ما لم يقُلْهُ الظلُّ
سنة 2014
ساروا على صدرِ الهجيرِ وغافلوا=الميّادَ مصلوبَا بجرحِ عرائهِ
هم وحدَهم حفروا الخلودَ بدمعةٍ=تهدي هلالَ الحزنِ مُزْنَ وعائهِ
في كلِّ جرحٍ خيمةٌ محروقةٌ=منها تهجّى الموتُ آخرَ تائهِ
خُنِقَتْ على نبضِ الفراتِ عيونُهُمْ=بالدمعِ واكتحَلَتْ بظامئِ مائهِ
ما زالَ في القنديلِ آخرُ ليلةٍ=كانَ الوداعُ بها صريعَ بكائهِ
سلبَ الترابُ الدمعَ وَهْوَ معفَّرٌ=بالغيمِ .. مَنْ مَزَقَ السّما بردائهِ
مسكَ الدّما .. حدُّ السيوفِ وضوؤهُ=أهدى الحياةَ عبيرَ حزنِ دمائهِ
يمشي بظلِّ الريحِ لا دربٌ هنا=حملَ الشتاتَ على خُطَى رمضائهِ
لا شيءَ يعرفُهُ السكونُ بكفِّ مَنْ=شدُّوا على التّرحالِ جسمَ بقائهِ
يتنفَّسُ الموتُ الطفوفَ بليلةٍ=حطَمَ الظلامُ بِها جرارَ ضيائهِ
رئةٌ تعيدُ الصّمتَ في شهقاتِها=ويضيعُ نبضٌ تابَ مِنْ أصدائهِ
.. وجعُ الفوانيسِ .. ارتواءُ سرابِها=بلهيبِها المُلقَى على أجزائهِ
بالقربةِ الثّكلى وجودٌ شاحبٌ=لبسَ الأسى ظمئٌ على أسمائهِ
لغةُ الوعودِ على اللواءِ صلاتُها=مِنْ غيرِ نهرٍ معربٍ بشقائهِ
غسلَ الرمادُ النارَ لحظةَ خانَهُ=نبلٌ شريدٌ في فؤادِ سمائهِ
وبشيبِكَ المحرابُ كانَ موزّعًا=فوقَ الرمالِ .. مخضّبًا بدعائهِ
مِنْ بينِ أحلامِ اليتامى (جئتَني(=طيفًا بهِ الخذلانُ مِنْ إيحائهِ
مِنْ عمريَ المهشومِ جئتُكَ حاملاً=طينَ الحقيقةِ مِنْ كيانِ ولائهِ
تعبَتْ شموعُ البُعْدِ مِنْ لونِ الجَفَا=وعلى جفوني موعدٌ للقائهِ
وتكسَّرَتْ أضلاعُ شمسِكَ في فمي=حينَ اشتهاكَ الخيلُ في ضوضائهِ
لم يفهَمِ المعنى فصولَكَ حينَما=عجزَتْ حروفُ البدءِ في إنهائهِ
سرقَ الخيالُ (رقيمَ) كهفِكَ مِنْ دمي=كي يُفْجِعَ الألواحَ في أشيائهِ
ما زلتُ في بئرِ الحكايةِ أرتجي=أن يعبَر التَّعْبَى لخذِّ إبائهِ
أودعْتُ (موسايَ) السَّوَادَ ولم يعُدْ=بنبوءةٍ لليمِّ مِنْ صحرائهِ
جيشٌ مِنَ اللَّحظاتِ يتبعُ غُربَتِي=فاضرِبْ بجرحِكَ بأسَهُ لفنائهِ
طوفانُ عينَيْكَ ارتواءُ ملامحي=سكنَتْ همومي في هوى مينائهِ
قلبي (كنوحٍ) حارَ (فُلْكُ) خلاصِهِ=حينَ ابتداكَ النزفُ في إعلائهِ
وعليكَ معراجٌ لكونٍ آخرٍ=كنتَ اشتهاءَ الغيبِ في إسرائهِ
ها قد توزّعَ فيكَ سرٌّ ممكنٌ=عجزَ انطفاءُ الوقتِ في إفشائهِ
يا سيّدي عبرَ النحيبُ مسافتي=حتى يرتِّبَ خطوَها مِنْ (لائهِ)