يــــومُ الـحُـسـيـنِ ويـــا ذلاً إذا
أبِــقـا عَـنْ حزنِكَ الدمعُ أو في غيرِكَ
استَبَقَا
وويـلُ كـلِّ الـنُّهى إنْ لـم تـجدْهُ
تـقًى جُـنـونَـها فــيـكَ عــمّـا بـالـنُّهى
نَـفَـقَا
أراكَ فـــي كـــلِّ آفــاقِ الـعـلا
سـبـبًا بـــهِ الـشـجـى لـلـهدى مـعـتِّقًا
بـرِقـا
لا ضــيـرَ أنّــكَ بـيـنَ الـخُـلْدِ
مُـعْـتِكِفٌ وفــي عُـيـونِ الـسّـما تُـؤجِـجُ
الـوَدَقا
وتَــفـرِشُ الــكـونَ أزمــانًـا
وأمـكـنـةً تـسـيخُ لــولا عـلـيها مِـنْ شَـجَاكَ
بـقا
فـمـا يـكُنْ أصـلُهُ قـربانَ مَْـن
خُـلِقَت لـــهُ الـعـوالِـمُ تـسـلـيمًا لِـمَـنْ
خَـلَـقا
لا شـــكَّ أنَّ الــوُجـودَ دونَـــهُ
هَـــزَلٌ بـــلْ دُونَــهُ مُـذعِـنًا لـلـهِ مــا
اتـسـقا
فـيا عِـصَامَ الـورى عَـنْ جـورِ
جَـامِحَةٍ سِـيـقانُها حُـجِـلَت بِـكـلِّ مَــنْ
فَـسـقا
تُـطـوَى الـدُهُورُ شِـقاقًا والـشقا
نِـهِمٌ ومــن جـسـومِ الإبــا مُـستأسِدًا
لـعِقا
نَــحـوَ الـجُـرُوحِ أزوفًــا كُـلّـما
نَـزفَـتْ بِـفِـتـنَةٍ تُــذكـي فــي أرزائِـنـا
الأرقــا
كَـفـى بِـقَـلبِي مَـمـاتًا إن بُـلِـيتُ
بـمَنْ يُــؤَبِّـنُ الـنـبضَ فـيـهِ مَــنْ لــهُ
خـنـقا
أوداهُ شُــؤْمُ صِـراعـاتٍ فَـمـا
نَـجَمَتْ إلا لِــحـربِ جــهـولٍ أو نــديـمِ
شـقـا
مـاذا سـيُبلي الـذي قـد سـلَّ
صَـارِمَهُ إنْ كــانَ بِـالنَبلِ والأحـجارِ قـد
رُشِـقَا
تـخـالُـنا يــومَ كــربٍ حَـولَـنا
حـدِقَـتْ كـلُّ الأعـادي كـمَنْ مـنهُ الـرّخا
شَرِقا
نَــعُـدُّ خَــطـوًا ومـــا زِلـنـا نَـعُـودُ
لــهُ نــعـدُّهُ والــثـرى فـــي عَـدِّنـا
سُـلِـقا
نـــرُومُ مــجـدًا بِــمـا تَـهـوى
جَـهـالتُنا ودأبُــنـا أن نــذيـقَ الــعـاذلَ
الـحَـنـقا
ونَـقـتَـني الـعِـلْـمَ أســفـارًا
مُـكـدَّسَةً لا فــرقَ أن تَـحتوي الـعقلَ أو
الـوَرَقا
هــل غـايـةُ الـعِـلمِ إلا أن يُــرى
عـملاً يَـجُـودُ عـزمًـا ومـرقًـى لـلـسّما
ونـقا
مـا كـنتُ مِـمّنْ لـما أبـدى الـخيالُ
لـهُ كِـبـرًا بِـما يَـنْطِقُ الـباقونَ قـد
شَـفِقا
ولا الــذي قـد رأى فـي هَـديِهِ
عِـظمًا وفــي سِــوَاهُ هُــدى الـديّانِ مـا
وَثِـقا
فَـلـيـسَ يُـــرْدِي الـفَـتى إلا
سَـرِيـرَتُهُ إنْ آثـــرَتْ أنْ تَــرى بِـالـكِبْرِ
مُـرْتَـفَقا
لا مَــجـدَ إلا لِــمَـنْ بـالـحُبِّ
مُـعْـتَصِمٌ قَـد أَشْـبَعَ الـنَفس سِـلْمَا أَبْـيَضًا
يَـقَقا
لا مَــجـدَ إلا لِــمَـنْ بـالـصـبرِ
مـلـتحمٌ بـالـحـلمِ مُـغْـتَـنِمٌ مـــا حــلَّ أو
رَبـقـا
لا مَــجـدَ إلا لِــمَـنْ تَـحـكِي
حَـفِـيظَتُه وَحـيًـا بِـقَـلبِ رَسُــولِ اللهِ مــا
نَـطَقا
لا مَــجـدَ إلا لِــمَـنْ لــم يــدلِ
قَـولـتَهُ إلا وفــعـلٌ بِــمـا يُـدلِـيـهِ قــد
صَـدَقـا
لا مَــجـدَ إلا لِــمَـنْ قُـلـوبُـهُم
جُـبِـلَـتْ تـدلي الـعطاءَ امـتنانًا بـاسِمِ مَن
رَزَقا
فَـقُـل لِـمَـنْ رَامَ أَسـبَـابَ الـعُلا
كَـذِبًا شُـؤمُ الـوَقِيعَةِ عِـندَ الـكِذبِ قـد
نَـعِقا
يـا صـاحِ دَعْنِي على هَمِّي وفي
