّرَت =فيها السهامُ بِنْبرةٍ مِنْ أَخْنَعِ
صَلَّتْ عَلَيْكَ سُيوفُ آلِ أُمَيَّةٍ= فَرْضَ الشهادةَ رَتّلَتْ لَحْنَ النعِي
وهَوَتْ على السّبعِ البقاعِ طِباقُها= إذ حُزَّ رِأْسُ كِسائِها بالمَصرَعِ