لا لـونَ لـلكونِ .. ثـوبَ الـوردِ قـد
خـلعا مــا زالَ يـلبسُ حـزنَ الـرملِ مـذ
فُـجِعا
مـــذ غــادرتْـهُ طــيـورُ الــحـبِّ ذاتَ
دمٍ لا زقــزقــاتٌ ولا هــمـسٌ لـــهُ
سُـمِـعـا
أجـوسُ بـينَ ديـارِ الـشكِ هـل رحـلوا
؟! طـفـلٌ ســؤالٌ صـحا فـي مـقلتي فَـزِعا
وراحَ يـبـحثُ فــي الأشـيـاءِ عــن
حُـلُـمٍ فــعـادَ يـحـمـلُ ذنـــبَ الـمـاءِ
والـجـزعا
عــن طـفـلةٍ، عــن نـهـارٍ، عــن
مـرمّلةٍ عــن مُـقـلةٍ جـمـرةٍ، عــن دمـعـةٍ
ودعـا
يـقـالُ: إنَّ قـلـوبَ الـنـاسِ مــا
اتَّـسَعَتْ لـلـحـبِّ مُـــذْ مُـلِـئَـتْ كـاسـاتُها
جـشـعا
وإنَّ وردَ الــنــوايـا لــــم يــكُــنْ
ألِــقــاً بـلْ كـانَ كـالشوكِ فـي أعـمالِهم
بـشعا
فــجــاءَ مِــــنْ آخـــرِ الأحـــلامِ
مُـــدّرعٌ بـالأمـنـياتِ، بـغـيـرِ الــحـبِّ مــا
ادّرعــا
هـــوَ الـحـسينُ .. أعــارَ الأرضَ
بـسـمتَهُ وهْــوَ الــذي ابـتـكرَ الـبسماتِ
واخـترعا
فــمــنـذُ أنْ ظَــمِـئَـتْ أحــــلامُ
فـتـيـتِـهِ قــدْ عـلّـمَ الـنهرَ أنْ يـسعى لـنا
فـسعى
وعـلّـمَ الـشـمسَ مِــنْ أســرارِ
طـلـعتِهِ مـعـنى ضـيـاءِ الـهـدى مُــذْ رأسُـهُ
رُفِـعا
وجـــاءَ يـسـكـبُ فـــي أطـفـالِنا
فـرحًـا مــــذ ذاقَ أطـفـالُـهُ الــويـلاتِ
والـهَـلـعا
ولـــم تـقـعْ فــوقَ أرضِ الـطـفِّ
رايـتُـهُ إلّا لأنْ يُــمــسـكَ الإنــســانَ أنْ
يَــقـعـا
نـــعــى ولــمــلـمَ أفــراحًــا
وبـعـثَـرَهـا وكـنـتُ أحــزنَ أهــلِ الأرضِ حـينَ
نـعى
فـحـيـنَ كــنـتُ صـغـيراً، كـنـتُ
أحـمـلُهُ فـي لـعبتي، فـي سـريري عـاشقًا
ولـعا
وكــانَ نـخـلةَ شـوقٍ فـي دمـي
غُـرِسَتْ رغــمَ الـريـاحِ بـقـى طـودًا ومـا
انـشلعا
وكـــانَ يـنـظـرُ فـــي وجـهـي
وأنـظُـرُهُ حــتّـى تـشـكَّـلَ فـــي عـيـنـيَّ وانـطـبعا
أحـسُّـهُ فــي دمــي، فــي دمـعِ
والـدتي فــي كـبـرياءِ أبــي، فــي الـكلِّ
مـندفعا
وحــيــنَ يـعـصـرُنـي هــــمٌّ أراهُ
مــعـي فــكـمْ كِــلانـا تـقـاسَـمْنَا الـهـمـومَ مـعـا
أتـيـتُ أسـكـبُ أوجـاعـي عـلـى
ورقــي فــلــمْ أرَ الــــوزنَ لــلأوجــاعِ
مُـتّـسـعا
قـصـائـدي مُـهـجـتي إنْ جــئـتَ
تــقـرأُهُ بـيـتًا فـبـيتًا تــرى مِــنْ مُـهـجتي
قِـطـعا
لا شيءَ في الكأسِ، كانَتْ قهوتي وجعي وكـــلُّ مـــا أحـتـسيهِ الـحـزنَ
والـوجـعا