الـكَوْنُ اَنْـتَ بِـعَينِ الـسِّبْطِ قَـدْ جُـمِعَا
لِـغَـيْرِكَ الـكَـوْنُ فِـي عَـينَيْهِ مَـا اتَّـسَعَا
يَـــا وَاحِـــدًا مَـــا لـــهُ ثَـــانٍ يُـعَـادِلُهُ
مَــا يـومَ أَردَفَ إذْ نَـادَاك لَـفْظَ
"مَـعَا"
ومِـثْـلَمَا يَـرتَـضِيكَ الـسِّـبْطُ كُـنْـتَ لَـهُ
كَـــأَنَّ مِــن نَـفْـسِهِ لِـنَـفسِهِ
اصـطَـنَعا
لِــوَاؤُهُ الـغَـرُّ فِــي سُـوحِ الـنِزَالِ لُـقًا
وَفِــي رُقَــاهُ عُــلاً قَـلْبَ الـسَّمَا
قَـرَعَا
وَسَــيْـفُ صَـوْلَـتِـهِ مَـــا قَــطُّ جَــرَّدَهُ
إلاَّ بِــنَـازِفَـةِ الأعــــدَاءِ قَــــدْ
رَضَــعَــا
وصَــارِخُ الـمَوْتِ فِـي أُذْنِ الـكُمَاةِ إِذَا
نَــــادَى بِـجَـمْـعِـهِمُ أَرْوَاحَــهُـم
نَــزَعَـا
وَقَــانِـصُ الـصِّـيـدِ لا تَـنْـجـو فَـرَائِـسُهُ
يَــبُــزُّ أَنْـفَـاسَـهُـم إِنْ سَــيْـفُـهُ
لَـمَـعَـا
فَــمَـا رَأَتْ مَـهْـرَبًا غَـيْـرَ الـمَـمَاتَ إِذا
مَــا كَـانَتِ الـصِّيدُ تَـخْشَى وَقْـعَهُ وَقَـعا
مَـا فَاقَ بَأسَكَ فِي صَلْبِ الثَّبَاتِ سِوَى يَـقِينِكَ الصَّلْبِ رَغْمَ العَصْفِ مَا
انْصَدَعا
صَــلْـبُ الـعَـقِيدَةِ مَــا هَـزَّتْـكَ شَـائِـبَةٌ
ظِـلُّ الـحُسِينِ ومَـا غَيرَ الحُسَيْنِ
وَعَى
لــلـهِ بَــأسُـكَ لَــمَّـا ازدَانَ فِـــي وَرَعٍ
مَــا أَرْوَعَ الـبَـأسَ لَـمَّـا قَــارَنَ
الـوَرَعا
لَــيــثُ وَمُـنْـتَـسِـكٌ، ثَــبْـتٌ وَمُـعْـتَـقِدٌ
لــلــهِ إِنْ صَــــالَ أو لــلــهِ إِن
رَكَــعـا
وَأَعُـيُنُ الـسِبْطِ تَـحْكِي إِنْ طَـلَعْتَ بِها
إنِّـــي بِـهَـذا أَذُودُ الـجَـمْعَ مَــا
اجْـتَـمَعَا
عَــبَّـاسُ عِــنْـدِي بِــلا كُــفءٍ يُـكَـافِئُهُ
ولا شَــبِــيـهٍ، وَلاَ نِــــدٌّ لَــــهُ
ارتَــفَـعـا
والـقَـلْبُ مِـنْـهُ عَـلـى كَـفَّـيْكَ مُـنْـعَقِدٌ
لَـمَّـا سَـعَيْتَ إلـى نَـهْرِ الـفُرَاتِ
سَـعَى
وَقَــدْ رَأَتْـكَ عَـطَاشَى الـطَّفِ تَـرْمُقُهَا
فَـأَقْـبَلَتْ بِـالـظَمَا تـشْـكُو لــكَ الـوجعا
شَـعْثَاءَ مِـنْ فَرْطِ مَا فَتَّ الظَمَا ذَبُلَتْ
وَكُــــلُّ أَذْرُعِــهَــا مَــمْــدُودَةٌ
طَــمَـعـا
وَخَـلْـفَهُم زَيْـنَـبٌ والـطـفلُ فـي يـدِها
لِـسَـانَهُ فـي هَـجِيرِ الـشَّمْسِ قَـدْ
دَلَـعَا
هَـذِي الـسَواغِبُ فـي أَذْيَـالِكَ اعْتَلَقَتْ
وَصَـالِـيُ الـحَـرِّ فِــي أَبْـصَارِهِمْ
سَـفَعَا
يَــا بْـنَ الـجَوَادِ الـذِي مَـا جَـاعَ وَافِـدُهُ
يَـا بْـنَ الـبَطِينِ الـذِي مَـا يَومَ قَدْ
شَبِعَا
يـا بَـاطِنَ الـحُبِّ يَـا ظَهْرَ العَذَابِ أَغِثْ هـاكَ الـسقاَء فـظنِّي فـيكَ مـا
انقطَعَا
وَصِـحْـتَ يَـا زيـنبٌ قَـرِّي الـعُيونَ هُـنا
يَــأتِـي الـفُـرَاتُ ذَلِـيـلاً خَـانـعًا
خَـشِـعا
وَسِـــرْتَ بِـالـجُودِ لا لِـلـنَّهرِ وَا عَـجَـبًا
بَـلْ لـلخُلُودِ الـذِي فِـي الدَّهْرِ قَدْ
طُبِعَا
كَـوْنٌ مِـنَ الـجُودِ يَـمْشِي أَنْتَ تَرْسُمُهُ
كَــأنَّ رَبَــكَ مِـنْـكَ الـجُـودَ قَــدْ
