نــزفٌ مِــنَ الـقـلبِ فـي الأعـماقِ
يـلتهبُ سـيـلٌ مِـنَ الـدمعِ فـي الأوطـانِ
يَـنْسَكِبُ
يــا سـاكـبَ الـدمعِ هـلْ لـلدمعِ مِـن
أجـلٍ أمْ أنّـــــهُ مــــا لَــــهُ يــــومٌ ولا
حــقَــبُ
هــــل اســمــهُ أمــــلٌ أمْ اســمــهُ ألـــمٌ أمْ أنّــــهُ مــــا لــــهُ إســــمٌ ولا لَــقَــبُ؟
أمْ كـــلُّ مــا تـحـمِلُ الـمـأساةُ كــانَ
لــهُ مـعنًى لِـمَنْ فـي الـورى ظـلّوا ومَنْ
ذَهَبواْ
يــا سـاكـبَ الـدمـعِ خُــذْ مِـنْ كـربلا
عِـبَراً وابــحـرْ بـبـحـرِ دَمٍ فــيـهِ الأُلـــى
سُـلِـبُـواْ
خُــذْ رعْـشَةَ الـصَّبرِ، شَـمِّر عَـنْ ذِراعِ
فَـمٍ وازحفْ على الصَّمتِ إنْ هشَّتْ لَكَ الكُرَبُ
لا تـــجــزعــنَّ إذا نـــابــتْــكَ
مــعْــضِــلَـةٌ وانــفـضْ غُــبـارَ زمـــانٍ حَـــزَّهُ
الـغَـضَبُ
وانـصـبْ عـلـى مـقـلةٍ فــي جـرحِنا
عَـلَمًا يـبـقى مـنـارَ هــدًى يـجـتثُّ مَــنْ
غَـصَـبواْ
شُــــدَّ الــرِحـالَ فــكـمْ ألــطـافُ
بـارئِـنـا حــطَّـتْ عــلـى اُمــمٍ مِــنْ قـبـلِنا
صُـلِـبُواْ
كـــــمْ لـلـسـمـاءِ يــــدٌ دُقَّــــتْ مــآثِـرُهـا فـاسْـتَـصْغَرَتْها نــفـوسٌ غَـالـهـا
الــوَصَـبُ
لا تَــحـسَـبِ اللهَ عــــنْ أعــدائــهِ
غَــفِــلاً فـالـحـشـرُ مــوعِـدُهـمْ والــنـارُ
مُـنـقَـلَبُ
فــافـتـحْ رِحــابَــكَ لا تــقْـنَـطْ إذا
قَــرُبَـتْ مـنـكَ الـخُـطوبُ وظــلَّ الـفجرُ
يَـضْطَرِبُ
يــا مَــنْ بــهِ ألــمٌ مــا كـنـتَ فـي
قـلمي إلا انــفــجـارَ لــهــيـبٍ مــضَّــهُ
الــعَـجَـبُ
مــــا كــنــتَ إلا ضــمـيـرًا فــوقَــهُ قــيـمٌ أعـنـاقُـها قُـطِـعَـتْ والــقـومُ قــد
حـرِبـواْ
مـــا كــنـتَ إلا كَـلَـيـلٍ غـــصَّ مــنْ
كَــدَرٍ يــرجــو الــصَـبـاحَ وغـيْـثًـا فــيـه يُـحْـتَـلَبُ
يـــا مَـــن بـــهِ ألــمٌ، دعْـنَـا نـعـيشُ
مـعـاً فـــي روضـــةِ الـصَّـبرِ والأفـكـارُ
تَـنْـتَصَبُ
واقـصدْ طـفوفَ حُـسينٍ والـتَمِسْ
قـصَصَاً مِــــنْ وحــيِـهَـا ثـــورةُ الأحـــرارِ
تُـنـتَـدَبُ
هــــذا الـحُـسـينُ ولــيـدُ الــعـزِّ
والــكـرمِ مـنْ صُـلبِ حـيدرَ، طـابَ الأصـلُ
والنَسَبُ
هــــذا الـحُـسـينُ إمـــامٌ قـــامَ أو
قَــعَـدَا فـكـيـفَ قـــومُ بــنـي هــنـدٍ بـــهِ
نَـكَـبوا؟
هـــذا الـحـسـينُ سـفـيـنٌ لـلـنَّـجاةِ
فـمَـنْ شــــاءَ الــنـجـاةَ لــــهُ يــرنــو
ويَـنْـجَـذِبُ
تــهــفـو لِــروعـتـهِ كــــلُّ الــقـلـوبِ
وإنْ قــد غــارَ فــي عـمـقِها الـتوهينُ
والـلَّهَبُ
وحــــولَ قـبَّـتِـهِ الــنـوراءِ طــيـفُ
هـــدًى قــدْ هــزَّ عــرشَ طـغـاةِ الأرضِ إذ
كَـذَبوا
