فـديـتـك مـــن مُـلـهـمٍ
مـبـدعِ تــقـدسَ مِـــنْ عــالـمٍ
أرفـــعِ
هـنـاكَ ابـتـداؤكَ ســرَّ
الـوجودِ تــــوزَّعَ مِـــنْ ضـلـعِـكَ
الأروعِ
لأنّـــكَ صـــورةُ عــرشِ
الإلــهِ وكـبـشُ فــدا الـحـاسرِ
الأنـزعِ
وأنـتَ الـذي قد نهيتِ
الفصولَ لـتـخـتـمَ كــبـشَـكَ
بـالـمُـرضَعِ
كـأنّي لـحزنِكَ أخـطو
الحروفَ وكــلُّ حـروفِـكَ مِــنْ
مـدمعي
وجـدتُكَ فـي صـورةِ
الذكرياتِ بــأفـزعَ مِـــنْ مـنـظرٍ
مـوجـعِ
وخـلتُ على مضضٍ في
هداكَ لأرشــفَ مِــنْ نـبـعِكَ
الـمـهيعِ
فـمِنْ دمـعِ حـزني مزجْتُ الوَلا حـروفًـا عـلـى نـحرِكَ
الـمُفزعِ
فـفـجـرٌ تـــلألأَ مِـــنْ
راحـتـيكَ يــبُــثُّ الـحـيـاةَ ألا
فـاصـنـعي
فـأنـتَ الـضليعَ عَـلَوْتَ
الـلغاتِ لـتـكـتـبَ مــوسـوعـةَ الألــمـعِ
ولــولا الـحـسينُ لـمّـا
أيـنَـعَتْ قـصـيدةُ ذا الـعـاشقِ
الـمدّعِي
فـلهفي ولـهفي عـلى ما
جرى لـقـطعِ الــرؤوسِ ومِـنْ
صُـرَّعِ
أرانــــي خــيـالاً أرومُ
الــهـداةَ إذا مـــا ذكـرتُـكَ لــم أهـجـعِ
!
كــأنّـي بـشـمـرٍ جــثـا
صــدرَهُ يــشـلُّ قــواهُ ولــم يـخـشعِ
!
ولـيـتَ بـيـومِكَ قـامَ
الـحسابُ قـبـيلَ انـتزاعِكَ فـي
الـمصرعِ
كـفـانـي بــروحـيَ مـــا
قـلـتُهُ لـكـيـلا تــنـازعَ فـــي
أضـلـعي
وحـسبي بـزينبَ فـي
القانتاتِ لـها الفضلُ ما تم َّفي
المصرعِ
تربّتْ على فارسٍ في الحروبِ إذا مـــا تـصـادمَ لــم يُـفـزَعِ
!
وكــربُ بــلاءٍ خـتـامُ
الـفصولِ حـــكــايــةُ رأسِــــــكَ
والأذرعِ
وحـاشـا وحـاشـا قُـبيلَ الـختامِ بـــأنْ تـنـتـهي قــصـةُ الإصـبـعِ
فـمَـنْ مـثـلُ لـيثٍ غـدا
فـارسًا ومـثلُ الـشجاعةِ فـي البلقعِ
؟
يـهـاجمُ شـوقًـا جـنـودَ
الـطغاةِ ولــم يـخشَ يـومًا ولـم
يـخدعِ
فأوقعتَ قلبي بأرضِ
الطفوفِ وأشـعلتَ حـزني مِـنَ
المصرعِ
وقـومَّـتَ ديـني بـغيرِ
اعـوجاجٍ وصــرتَ تـؤذّنُ فـي
مـسمعي
أذانَ الـصـباحِ بـوقـعِ
الـسيوفِ كـــأنَّ دمـــاءَكَ تـبـكي
مـعـي
وتـعرجُ مِـنْ فـيضِ كـلِّ
الجِنانِ عــزائـمُ روحِـــكَ لــم
تَـضـرعِ
أراكَ كــيـانًـا تــثـيـرُ
الـعـقـولَ ووتــــرًا أراكَ ولــــن
تُـشـفـعِ
مـضـيتُ مـضيتُ أعـدُّ
الـجراحَ وطـعـنَ رمـاحِ الـعدى الـموجعِ
فـأحـصيتُ فـيكَ كـمالَ
الـحياةِ وســرَّ الـوجـودِ مَــنَ
الـمُـودعِ
أراكَ بـقـلـبي تـجـرُّ
الـسـيوفَ فـمِـنْ واقــعٍ مـنـكَ أو
مُـسـبعِ
تـلـوتَ الـكـتابَ عـلـى
خــارقٍ تــــلاوةَ مـسـتـرشـدٍ مــولــع
ِ
وبـحرٍ مٍـنَ الـحزنِ فـي
داخلي يـمـزّقُـنـي لــيـلـةَ
الــمـصـرعِ
وطــوبـى لـقـبرِكَ حـفَّـتْ
بِــهِ مـــلائــكُ قــــدسٍ بــــهِ
أروعِ
فـكنتَ الـشهيدَ عـلى ما
مضى خــتـامًـا لــحـادثِـكَ
الــمــروعِ
خـتـامًـا تـمـاثـلُ نـهـجَ
الـسـما فـتـصـعقُ آذانُ مِـــنْ
يــدّعـي
فـصِـرْتَ تُــؤَزِّمُ كــلَّ
الـطـغاةِ مِـنَ الفجرِ حتّى صدى
المطلعِ