أنــا فـي الـعراقِ أمـامَ خـيرِ
الأضـرحِ عـنـدَ الـحـسينِ وقـبرُهُ فـي
مـلمحي
فـسـكبْتُ دمـعـي بـالـضريحِ
قـصيدةً أنـــا هــكـذا عـيـني تـخـطُّ
قـرائـحي
حـــتــى تــجـلَّـتْ كــربــلاءُ
بــقـبـرِهِ ورأيــتُ حـقًّـا مــا جـرى مِـنْ
مـفدَحِ
فــــإذا بـيـعـقـوبٍ يــنـوحُ
لـيـوسـفُ فـي وسـطِ جـفني الـمبتلى
بتقرُّحي
لا ضـيـرَ لــو سـالَتْ حـشايَ
بـمقلتي في الحشرِ من هذي المدامعِ مُفلحي
لـن يـجدي دمـعي دونَ رفـعي
نـحبةً لا خـيـرَ فـي دمـعي ونـحبيَ
يـستحي
فـنـحبْتُ حـتّـى فــاقَ نـحـبي
جـهـرةً لــكــلابِ نــهـرِ الــحـوأبِ
الـمـتـنابحِ
خـاطبْتُ روحـي فـي رثـاءِ السبطِ
لو شـئْتِ احـتضارَكِ فـانزعي لا
تـكبحي
طُـوفـي مَـعَ الأمـلاكِ حـولَ
ضـريحِهِ قـالَتْ: بـعيدَكَ لـيسَ لـي مـن
مَجْنَحِ
سـبـحانَ مَـنْ صـاغَ الـحسينَ
وذبـحَهُ يـــا نــفـسُ خـــرّي لـلإلـهِ
وسـبِّـحي
فـلـقـدْ رأيــتُـهُ مـبـدعًا فــي
صــورةٍ عـجـزَتْ تـجـسِّدُهُ الـعـقولُ
بـمسرحِ
فــي صــدرِهِ الـسـهمُ الـمثلَّثُ
راكـزٌ ولــــــهُ أنـــيــنٌ مــفــجـعٌ
بــتــرنُّـحِ
حـتّى هـوى مِـنْ فـوقِ سـرْجِ
حصانِهِ وبـــهِ مِــنَ الـطـعناتِ ألــفُ
مُـجـرِّحِ
لــم تَـقْـوَ رجـلُـهُ بـالـترابِ
لـفـحْصِهَا فــلَـهُ حـشًـى بـالـماءِ لا لــمْ
تُـنـضَحِ
ظـــامٍ ونـــزفُ الـــدمِّ هــدَّ
قـوامَـهُ أعــيــاهُ حــــرُّ وطــيـسِـهِ
الـمـتـلفِّحِ
والــرأسُ مـحزوزٌ بـسيفِ ابـنِ
الـخَنَا لــلـهِ مِـــنْ بـــدرٍ بـخـسفٍ
الـمـذبحِ
قـــدْ حـــزَّ شــمـرٌ نــحـرَهُ
بـصـقيلِهِ والــوجـهُ فـــي قــبـحٍ وفـعـلٍ
أقـبـحِ
نــحـوَ الـخـيـامِ غـــدا بـسـرجٍ
مـائـلٍ يــدنــو لـزيـنـبَ خــاجـلاً ذو
الأجْــنُـحِ
فـيـهِ الـدمـاءُ مِــنَ الـحـسينِ
عـلامةٌ يـشـكـو الـظـلـيمةَ لـلـنِّـسا بـالأضـبحِ
مِــــنْ أمـــةٍ قـتـلَـتْ عــزيـزَ
نـبِـيِّـها تــركـوهُ عـــارٍ جـسـمُهُ لــم
يـوشـحِ
أتَــــتِ الـخـيـولُ لــرضِّـهِ
فـتـحـيَّرَتْ بـجـراحِـهِ إذ مـــا رأَتْ مِــنْ
مـطـرحِ
سـبـحانَ ربــي كـيـفَ صــاغَ
مـصابَهُ بــأسًــى، ولــكـنْ بـانـتـصارٍ
مُــفـرِحِ