جُرْحٌ بألفِ ضَفِيْرَةْ
سنة 2014
في كُلِّ جُرْحٍ مِنْ جِراحِكَ حِيرَةْ=مِنْ أينَ أبدأُ؟ والجِرَاحُ كَثِيرَةْ؟!
بينِي وبينَكَ خُطْوَةٌ أولى، ولي =سَ لخُطْوَةٍ أولى إليكَ أَخِيرَةْ:
أَوْجِزْ خُلُوْدَكَ، كيفَ تَقْطَعُ رحلتي ال =آبادَ؟ أوجِزْ! فالحياةُ قصيرَةْ!
عَبَثًا يُلَخِّصُكَ الخُلُوْدُ، فلمْ تَكُنْ=وقتًا يؤطِّرُ في الزمانِ ضَمِيرَهْ
حَرَّكْتَ ساعاتِ المَكَانِ على الزما=نِ، ولم تزلْ غيبًا يُعِيدُ حُضُوْرَهْ
باقٍ رُفَاتُكَ في العَرَاءِ يُحَاكِمُ ال=دُّنيا ويدفَعُ في الرِّيَاحِ أثيرَهْ
ما زِلْتَ تَحْتَكِرُ الكنايةَ مِنْ حُسَيْ=نِ صَدَىً إلى جُرْحٍ بألفِ ضَفِيرَةْ
أطلقْ دِمَاءَكْ، عُدْ بأشلاءِ الحَقِيْ=قَةِ مَصْرَعًا، وابعَثْ هناكَ نَمِيْرَهْ
تحتاجُ هذي الأرضُ قربانَ الحُسَيْ=نِ لِتَسْتَعِيْرَ عِنَادَهُ وتُعِيرَهْ
يحتاجُ هذا الأفقُ كُوَّةَ طَعْنَةٍ=لغَدٍ، فعَيْنُ البوصَلاتِ ضَرِيْرَةْ!
أَشْرِقْ بجُرْحِكَ، ليسَ أنقى مِنْ شُرُوْ=قِ الجرحِ في الظُلُمَاتِ، يَعْدِلُ (سُورَةْ)!
لم تلْوِ باريةٌ ضياءَكَ! كنتَ تُطْ=عَنُ حيثُ تَطْعَنُ مِنْ عَدُوِّكَ زُورَهْ!
في كلِّ جُرْحٍ مِنْ جراحِكَ ضِفَّةٌ=تَطفُو ورملٌ يَسْتَرِدُّ بُحُورَهْ
لمَّا نَزَفْتَ هناكَ أجنحةً أكا=نَ دَمًا نزيفُكَ؟ أم تُرَى عُصْفُورَةْ؟!
جُرْحٌ مِنَ الأَعْصَارِ، رَفَّتْ منهُ أَجْ=يالٌ، وما كَبَحَ الزَّمَانُ عُصُورَهْ!
وأَعَرْتَ كاهِلَكَ الوُجُوْدَ، بهِ عَبَرْ=تَ بكربلاءَ، بها نَزَفْتَ سُطُورَهْ
مُزِّقْتَ أشلاءً لأنَّكَ للوُجُوْ=دِ نَوَيْتَ قرآنًا، نَثَرْتَ بُذُورَهْ
ولأنَّكَ الكونيُّ وَزَّعْتَ الجِرا=حَ هُدَىً تقاسِمُهُ الجهاتُ ظُهُورَهْ
في كلِّ صَوبٍ كنتَ رَجْعَ الجرحِ، تب=دو الأرضُ مِنْ مرآتِكَ المَكْسُورَةْ!