وَجَلي غـيـرَ الـدُمُـوعِ وبـؤسـي أتَّـقِـي
رُفَـقا
أو فَـلـتقُمْ بِــيَ هـونًـا نُـسْـتَرَقُّ إلـى
أرضِ الـطُفُوفِ وَنَـروِي بالسَّنَا
الحَدقَا
نَـسْتَلهِمُ الـحُبَّ في نَجوى بَصِيرةِ
مَنْ لــولا سَـنـا بَـرقِـه لـلـوَدْقِ مَــا
غَـدَقـا
قـد وَطَّـنَ الـنَفسَ عِـشقًا لا تَـراهُ
بِـه إِلا مِـثَـالاً لِـمَـن فِــي نَـفْـسِهِ
عُـشِـقَا
عَـباسُ مَـنْ فـي الوَفا لم يدَّخِرْ
طُرُقًا إلا تَــــراهُ بِــهــا كــالـبَـرقِ
مُـنـطـلقا
يَــرُدُّ أبـصـارَ مَــنْ جــدُّوا لــهُ
حُـسرًا لا مِــنْ فُـطُـورٍ بِــهِ إِنْ فَــارَ أَو
أَنِـقـا
تَـخَـالُـهُ عِــنـدَ عَــيـنِ الـطِـفلِ
ثَـاكِـلةً أتَـــتْ تـجـودُ حَـنـانًا فَــاضَ
فـانـدفَقا
طـــودًا تَـحـدَّرَ مِــنْ شُـمُـوخِهِ
خَـجِـلاً مــا بـيـنَ سَـيلِ دُمـوعٍ صَـفْصَفًا
زَلَـقا
ولا تــراهُ عـلـى الـهـيجاءِ غـيـرَ
لـظًى لا تَـلـتـقـي ظَـالِـمًـا إلا بِــهـا
سَـحِـقـا
أيـقـنْتُهُ مُــذ شَـكَـتْهُ الـطِـفْلةُ
عَـطشًا لـلـحشرِ رُعــبٌ بـأقدارِ الـشّقا
حـدِقا
فــآمــلٌ إذنَ مَــــولاهُ عــلـى
وجـــلٍ ومُـقْـلـقٌ بــجـوابِ الـسـبطِ
مُـخـتنقا
شّـدَّ الـلثامَ عـلى فـيهِ الـتُّقى
ومضى وفَـوقَـهُ الــرُّوحُ عـزمًـا والـلِوا
اعْـتَنَقا
وجـرّدَ الـسيفَ مِـنْ قَـعْرِ الجَحِيمِ
فمَا رَأيْـــتُ مِـــنْ هُـونِـهَـا إلا بـــهِ
رُتِــقـا
أفــديـهِ مِــنْ بــاذلٍ نـفـسًا
مـعـظَّمةً لــكــم فــدَاهـا ذبــيـحُ اللهِ
مُـسـتَـبِقا
وسـابـحٌ فــي جـمـوعِ الـكُفرِ
نَـاضِحُهُ وطـاحِـنٌ مــا دنــا مِـنـها ومــا
شَـهِقا
يــذروهُـمُ مِـثـلـمَا عَــصـفِ
بِـعـصافَةٍ لــم تـنـجلِ غـيـرَ عـنـدِ الـماءِ إذ
بَـرِقا
أرخــى الـعـنانَ وقـلَّ الـشَطُ
مَـقْدَمَهُ وبـــارِدُ الــمـاءِ رَقــراقًـا يـــداهُ
رقــا
تُـؤَبِّـنُ الـنـفسُ مِــنْ أحـشـائِهِ
يَـبَـسًا عَـجِبْتُ كـيفَ بِـهَجرِ الـحرِّ مـا
احـترقا
كـفـى وفــاءُ الـورى مِـنْ كَـفِّهِ
خَـجِلٌ فـي حـينِ أظمى حشاهُ والسقاءَ
سقا
لـهُ جـزيلُ الـثّنا مِـنْ أحمدَ
المصطفى عَـنْ خُـلْقِهِ عـن كِـتابِ اللهِ حيثُ
بَقى
وقــامَ فــي هِـمـةٍ شـعَّـتْ
بِـصـعدَتِها مـعـالـمُ الــديـنِ إجـــلالا لــمـا
دَلَـقـا
عـباسُ هـذا الـذي روّى الـصغارَ
أسًى فــفـاحَ إيــثـارُهُ مِـــنْ صَـبـرِها
عَـبِـقا
عـبـاسُ هــذا الـذي مِـنْ نـسجِ
غِـيرَتِه عـلـى الـفواطمِ خِـدرُ الـعزِّ قـد
خُـلَقا
عـبـاسُ هــذا الــذي أهـداهُ ربُّ
الـعُلا لـلـسِبطِ مـجـدًا أثـيـلاً بـالـهدى
بَـسَقَا
هــذا رَبـيـبُ سـناهُ بـل حـسيبُ
مُـنًى هــذا الــذي جـسَّدَ الأفـضالَ
والـخُلقا
وعـدُ الـسماءِ الـذي بهِ السّما
حَفِظَتْ لـلـذكـرِ ذكــرًا ولـلـتأويلِ مــا
صَـدقـا
هـــذا بـلـيغُ الـعُـلا مــا كــانَ
مُـبـلِغَهَا لــولا إلــى الـبذلِ بـالكفَّينِ قـد
ومِـقا
ومَنْ وعى ما أفاضَ السبطُ من
كُرَبٍ شـــاءَ الإلـــهُ يــراهـا لـلـهـدى
عُـنُـقا
فـجادَ أقصى مَعانِي الجُودِ ما
حُصِرَتْ والجودُ بالنفسِ أسمى جودِ مَنْ عَشِقا