أبــوحُ لـكـم أمــراً ومـا هـو
بـالسرِّ؟! وإنْ صـارَ كـتماني يـضيقُ بـه
صـدري
أرى الـخلقَ لـلأشتاتِ يـحذو
مـسيرُها وخـطوي عـلى غـيرِ اتـجاهاتِها
يسري
فــإنْ غـازلـوا بـكرًا نـقشتُ
قـصائدي عـلى لـوحةِ الـتصويرِ بـالريشةِ
الـبكرِ
وإنْ صـرّحـوا بـالعشقِ أطـلقتُ
ثـيمةً مـنمنمةَ الألـحانِ فـي عشقِها
العذري
وإنْ أطـفـأوا سـحـرَ الـكلامِ
بـصمتِهِمْ أضــأتُ مـرايـا الـفـنِّ بـالأنجمِ
الـزُّهرِ
وإنْ رجــزوا فـخـرًا رفـعـتُ
عـقيرتي فـما غـيرُ صوتِ الطفِّ أرجوزةُ
الفخرِ
كـتـبـتُ حـسـينًا فـانـشطرتُ
مـجـرّةً وفـجّرتُ أفـلاكَ الـحقيقةِ في
شعري
كـتـبـتُ حـسـيـنًا فـانـعقدتُ
مـشـارباً ومــازجـتُ صـهـباءَ الـبـلاغةِ
بـالـخمرِ
وقــد بــاتَ شـعري لـلحسينِ
مـحرِّرًا كــمَـنْ رهـنَـتْـهُ الأمّــهـاتُ بـــلا
نــذرِ
فـإنْ رفَـعوا بـالضّمِّ أخـفضتُ
أحرفي وفــي صـخـبِ الأوزانِ أجـنحُ
لـلكَسْرِ
وإنْ أخــذوا الأسـماءَ رمـزاً
لـوصفِهِمْ عشقتُ جمالَ الحزنِ في أحرفِ الجرِّ
وإنْ غـرفـوا مِـنْ لُـجَّة الـبحرِ
بـوحَهُمْ نَـحَتُّ أنـا الألـفاظَ مِـنْ أصلبِ
الصخرِ
دعُـوني فـإنَّ الـعشقَ بـعضُ
مـواهبي وأنَّ الـهوى الـمجنونَ يـنبتُ من بذري
دعــونـي ومـعـشـوقي أنـاجـيهِ
كـلَّـما ظـمئتُ وفـرطُ الـجدبِ يشتاقُ
للغمرِ
لـعـلّـيْ لـعـلَّ الـقـلبَ يـسـكنُ
عـنـدَهُ وتـوصلني الأشـواقُ مِنْ حيثُ لا
أدري
لأرتــجـلَ الـمـعنى إذا شـئـتُ
لـفـظَهُ بـعـصـمـاءِ وزنٍ لا بــسـجـعٍ ولا
نــثـرِ
أهـيمُ بـوصفِ الـليلِ والـليلُ
سـامري وتـأسـرُني الـذكـرى فـأقسمُ
بـالفجرِ
ويـدهـشُـني لـــونُ الـمـحـرَّم
كـلّـمـا يـطـوفُ عـلـى عـيني بـراياتِهِ
الـعشرِ
ســوادًا وكـحـلُ الـعـينِ يـلـمعُ
عـنـدَهُ فـيـذكي بـخـدِّ الـنـزفِ نـهـنهةَ
الـحبرِ
دعـونـي إلــى الـعـباسِ أُعْـجَنُ
قـربةً كـحـلمِ الـيـتامى عـنـدَ سـاقـيةِ
الـنهرِ
ولـلأكـبـرِ الـعـطـشانِ أقــطـرُ
غـيـمةً فــأروي لـسانَا قـد تـيبّسَ فـي
الـثغرِ
وشــمـعًـا خـرافـيًّـا بـخـيـمةِ
قــاسـمٍ وأزهــــارَ أوركــيــدٍ بــآنـيـةِ
الـعـطـرِ
خـذونـي عـلـى نـحـرِ الـرضـيعِ
قـلادةً لأحـجبَ سـهمَ الموتَ عَنْ ذلكَ
النحرِ
وفــوقَ جـبـينِ الـسـبطِ أهـوي
ذؤابـةً عـلى الـحَجَرِ الـموبوءِ أنـقضُّ
كالصقرِ
خــذونـي وقـــاءً لـلـحسينِ
بـمـهجتي وأهـلي ووِلـدي والـمؤمَّلِ مِـنْ
عمري
خـذونـي غـبـارًا فــي تــرابِ
ضـريحِهِ ودمـعـةَ شــوقٍ فــوقَ أعـتابِهِ تـسري
دعـونـي أخـيـطُ الـنـصّ ثـوبًا
وسـترةً فـيـسـترُني ثــوبـي وأنــعـمُ
بـالـسترِ
درجــتُ رضـيعاً فـي الـمآتمِ
خـطوتي مــدعّـمـةٌ بـالـحـبِّ والــعـزِّ
والـفـكـرِ
وكــنـتُ فـتـيًّا أحـصـدُ الـحـلمَ
بـاكـرًا وأقــرأُ فــي عـاشـورَ فـاتـحةَ
الـخـيرِ
ويـجـذبُـني ســحـرُ الـهـلالِ
فـأقـتفي مـنـازلَـهُ والـقـلـبُ يـدهـشُ
بـالـسحرِ
حـملتُ لـجوعِ الـدربِ صـبري
حـقيبةً وطـعّـمتُ جـيبَ الـقلبِ أوردةَ
الـصبرِ
ومــا عـرفَتْ نـفسي الـخضوعَ
وإنّـما أضـيءُ بـعزِّ الـطفِّ كـالكوكبِ
الدرّي
أحــدّثُ نـفـسي عَـنْ حـديثٍ
سـمعتُهُ لأمّــي فــلا أنـسـى لـهـا أبــدَ
الـدهـرِ
تــقـولُ : بــنـيّ امــلأْ لـنـفسِكَ
كـفّـةً إذا وُضِـــعَ الـمـيـزانُ تـثـقـلُ
بــالأجـرِ
وكُـنْ فـي عـروجِ الـذاتِ أصغرَ
خادمٍ تـكُنْ سـيدًا يُـروى عـلوُّكَ فـي
الـقدرِ
ألا كُــنْ قـريـنًا مـثـلَ قــابٍ
لـقـوسِهِ لــشـطِّ حـسـيـنٍ دونَ مــدٍّ ولا
جــزْرِ
وكُـنْ فـي كفوفِ الدّهرِ أصدقَ
بصمةٍ كـما الـنقطةِ الزهراءِ في آخرِ
السطرِ