قَـلَـمُ الـرَّصـاصِ بِـصَـفْحَتَيْكِ
قَـتـيلُ، وَعَـلـى الـسُّـطورِ تَـنَـمْنُمٌ
فَـطُـلولُ!
عــانٍ، يَــدُ الـمِـبْراةِ تَـسْـلُبُ
ثَـوْبَـهُ، وَدَمًـــا يُـفَـجِّرُ ظُـفْـرُها
الـمَـصْقولُ!
عــارٍ، وَتَـصْـرَخُ حَـوْلَـهُ الـكَلِماتُ
وَهْ وَ عَـلـى الـثَّرى، وَالـهامِشُ
الـتَّأويلُ!
وَيَــبُــثُّ أصْــــدَقَ نَـغْـمَـةٍ
مُـنْـسـابَةٍ لِـلْـخَـلْقِ، عَـــلَّ بِـهـا تُـفـيقُ
عُـقـولُ
نامَتْ مَغيبَ الشَّمْسِ، أطْفَأتِ السِّرا جَ عَـلَـى الـجِـدارِ، وَبـابُـها
مَـقْـفولُ!
كَــيْـلا يَــجـيءَ بِـــذاتِ لَــيْـلٍ
أدْهَــمٍ ضــالٌّ، وَطـالِـبُ حـاجَـةٍ،
وَرَســولُ!
نـامَـتْ، وَنــادى كُــلَّ كـاتِـبِ
عَـهْدِهِ، لَــكِـنَّ مَـــنْ لَــبَّـى الــنِّـداءَ
قَـلـيلُ!
أيْــنَ الأشــاوِسُ، أيْــنَ أبْـناءُ
الـحُرو بِ، وَأيْـــنَ أنْـصـارٌ، وَأيْــنَ
قَـبـيلُ؟!
الـكـاتِـبـيـنَ الــعَــهْـدَ،
وَالــوافـيـنَـهُ، وَالـمُـكْـرِمـيـنَ إذا أنـــــاخَ
نَــزيــلُ!
الـضَّـارِبينَ الـرُّمْـحَ، مُـقْـتَلِعي
الـرُّؤو سِ نَـفَـوْهُ، فَـهْـوَ مُـشَـرَّدٌ
مَـخْـذولُ!
فَـمَضى يَـخُطُّ عَـلى سُطورِكِ
قِصَّةً، تَــحْـوي الـحَـيـاةَ بِـعُـمْقِها،
وَتَـطـولُ
وَأسَـــرَّ لِــلألْـوانِ، تَـخْـضِـبُ
رَقَّــكِ، حَــمْــراءَ تُــصْـبِـحُ كُـلُّـهـا،
فَـتَـسـيلُ
نَـحْوَ (الـفُراتِ)، وَيـا لَـهُ مِـنْ
غُـصَّةٍ؛ قَــــدْ كــــانَ فــيـهِ لِــلإلـهِ
سَـبـيـلُ
فَـأحـاطَـهُ فِــكْـرُ الـضَّـلالَـةِ
فَــجْـأَةً، وَالــقَـوْمُ أغْـــوى عَـقْـلَـها
الـتَّـضْليلُ
فَـأبـى (الـفُراتُ) تَـفَكُّرًا فـي
حـالِهِ، وَلِـــكُــلِّ طـــــاغٍ تــابِــعٌ
وَذَلــيــلُ!
يَـبِسَتْ بِـهِ الأفْـواهُ، ضَجَّ بِها
الصَّدى، وَلَــهـا يَــئِـنُّ الــمـاءُ، وَهْــوَ
بَـخـيلُ!
دَكَّـتْ شُكوكُ النَّفْسِ وَاسْتَشْرَتْ
بِهِ، وَغَـــدَتْ تُــهِـلُّ دُمـوعَـهُـنَّ
نَـخـيـلُ!
أيَــظَـلُّ عُـطْـشـانًا وَجـانِـبَـهُ
(الـفُـرا تُ)، أمـا جَـرى فـي حَـقِّهِ
مَـعْقولُ؟
قَــدْ أنَّ، وَامْـتَـشَقَ الـشَّـقاءُ
فُـؤادَهُ، وَالــثَّـغْـرُ أعْــيــا مَـرْشَـفَـيْهِ
ذُبـــولُ
وَبَــقـى وَحـيـدًا، شـاجِـنًا،
مُـتَـصَبِّرًا، وَالـصَّـبْرُ عِـنْـدَ رِضــا الإلــهِ
جَـميلُ!
كَ(الـكَعْبَةِ) الـسَّمْراءِ، يَـوْمَ أتـى
لَـها بِـالـجَيْشِ (أبْـرَهَـةٌ)، وَصــاحَ
الـفـيلُ
هَـجَـمـوا عَـلَـيْـهِ، وَقَـبَّـلَـتْهُ
حِـجـارَةٌ، وَبَــــدا كَــريـهًـا يَــوْمَـهـا
الـتَّـقْـبيلُ!
وَهَـوى صَـريعًا، كـانَ مُـعْتَلِيَ
الثَّرى، وَبِـــصَـــدْرِهِ مُــتَــرَبِّــعٌ
(قــابــيـلُ)!
أعْـشى اخْـتِلاجُ الـرَّأسِ كُـلَّ
مَـجَرَّةٍ، وَالـشَّـمْسُ بَـرْقَـعَها الـغِـيابَ
أُفــولُ
وَكَـأنَّـنـي وَالـشَّـمْـعُ فَــوْقَـكِ
مُــسْ تَــعِـدٌّ لِاحْــتِـراقٍ إنْ يَــشُـبَّ
فَـتـيـلُ
فَـيَصيحُ فَـصْلٌ، مِـثْلَ طِـفْلٍ
شاحِبٍ، وَصُــــراخَ فــاقِــدَةٍ تَـــدُعُّ
طُــبـولُ!
