قـد سـافرَتْ روحـي لتلكَ
الأُضْحية حـتّى بـدَتْ فـيها الـمصائبُ
حـاوية
زحـفًا إلـى شـفَقِ الـعراقِ
يشدُّني آهٍ لــهـاتـيـكَ الــبــقـاعِ
الــدّامـيـة
فـيها قـضَتْ تـلكَ الـعيالُ بلا
حمًى وحـمـاتُهم صـرعـى بــأرضٍ
قـانية
وبـها أهـاجَ الـحزنُ زيـنبَ
فاستَوَتْ كـالـنـخلةِ الـحـدبـاءِ تـعـثُرُ
حـافـية
وبــهـا تـمـثَّـلَتِ الــرؤوسُ
كـأنـجمٍ حَــمْـرَا تُـغَـسِّـلُها الـرّيـاحُ
الـعـاتية
وبـها تـخضَّبَ أحـمدٌ حـينَ
اسـتوى صــوبَ الـحـسينِ مُـعفِّراً
لـلناصية
آهٍ بـــدَتْ تــلـكَ الــديـارُ
كـجـمرةٍ تـكـوي مــداراتِ الـفـضاءِ
الـعالية
مِـــنْ كـــلِّ نـاحـيةٍ يـفـورُ دمٌ
لــهُ آهٍ لــهـاتـيْـكَ الـــدِّمــاءِ
الــزاكـيـة
فـسـكـينةٌ تـدعـو أبـاهـا: يــا
أبــي قــمْ يــا حـبيبي نـحوَ رأسـي
ثـانية
وعـلـيهِ تـجـتمعُ الـعـيالُ
وخـلـفَهُم تـلكَ الـرّبابُ عـلى الـخدودِ
مـعزّية
وتـصـيحُ وا غـوثـاهُ أيــنَ
حُـمَاتُنَا؟! والقومُ صَرْعَى في العراءِ الخاوية!
مـلأَ الـبسيطةَ مِـنْ دماهُ
فأجهَشَتْ كــــلُّ الــبـرايـا بـالـبـكاءِ
مُــدوّيـة
مــلأَ الـمـداراتِ الـعُـلى مِـنْ
نـهلِهِ الــريّـانِ فـانـثـالَتْ دمـــاءٌ
جـاريـة
أرهـينَ قـلبي يـا حـسينُ فما
الذي أبـقى لـقلبي مِـنْ حروفِكَ
باقية؟!
يـــا لـيـتَها روحــي تـعـودُ
لأرضِـهـا قـــد أوهـنَـتْـها الـنـائباتُ
الـقـاسية