صَـنَـعَا
تَـمْـشِي عَـلَـى سُــدَّةِ الـتَارِيخِ مُـعْتَلِيًا
مُــهْـرَ الـوَفَـاءِ بِــدِرْعِ الـمَـجْدِ
مُـدَّرِعَـا
وَقَـابَـلَتْكَ جـيـوشٌ عَــدُّ مَـنْ حَـشَدَتْ
عَــدُّ الـسِّنِينِ الـتي فـي خَـلْدِكَ
اتَّـسَعَا
فَـمَا عَـبِئْتَ بِـمَوْتٍ، مَـا المَمَاتُ سِوى
رَهْــنٌ لِـسَـيْفِكَ رَاحَ الـسَّـيْفُ أو
رَجَـعَا
بِـكَفِّكَ الـرُّعْبُ سَـيْفٌ لَـمْ يَـزَل خَـذِمًا لـلـحـشرِ شَـفْـرَتُهُ تَـسْـتَمْطِرُ
الـفَـزَعَا
وَبَــيْـرَقُ الـحَـمْدِ لَــمْ تَـرْكـد نَـسَـائِمُهُ
تُـجْرِي الـكَرَامَةَ مُـذْ فِـي كَـفِّكِ
ارْتَـفَعَا
ونَــقْـعُ مُــهْـرِكَ نَـقْـعٌ بِـالـقُلُوبِ غَــدَا
يَــجْـتَـثُّ شِــدَّتَـهـا أو يَــــزْرَعُ
الـهَـلَـعَا
فَـصَـاحَ بِـالـخَوْفِ إِذ لاقَــاكَ صَـائِحُهُم
إعْــــوالَ وَالِــــدَةٍ إِذ خَــوْفَــهُ
وَضَــعَـا
رَبُّ الــلِـواءِ أَمِــيـرُ الـنَّـهْـرِ يَـقْـدِمُكُمْ
رَهْــــنٌ لِـصَـولَـتِه الآجَـــالُ إِنْ
طَـلَـعـا
عَــبَّـاسُ ذَاكُ مَــتَـى لاحَــتْ طَـلائِـعُهُ
لاحَ الـمَـمَـاتُ وَرِجْـــزُ اللهِ قَــدْ
وَقَـعـا
أَحَــلْــتَ صُـبْـحَـهُـمُ لــيـلًا وَجَـمْـعَـهُمُ
بَـــدَّا وَجَـيْـشَـهُمُ فَـرْقًـا بِــكَ
انْـصَـدَعَا
وَخُـضْتَ فِـي المَاءِ عُطْشَانًا تَقُولُ لَهُ:
أَيْــنَ الـمَـفَرُّ وَعَـبَّـاسٌ إِلَـيْـكَ
سَـعَـى؟
إِنِّي أَبُو الفَضْلِ لَوْ رُمْتُ النُّجُومَ ضُحًى
مَـا صَـدَّنِي الـكَوْنُ مَـهْمَا اشْتَدَّ أَو
رَدَعَا
يَــا وَيْـحَ مَـائِكَ يَـا نَـهْرَ الـفُرَاتِ جَـرَى
يَسْقِي الكِلابَ وَسِبْطَ المُصْطَفَى مَنَعَا!
قُـمْ وَانْـفُضِ الـعَارَ وَاقْـصِدْ نَحْوَ أَرْجُلِهِ
يَــا عُـظْـمَ فِـعْـلِكَ خَـيْـرَ الأنْـبِـيَا
فَـجَعَا
وَرُحْـتَ تَـرْسِمُ فِـي أُفْـقِ الوَفَاءِ مَدًى
هَــيْـهَـاتَ يَـبْـلُـغُـه وَافٍ بِــمَــا
صَـنَـعَـا
وَأَعْــيُـنُ الـعَـالَـمِ الـعُـلْـوِيِّ شَـاخِـصَةٌ
تِــلْـقَـاءَ كَــفِّـكَ تَــرْنُـو ذَلِـــكَ
الـفَـنَـعَا
مَــلَأْتَ كَـفَّـيْكَ صَـبْـرًا رُحْــتَ تَـسْكُبُهُ
بِـالـنَّهْرِ إِذِ مِـنْـكَ مَــاءُ الـصَّبْرِ قَـدْ
نَـبَعَا
وَقُـلْـتَ: يَــا نَـهْـرُ لا بُـلَّتْ حَـشَايَ وَذَا
سِــبْـطُ الـنَّـبِـيِّ ظَـمِـيٌّ قَـلْـبُهُ
صُـدِعـا
وَعُــدْتَ بِـالـجُودِ مَـرْفُـوعَ الـلِـوَا لَـهِفًا طــوبـى لـكـفٍ بـهـا ذاكَ الـلِّـوَا
رُفِـعَـا
فَـبُلَّ خَـافِقُهُم مُـذْ فِـي الـسَّمَا نَظَرُوا
لِــواكَ قَـدْ بُـلَّ إذ فِـي الـنَّهْرِ قَـدْ
نُـقِعَا
لَـكِنْ بِـحَسْرَتِهِمْ سُـرْعَانَ مَا انْكَسَرَوا
لَــمَّــا بِـأَعْـيُـنِهِمْ مــنـكَ الّــلِـوا وَقَــعَـا
وَجَـاءَكَ السِبْطُ أَفْدِي السبطَ مُنْكَسِرًا
لــمّــا رأكَ عَــفـيـرًا دامــيًــا
فَــنَـعَـى
الـكَـوْنُ غَــابَ بِـعَـيْنِي يَــا أُخَــيَّ فَــلا
عُــمْـرٌ يُــطَـاقُ ولا عــيـشٌ بِــنَـا
يَـنَـعَا