وَصَـغـيـرَةٍ هَــرَبَـتْ لِـحِـضْنِ
وَلِـيِّـها، فَـــرَأتْ ضُـلـوعًـا رَضَّــهُـنَّ
خُـيـولُ!
هَـذي تُـنادي: "وا أبـاهُ"، وَتِـلْكَ
تَـصْ فَـــعُ خَــدَّهـا، وَبِـــهِ الـتُّـرابَ
تُـهـيلُ
وَمُــخَـدَّراتٍ لَـــمْ تُــلامِـسْ
خَـدَّهُـنْ نَ الـرِّيـحُ، يَـنْـظُرُ وَجْـهَـهُنَّ
عَـمـيلُ!
وَمُـكَـبَّلٍ أعْـنـى الـحَديدُ عِـظامَهُ
اتْ تَـهَـمـوهُ بِــالإجْـرامِ، وَهْـــوَ
عَـلـيـلُ!
ظَـنُّـوا "سَـيُـخْفونَ الـحَقيقَةَ
يَـوْمَها، وَالـدَّهْـرُ فـي قَـلْبِ الأُمـورِ
كَـفيلُ"!
دُفِـنَـتْ بِــكِ الأقْـلامُ، فَـانْتَفَضَتْ
لَـها مِـــنْ كُـــلِّ قُـطْـرٍ زُمْــرَةٌ،
وَفُـلـولُ
كــانـوا بِـخَـطِّ اللهِ، وَحَّــدَ
جَـمْـعَهُمْ، وَبِــهِــمْ يُـكَـبِّـرُ سَـيْـفُـهُ
الـمَـسْـلولُ
تَــطَّـايَـرُ الأوْراقُ، تَــصْـبَـغُ
بِـالـمَـدى هــيْــهـاتَـهُ، وَكَــأنَّــهــا
الــتَّــنْـزيـلُ!
فـــي كُـــلِّ عـــامٍ يَـسْـتَـجِدُّ
نِــداؤُهُ وَفَـريـقُ مَــنْ لَـبُّـوا الـنِّـدا
الـمَأهولُ
كُــنَّـا صِــغـارًا، وَ(الـحُـسَيْنُ)
بِـقَـلْبِنا بَــطَــلٌ، نُــشَــدُّ لِــذِكْــرِهِ
وَنَــمـيـلُ
هــا نَـحْـنُ نَـكْبَرُ، وَ(الـحُسَينُ)
بِـقَلْبِنا رَمْــــزٌ يُــضــيءُ كَــأنَّــهُ
الـقِـنْـديلُ!
مــا إنْ يُـسِـنَّ الـجـيلُ، تَـنْـبُتْ
بَـذْرَةٌ مِـــنْ عُـمْـقِ فِـكْـرَتِها يُـمَـدُّ
الـجـيلُ
فَـلَـكَمْ دِيــارٍ بِ(الـحُـسَيْنِ)
تَـصَلَّبَتْ وَزَهـــا مَــكـانٌ أجْـــدَبٌ،
وَخَـمـيـلُ!
وَتَــكُـرُّ بِـالـصَـرَخاتِ (غَـــزَّةُ)
ثَــوْرَةً وَمِـنَ (الـجَنوبِ) (الـسَّيِّدُ)
الـمَأمولُ!
هَـــزَمَ (الـصَّـهـايِنَةَ) الـلِّـئامَ
إبـاؤُهُـمْ وَتَــعــانَـقَ (الــقُــرآنُ
وَالإنْــجـيـلُ)!
يَـسْـتَـلْهِمونَ مِـــنَ الـجُـدودِ
حِـكـايَةً مـــا كـــانَ مِـنْـهـا نُـسْـخَـةٌ
وَمَـثـيلُ
مَـعْـنى الإبــاءِ عَـلـى تُـرابِـكِ
واضِـحٌ وَعَــلَــيْـكِ مَــجْــدٌ خــالِــدٌ
وَأثــيــلُ
عَـفَتِ الـسِّنونَ، بَـقيتِ سَـيِّدَةَ
الـزَّما نِ، بِـكَـفِّـهـا أرَجٌ، وَقــيــلَ
هَــديــلُ!
وَيَـجـيءُ عَـرْشَـكِ مُـعْـسِرٌ،
وَمُـنَـعَّمٌ وَ(الـمُـرْتَضى)، مَــعَ (أحْـمَدٍ
جِـبْريلُ)
وَبِــــكِ تُــعـيـدُ بُــكـاءَهـا
مَـكْـلـومَةٌ، وَتَـصـيحُ: "وا وَلَــداهُ" فـيـكِ
(بَـتولُ)
قَـدْ ضاقَ صَدْري، لَسْتُ أحْتَمِلُ
الفِرا قَ، فَـقِـصْرُهُ فـي الاِشْـتِياقِ
طَـويلُ!
قَـدْ كُنْتِ (يُوسُفَ)، وَادَّكَرْتُ
بِأدْمُعي (يَـعْـقوبَ)، فَـانْـتَحَبَتْ لَـنا
(راحـيلُ)!
فـي كُـلِّ عـامٍ، كُـنْتِ وَحْـدَكِ
غـايَتي وَيَـشُـدُّنـي لَـــكِ (كَــرْبَـلاءُ)
رَحـيـلُ!