مِـــنْ نـسـلِـهِ يــخـرجُ الـمـهـديُّ
مـنـتَفِضًا كــي يـمـلأَ الأرضَ عــدلاً بـعـد مــا
حَـجَبوا
مُــــدِّي الأكــــفَّ أيـــا طــفِّـي
تُـصـافِـحُنا أنـــتِ الـقـريـبةُ ، مـنـكِ الـنـفسُ
تَـقْـتَرِبُ
حِــرْنَــا، وعــاصـفـةُ الـبـلـوى تــلـفُّ
بــنـا مِــنْ مـسلمينَ وهـمْ عـن سـلمِهمْ
عَـزَبُواْ
كـــفّـــارُ تــلـفَـحُـهـمْ نــــــارٌ
يــؤجِّــجُـهـا حُـــبُّ الـمـطـامعِ حــتـى عُـمْـرَنـا
طَـلَـبواْ
مــا صِــرْتُ أُبْـصِـرُ بـعـدَ الـطـفِّ غـيـرَ دمٍ خُــطَّــتْ بــألـوانِـهِ الــجــدرانُ
والــكُـتُـبُ
عـنـدي ســؤالٌ تـمـشَّى فــي دُجــى
قـيمٍ ردُّوا عــلـيـهِ فــقـلـبُ الــديــنِ
مُـكـتَـئِـبُ
أيـــنَ الـعُـروبةُ؟ أيــنَ الـنَـخوةُ
انـدَفَـنتْ؟ أيــنَ الـشـهامةُ؟ أيــنَ الـعـزمُ يـا
عَـرَبُ؟
لــفـظٌ تـجـلْـجَلَ فـــي الآفـــاقِ
مُـكَـتسيًا ثــــوبَ الـكـرامـةِ حــتـى صـــارَ
يُـنـتَـخَبُ
يــا لـيـتَني كـنتُ ريـحًا فـي الـحيَا
عَـقِمَتْ كــي أقـلـعَ الـظلمَ ، أُفـني مَـنْ بـها
نَـهبواْ
يــا لـيـتَني كـنـتُ نــاراً فـي الـدُنا
الـتهَبَتْ تـسـطو عـلـى كـلِّ مَـنْ مِـنْ دمِّـنا شَـرِبواْ
يـــا غــيـرةَ الــديـنِ هــزِّي جــذعَ
واقـعِـنا قـولـي لِـمَـنْ ركـنُـوا خـوفـاً ومَــن
هَـرَبواْ
مــا الـديـنُ ذلَّـتُـكمْ! مــا الـديـنُ
رغـبَتُكمْ! مــا الـديـنُ ديــنٌ لِـمَـنْ فـي هـدمِهِ
دَأبـواْ
يــــا حُــجّــةَ اللهِ هـــذا وضـــعُ
حـاضِـرِنَـا يُــدمـي الـفـؤادَ ويُـبْـكي مَــنْ لــهُ
رَقـبـواْ
قـــردٌ تـحـكَّـمَ فـــي أرضــي وصــارَ
لـهَـا كـالـعـاديـاتِ إذا مــــا مــسَّـهـا
الــجَــرَبُ
ســادَ الـفـجورُ بــوادي الأرضِ
وانـفَـجَرَتْ عـيـنٌ مِــنَ الـفُـحشِ مـنـها نـابَـنَا
الـتَـعَبُ
يــا صـاحـبَ الـعـصْرِ لـكنْ أرضُـنا
طَـهُرَتْ فـيـهـا الأصَــالـةُ، لِـــمْ يَـغـتَالَها
الـطَـرَبُ؟
مِـــنْ الـحُـسـينِ عَــلَـتْ أهـــدافُ
ثـورتِـنا قــامـتْ بــهـا اُمــمٌ مـالـتْ لـهـا
الـحُـجُبُ
نــاطَـتْ عــلـى عُــنُـقِ الأجــيـالِ
مـلـحَمَةً تَــشـدو الـحـياةَ وتـهـجو مَــنْ بـهـا
لَـعِـبواْ
فـاْمـسَـحْ عــلـى رأسِ أطــفـالٍ تـهـشِّمُها أيــــدي الـمـجـاعَةِ والـتـرويـعُ
والـسَـغَـبُ
وانْــظــر بـعـيـنِ حــنـانٍ أعـيُـنًـا
غَــرِقَـتْ فـيـها الـدمـوعُ ومـنـها الـنـومَ قــد غَـصَبواْ
عــجِّـلْ ظــهـورَكَ يـــا مـــولاي
نُـصـرَتُكمْ يَـشـتَـاقُـهـا دمُـــنــا والـــــروحُ
تَــرتَـقِـبُ
إنّــــا عــلــى عــهـدِنـا بــاقــونَ
ســيِّـدَنـا عــجِّــلْ فــكــلُّ مُـنَـانَـا فــيـكَ
يـنْـسَـكِبُ