يا أيُّها الثوريُّ! صَهْوَةُ مُهْرِكَ ال=أبعادُ، هَرْوِلْ في المَدَى لتُثِيرَهْ
لا شيءَ إلا الدَّمُّ يَبْتَعِثُ الحَمِيَّ=ةَ في غَدِ المَوْتى ويبعَثُ غِيرَةْ
ها أنتَ تَفْتَحُ في الرِّمَالِ الجُرْحَ، تَفْ=تَحُ بَحْرَ أسئلةٍ وشَطَّ بَصِيرَةْ
يا حاضِرًا ذاتَ الغيابِ وغائبًا=ذاتَ الحُضُورِ هُدَىً بألفِ وتِيرَةْ
ما زالَ صوتُكَ يمتطي سَرْجَ الصَّدَى=وبصهوةِ المَعْنَى يقودُ نَفِيرَهْ
أَنَّىْ تموتُ؟ وأنتَ لَقَّنْتَ الطري=قَ خُطَاكَ، لقَّنْتَ الخلودَ هَدِيرَهْ
وقَدَحْتَ للعقلِ الجِهَاتِ، وقلتَ كُنْ=حرًا، وصِغْتَ مِنَ الغيابِ جُسُورَهْ
عَلَّمْتَهُ أنْ يستطيلَ ويستطي=عَ المُسْتَحِيْلَ، ولا يَهَابَ عُبُورَهْ
وبأنْ يكونَكَ ثمَّ يخلقُ بالدِّما=ءِ صَدًى جديدًا، سِيرَةً ومَسِيرَةْ
مَا مِنْ يزيدٍ لم يكنْ لكَ إثرَهُ=رُوْحٌ تلاحِقُهُ وتَهْدِمُ دُورَهْ
يا سورةَ الجَرَيَانِ في عِرْقِ الحيا=ةِ، ويا ثمارَ خلودِهِ وزهورَهْ
هِيَ بذْرَةُ الجُرْحِ الوَلُودَةُ تُنْبِتُ ال=أرواحَ، تُحْيِي في اليَبَاسِ جذورَهْ
يومَ ابتكرتَ الرَّفْضَ فأسًا والإبا=ءَ مَعَاوِلًا حَرَّرْتَ كُلَّ بَصِيرَةْ
ونبذْتَ دِينَ الإمَّعَاتِ، كَسَرْتَ أغ=لالَ القَطِيعِ، أَزَلْتَ عنهُ خُدُورَهْ
وعَدَلْتَ دَرْبَ الاِعْوِجَاجِ، بَذَلْتَ ذا=تَكَ، وابتكرْتَ بِنَزْفِها تغييرَهْ
وفقأتَ أحلامَ الرَّعَاعِ، هشاشةَ ال=أَتْبَاعِ، كنتَ الوعيَ، كنتَ نصيرَهْ
تبدو وحيدًا حيثُ تبدو آخَرًا=وِتْرًا وشفْعًا يَسْتَشِفُّ نَظِيرَهْ
يا سيدَ الإيقاعِ! كنتَ الشِّعْرَ كن=تَ قصيدةً أولى وكنتَ أخيرَةْ!
هُوَ مَصْرَعٌ رَسَمَ الحَقِيْقَةَ بالمَجَا=زِ، ومَدَّ في رَحِمِ السُّؤَالِ الصُّورَةْ
جُرْحٌ تشاطِرُهُ الحَقِيْقَةُ نَزْفَهُ=أحرى بهِ أنْ يَجْرِفَ الأُسْطُورَةْ!
لو صَحَّتِ الذِّكْرَى ولَمْ تَكُ مَيِّتًا=لَنَصَبْتُ رَفْضَكَ مأتمًا وشَعِيرَةْ
لقرأْتُ مَصْرَعَكَ الطموحَ قضيةً=ونَفَضْتُ ألحانَ الأسى وقُشُورَهْ
هِيَ ثورةٌ أُخْرَىْ بألفِ بدايةٍ=لا الطفُّ دمعٌ! لا النوائحُ سِيرَةْ!
عُدْ بالبدايةِ مَصْرَعًا يجلو الرُّؤَى=فالزَّيْفُ ضَحْلٌ والطُّفُوْفُ غَزِيرَةْ!
وَاجْلُ الأساطيرَ التي عَلِقَتْ ببو=صَلَةِ الخُطَا، فدُرُوْبُها مَأْسُورَةْ
حَرِّضْ طريقَكَ فهو يكتنزُ العُبُوْ=رَ، وَلَمْ تَكُنْ خُطُوَاتُهُ مَبْتُورَةْ!
حَرِّضْ شَعَائِرَكَ التي هَرِمَتْ، وحَرِّ=كْهَا لِتَحْكُمَ عَصْرَهَا وتُدِيرَهْ
عُمُرُ الحقيقةِ في ثراكَ فَقُمْ لَهُ=واحرُثْهُ واستخْرِجْ إليكَ دُهُورَهْ
أَنَّىْ يَصِحُّ لكَ الرثاءُ وأنتَ تَسْ=طَعُ في الغُرُوْبِ غدًا يَبُثُّ طُيُورَهْ
ولكُلِّ يومٍ، كُلِّ أرضٍ، كُلِّ وع=يٍ أنتَ، يا نهرَ الهُدَىْ وخَرِيرَهْ
كم تكذِبُ الذكرى! فعُمْرُكَ آخَرٌ=حَيٌ تُقَاسِمُهُ الشُّعُوْبُ مَصِيرَهْ