شعراء أهل البيت عليهم السلام - وَ كَانَ عَرْشُهُ عَلَىْ الرُّمْحِ

عــــدد الأبـيـات
38
عدد المشاهدات
319
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
01/10/2023
وقـــت الإضــافــة
4:42 مساءً

ظَنَّ الفراتُ عَلى الحسينِ ظنونَهُ = فأفاضَ وردُ الضِّفتينِ يقينَهُ رَمَقُ الصَّبايا و انكِسَارُ الدلْوِ لِل=مَاءِ الجَرِيحِ أثارَ فيهِ حَنِينَهُ و لذاكَ فَزَّ مِنَ التُّرابِ يَرُشُّ خَي=متَهُ و يَغْسِلُ بالدُّمُوعِ وتِينَهُ يسْتَحْضِرُ الوَجَعَ القدِيمَ فتَرْفُلُ الذْ=ذِكْرَى و يُغْمِضُ في الصِّغَارِ جُفُونَهُ هِيَ لَحظةُ انطفأ الزَّمَانُ وقد بقى = في النَّهرِ نهرٌ شَاهِرَا ً نِسْرِينَهُ فإلى وَدَاعٍ سَارِحٍ فِي الأَمْنِيَا=تِ أطَالَ " نَهْرُ العَلقمِيِّ" سِنِينَهُ مُترَجِّلاً كي يُوقِظَ العَمَّ القتي=لَ يُعيدُ في جَسَدِ الغِيابِ يَمِينَهُ و يَبُوحُ للحُلُمِ الذي مَا زال يَرْ=كُضُ فِي العَرَاءِ و قَدْ غَرَفْتَ مَعِينَهُ يا آخِرَ الألوَانِ صَدْرُكَ لَوْحَةٌ = فَهَلِ السِّهَامُ تَعَمَّدَتْ تلوِينَهُ هَلْ كُنتَ تبْتكِرُ السِّلالَ و تَحْرُثُ ال = أيَّامَ حتَّى يَسْرِقُوا مَخْزُونَهُ مَا كُنْتَ إلا نَوْرسَاً يسْتَرْجِعُ ال=غُربانَ لِلسِّربِ المُعَانِقِ طِينَهُ يَبكِيْ لِيَرْسُمَ ضَحْكَةَ الأعْدَاءِ ، ثمْ=مَ تَصُولُ تَخْسِفُ بِالنِّبَالِ عُيُونَهُ يَا شُرْفَةَ الأَحْلامِ يا جَرَسَ الكنَا=ئِسِ يَا مُحمَّدُ جاءَ يشرحُ دَينَهُ لا رَمْلَ يَحْتكِرُ الحُسينَ فكلُّ بس=تانٍ تشَّرَّبَ في النَّدى زيتُونَهُ عُصْفُورة ُالأحزانِ حطَّتْ فوقَ خَي=متِهِ تُؤانِسُ في المَسَاءِ بَنينَهُ هُمْ كلُّهمْ رَحَلوا لغيبٍ آخَرٍ = عَبَرُوا الجِرَاحَ و شاهدوا تَكْوِينَهُ كُلُّ الجِهاتِ مَدَائِنٌ مَرْقُوعَةٌ =و غُبَارُ ثوبٍ مَزقوا مَضْمُونَهُ صَمَتَ الجَمِيعُ و ظَلَّ مُفْردَهُ يعَا=لجُ في رِمَالِ المُسْتَحِيلِ شُجُونَهُ وَ هُناكَ لا هَمْسٌ و لا ظِلٌّ و لا = رِيحٌ و لا مَاءٌ يَبُلُّ أنينَهُ ملقىً يُدثّرُهُ الإِبَاءُ و أعينٌ = تَخشَى على حرِّ التُّرابِ سُكُونَهُ هَوَ هكذا صَوتٌ يُموسِقُ ثورةً = و أنا أمارِسُ في الصَّدى تلحِينَهُ هو لحظةٌ لا تنتمي للوقتِ ، يَذ=رَعُ في امتدادِ السَّرمَدِيَّةِ حِينَهُ مُذْ كُنتُ طِفلَ الماءِ قرَّبني إلي=هِ فكانَ لي وطناً و كُنتُ سَفِينَهُ ليْ فيهِ وجهٌ آخرٌ هُوَ كالمَرَا=يا و انعِكاسُ الضَّوءِ يُصْلبُ دُونَهُ يا ما تشَجَّرَ فِيَّ حتَّى صِرتُ جِذ=عاً ثائراً دلّى عليَّ غُصُونَهُ فَتّشْتُ لم أَجِد المَسَاءَ وجدتُ رُم=حاً دسَّ في رأسِ الهُدى إِسْفِينَهُ قَمَرٌ هناكَ يذوبُ فوقَ العرشِ يح=ملُ سرَّهُ لم يُدْرِكُوا مَكنونَهُ ذابتْ ملامحُهُ تجَرَّدَ للسَّما = وجْهٌ بلا وجْهٍ يدُكُّ مَنُونَه ُ وَهَبَ الفراغَ طلاوةَ الإيجادِ لمْ = يَكُن الوجودُ مُقدَّراً ليكونَهُ عقلي خُيوطٌ مِن زُجاجٍ حائرٌ = كسرَ التأمُّلُ في الحُسيَنِ جُنُونَهُ أنا كنتُ في الخيماتِ أعصرُ غيمةً=عَطشَى و امسحُ دمْعَ مَنْ يبكُونَهُ نَايٌ حزينٌ عازفونَ و طفلةٌ = و أنا هناكَ يبثُّ فيَّ لُحُونَهُ عَنْ أيِّ شيئٍ يسترُ الوَجَعَ النَّبيْ=يَ و هؤلاءِ القومُ يسْتلبونَهُ يَا رَعْشةَ السِّكينِ في كفِّ اللئي=مِ يَغُزُّ في جَسَدِ التُّقَىْ سِكِّينَهُ هُم قطَّعوهُ فظَلَّ مُلتهباً يحرْ=رِضُ فِي بُطُونِ الأمَّهاتِ جَنِينَهُ و يَعُودُ يزْرَعُ في التُّرابِ قصائِدَ الثْ=ثُوارِ يبعثُ في القوافي نُونَهُ مَا عادَ للموتِ العنيدِ نِهايةٌ = إلّا إذا نَكَسَ الحُسَينُ جَبينَهُ فالموتُ شيّعَ نفسَهُ في كَرْبَلا = و أقامَ في وَجَعِ الثّرى تأبِينَهُ
Testing