يــــومٌ مــــلأتُ بــحـزنِـهِ
الأكــوابــا ونـهـلْتُ مِــنْ وَدَقِ الـدُّمـوعِ
شَـرابـا
لم أنسَ مِنْ غُصَصِ الطفوفِ ظهيرةً تـحـفـو الـــرؤوسَ وتُـهْـطِعُ
الأذنـابـا
ســفَّـتْ شـآبـيـبُ الـنّـبـالِ
غــواديًـا تــذرو الـريـاحَ عـلـى الـجـراحِ
تـرابا
أعــلَـلْـنَ أقــــداحَ الـمـنـونِ
كـأنّـمـا أمــطَـرْنَ سـاكـبـةَ الـنّـحورِ
سَـحـابا
لـهـفي عـلـيهِ وقــد تـنـاوشَ
صـدرَهُ حَـــــدُّ الــضُّــبَـا فـــأراقَــهُ
عُــنّـابـا
حــتّـى أكـظّـتْهُ الـنِّـصالُ،
وكـشّـرَتْ قُــضُـبُ الـوطـيسِ بـوجـهِهِ
الأنـيـابا
نــادى بـهِـمْ وَقَــدِ اسـتـدارَ
زنـادُهُمْ وطَــــوَوا عُــهـوداً كـالـغُـبارِ
كِــذابـا
لــو كـنتَ تُـصغي لـلسوافي
خِـلْسةً لـسـمِـعْتَ قـعـقـعةَ الـلّـجامِ
جـوابـا
مــالُـوا عـلـيهِ وقَــدْ أطــنَّ
قـلـوبَهُمْ سِــيــدٌ يَــخُــوضُ عَـمَـلَّـسًا
وذِئــابـا
رَكِـبُوا مَـطِيَّ الـغيِّ، وامتَشَقُوا
الخَنَا رمــحًــا، وشــــدُّوا غِـلَّـهُـمْ
أطـنـابـا
نــاداهُـمُ: أوَ لــيـسَ وحـــيُ نـبـيِّـكُمْ ســــنَّ الــمــودّةَ عــتــرةً
وكـتـابـا؟
وكــأنّـمـا أوصـــى الـنـبـيُّ
بِـجَـذْمِـنا وبِـــــأنْ يُــقَـسَّـمَ فَـيـئُـنـا
أســلابــا
وَبِــأنْ تُــراقَ عـلـى الـرَّغـامِ
رقـابُنا وتـهـيـجَ طـائـشـةُ الـسـهـامِ
غِـضـابا
وكـــأنَّ طـــهَ بـالـنـبوَّةِ مـــا
ســرى وعِــظـاتـهُ لـــم تـنـتَـصِبْ
مـحـرابـا
فَـعَـدَتْ عـلـى وَدَجِ الـبتولِ
نـصالُكُمْ وتــنـاوَشَـتْـهُ صـــوارمًــا
وَحِـــرابــا
عـضَّـتْ عـلـى نـحـرِ الـرَّضيعِ بـأرقمٍ لـــم تــخـشَ فــيـهِ مـلامـةً
وعـتـابا
ألـمـثـلِـهِ مــطُّــوا لــجـامَ
خـيـولِـهِمْ أو أوثـــقــوا لِــطِـعَـانِـهِ الأقــتـابـا
؟
يــا لَـلـفتى يـحبو عـلى فَـمِهِ
الـظَّمَا والــمــاءُ يَـخْـلُـبُ مُـقـلَـتَيْهِ
سَــرابـا
والــحـلـمُ نـــامَ بـوجـنـتَيْهِ
فــراشـةً وَسْــنَــى تــرفـرفُ جِـيـئـةً
وذهــابـا
مـــا ضَــرّهُـمْ لــو رشَّـفُـوا
وَجـنَـاتِهِ وَسَـقَوْهٌ مِـنْ قَـدحِ الـفُراتِ
شـرابا؟
لــمَّـا ذَرَتْ شـفـتـاهُ مــلـحَ
دمـوعِـهِ كـالـغصنِ مــن وَقْــدِ الـظهيرةِ
ذابـا
لـكـنَّـهـم لــــم يُــوتِــروا
لِـقِـسِـيِّهِمْ إلا الـظـلـيـمـةَ والـــــرَّدَى
نــشّــابـا
فَـنَـزَوْا عـلـى قـلـبِ الـبـتولِ
بـفتكةٍ لـــم تَـفْـرِ قـلـبَ الـطّـفلِ إلا
شَـابـا
وإذا الــنـبـالُ تـحـرْمَـلَـتْ أقـواسُـهـا حـتّى انـقَضَضْنَ مِـنَ الـبروجِ
شِـهابا
والـسـهمُ يـطـبعُ فـي الـمناحرِ
قـبلةً عَـجْـلـى ويـرتـشفُ الـدّمـاءَ
رُضـابـا
فـأصابَ مِـنْ كـبدِ الـحسينِ
حشاشةً لــم تـعـتلِجْ بـسـوى الـرضيعِ
مـصابا
وأصـــابَ بـالـنـصلِ الـــرّدى
لـكـنُـهُ مـــا غــيـرَ أحــشـاءِ الـبـتولِ
أصـابـا
رفّــتْ عـلى قَـدْحِ الـسّهامِ
رمـوشُهُ وعــيـونُـه افـتـرَشَـتْ لــهـا
أهــدابـا
سـقطَتْ عـلى الأرضِ الـسماءُ
كأنّها وجـــــهٌ يــقــبّـلُ ثــغــرُهُ
الأعــتـابـا
ونــمـا جـنـاحٌ مِــنْ بَـيـاضِ
قـمـاطِهِ عـــشًّــا تَــفِــرُّ طــيــورُهُ
أســرابــا
نــحـوَ الـسـمـاءِ رفـيـفُـهُ،
ودمـــاؤهُ تـغـلـي فـيـخـضرُّ الــثّـرى
أعـشـابـا
حـتّـى غــدا مَـحْلُ الـطّفوفِ
مـرابعًا خُـــضْــرًا وأورقَ غـصـنُـهـا
أعــنـابـا
نَـبَـتَتْ عـلـى قـبـرِ الـرضيعِ
شـقائقٌ حُـــمْــرٌ تــــدُبُّ عــروقُـهـا
لَــبـلابـا
فــكـأنّـهُ ذبــــحَ الــسِّـهـامَ
بـنـحـرِهِ وأراقَ مِـــنْ دمـــعِ الـفـراتِ
قِـرَابـا