رئـةُ الـسماءِ تنَفّسَت في
شَهقَتَيْنْ والـهـائـمـاتُ تَـوارَثَـتـهـا
زَفـرَتَـيْـنْ
حَـتّـى تَـعـانَقَ فـي الـتّنَهُّدِ
مـبسَما نِ فَـكُوِّرَت تَـترى مُـلاءاتُ
الـلجَينْ
كـالـعِقْدِ حـيـنَ تَـقَـلّدَتْ حَـبّـاتَهُ
الْ دمْـعـاتُ وامـتَـدّتْ بِـعـيني
قُـبّـتَيْنْ
فَـهَوَتْ تُـطَوّقُها الـخُطوبُ
محاجِرًا وتَـنـاوَبَتْ تـنسابُ بـينَ
الـروضَتَيْنْ
حَــمـراءَ تـجـمَـعُها الـقِـفارُ
تَـوَلُّـهًا حـيـنًـا بـأحـشـاها وحـيـنًا
بـالـيَدَيْنْ
حَــتـى تَـوَسّـدَتِ الـتـرائبُ
حُـزنَـها واسـتـودَعَتْها فـي لِـحاءِ
الـوَجْنَتَيْنْ
والــروحُ جـاورَتِ الـضَّريحَ
حـمامَةً حَـطّتْ تُـفَتِّشُ فـي نِـطاقِ
الجَنَّتَيْنْ
تـمـشي، تُــدَوِّنُ كـلَّ زاوِيَـةٍ
عـلى خُـطُـواتِها والـدربُ يـبلُغُ
خُـطْوَتَيْنْ
كَـعَـبـاءَةِ الـحـوراءِ تَـحـمِلُ
حُـزْنَـها سَعيًا تُهَرْوِلُ في الحَشاشَةِ دَمْعَتَيْنْ
هَــرِمَـتْ يَـداهـا والـعـزاءُ
يَـقـودُها تـنصاعُ فـي كُـلِّ المواكِبِ
لَطْمَتَيْنْ
صَـرَخـاتُها هـاجَـرْنَ مِــنْ
أقـيـادِها فَـتَمَسّكَتْ فـي الـنائباتِ
بصرخَتيْنْ
حـيـثُ اسْـتَـبَدَّ بـهـا الـبـلاءُ
تُـريـقُهُ والـنـائـبـاتِ بِـوِتْـرِهـا
والـرّكـعَـتَيْنْ
وتــعـودُ تُـرسِـلُ لـلـفراتِ
عِـتـابَها وتُـعـينُ سـاكِـنَهُ كـذَاكَ
بِـمِعْصَميْنْ
فَـيُـعيرُها الـعَـبّاسُ مِــلْءَ
كُـفـوفِهِ قُـربـانَـهُ ويُـسـيلُ مـنـها
قـطـرَتَيْنْ
حـيـثُ اسـتَهَلَّ الـماءُ كُـلَّ
حُـروفِهِ مـيـزابُـهُ أدمـــى خِـبـاءَ
الـمُـقْلَتَيْنْ
فــبـكُـلّ راوِيَـــةٍ تـنـاسَـلَ
مَــدْمَـعٌ والـنـادبـاتُ أقَـمْـنَ فـيـها
مـأتَـمَيْنْ
كُـــلُّ الـبـكـاءِ تَـشـابَـهتْ
دمـعـاتُهُ والـدمعُ منهُ جميعُهُ ينعى
(حسينْ)