تـمـثّـلـتُ يــــا ســيــدي
قــنـبـرا وجــئـتُـك مِــــنْ ظــلِّـه
أصــغـرا
ألــمـلـمُ بــعــدَ الــعـثـارِ
الـعـثـارَ كــأنّــي أقــــومُ لــكــي
أعــثــرَا
وهـا قـد عـثرتُ.. مـدَدْتُ
الـرجاءَ أقـــولُ: أغـــثْ عـبـدَكَ
الأحـقـراَ
أغــثْ مَــنْ سَـقَتْهُ يـدُ
الـحالكاتِ بـمـدحِـكَ صـبـحًـا زهَــا
مـسـفِرا
فــقـامَ عــلـى مـنـبرِ
الـعـاشقينَ يــغــازلَ حــتــى لــــكَ
الـمـنـبرا
جَـلَلْتَ عَـنِ الـشعرِ يـا ذا
الـجلالِ ومـثـلي بـمـثلِكَ مــا اسـتشعرا
!
تـعـالـيتَ مِـــنْ مــبـدعٍ
لـلـخـيالِ ومِــــنْ واقـــعٍ لـلـحِـجَى
أبــهـرا
حــسـيـنٌ وأيَّ حــسـيـن
تــكـونُ وبـاسـمِـكَ بــاري الـبـرايا
بَــرَى؟
ومِـنْ قـبلِ كـافً ومِـنْ بـعدِ
نـونٍ تــواريْــتَ غـيـبًـا فــلـنْ
تـظـهـرا
وكـيفَ عـسى يـظهرُ
الـمستطيلُ عـلـى الـدَّهـرِ سـلطانَهُ
الأكـبرا؟!
تــشـاء يــشـاء لــك
الـمـستحيل فــأنــى لــبـاعِـكَ أن
يُـحـصـرا؟!
مـشيْتَ عـلى الـعزِّ يـا بنَ
الكرامِ تــمـجِّـدُ ســــؤدَدَهُ فـــي
الـــذُّرَا
وجــــاءَ يــشـمُّ ثـــراكَ
الـخـلـودُ فــصـارَ "الـخـلـودَ" بــمـا
عـطّـرا
ومِـنْ تـحتِ نـعلِكَ شاخَ
"المكانُ" يـسـائلُ مَـنْ أنـتَ؟
مـخضوضرا!
فـأهـوى عـلـى دفَـتَـيْهِ
"الـزمانُ" بــأنَّــكَ ســــرُّ الــسّـمـا
مـخـبـرا
وأؤمـــــنُ أنَّـــــكَ نــــورُ
الإلــــهِ وأنــتَ لــهُ الـظـلُّ بـيـنَ
الــورى
فـكـيفَ الـحـديدُ يـحزُّ الـشعاعَ
؟! وتـكـويـكَ كـيـفَ ذُكَــاءُ الـعَـرا
؟!
لأقــســمُ إنَّ ســــرابَ
الـهـجـيرِ ومـــا قـــدْ نـــراهُ ومـــا لا
نَــرى
وسـيـفًـا ورمـحًـا وسـهـمًا
وخـيـلاً وريــحًــا ورمـــلاً ونــهـرًا
جـــرى
أتــوْكَ جـمـيعًا خـمـاصَ
الـبـطونِ يـشـدُّونَـهـا فـــي ظــمًـا
فــطّـرا
جثَوْا في الطفوفِ ومدّوا الكفوفَ إمـــامَ الـعـطـاءِ هَـــبِ
الأفــقـرا
وأنـــتَ تـنـاجـيهِ حــالَ
الـسـجودِ وخـــــدُّكَ فــــي حــبِّــهِ
عُــفّــرا
سـمـعتَ الـسـؤالَ وهــذا
مـحالٌ يـــريـــدُكَ عـــبـــدٌ وأنْ
يــنــهـرا
فـأعـطيتَ رأسًــا وصــدرًا
وقـلـبًا وزنــــدًا تــــلا جــــذُّهُ
الـمـنـحـرا
فـعـادَ الـوجـودُ يــرى مِــنْ
جـديدٍ فـقـيرًا أتَــى فــي الـصـلا
حـيدرا
وحــيــدرُ حــاشــا يـــردُّ
ســـؤالاً فـقـدَّمْـتَ مِـــنْ يــدِكَ
الـخـنصرا
وعــادَ الـوجودُ يـرى فـي
الـمبيتَ عــلـيًّـا إذِ الـمـصـطـفى
هُــجِّــرا
شـرى نـفسَهُ قـائلاً: هلْ
رضيتَ؟ وروّى الـعـطاشى دمًــا
"أحـمرا"
فـنـاداكَ ربُّــكَ: "خـذْ يـا
حـسينُ" لـتـرضى .. وبـارَكَ فـيما
اشـترى
وظـنُـوا فــرَى ودجَـيْـكَ
الـحسامُ وإنَّ وريـــدَكَ مَـــنْ قـــدْ
فـــرَى
رأيــتُـكَ إذْ قـــامَ شــمـرُ
الـلـئـامِ ولــلــذبـحِ يــــا ويــلَــهُ
شــمَّــرا
تـمـاوجَتِ الـسـبعُ تـرمي
الـدعامَ وكـــادَتْ تــزلـزلُ وجـــهَ
الـثـرى
فـعـلَّيْتَ رأسَــكَ فــوقَ
الـسّـنانِ تـجـلـجـلُ فـــي أذنِــهـا
مــنـذرا:
"أيـــا سـبـعُ إيــاكِ قـبـرَ
الـبـتولِ أخــــافُ عـلـيـهِ بـــأنْ
يـظـهـرا"
لأنــتَ الـحـسينُ الــذي لا
يـموتُ وإنْ جـــاءَكَ الــمـوتُ
مـسـتعذرا
سـمعتَ الـرسالةَ في بطنِ
حوتٍ نــبــيًّــا يــنــاديــكَ
مـسـتـنـصـرا
فـأوطـأتَ صــدرَكَ جـرْدَ
الـطغاةِ وكــــانَ قَــــراكَ نــعـمَّـا
الــقِـرا
سَـحَـقْتَ ضـلوعَكَ حـتّى
الـفتاتِ فــصـارَتْ تـحـجُّـكَ "أمُّ
الـقُـرى"
ولــكــنَّ مــــا يـسـتـفزُّ
الـغـيـورَ ومـــا يــتـركُ الـقـلبَ
مـسـتعبِرا
حـريـقُ الـخـيامِ وهـتـكُ
الـخـدورِ وسَـــوْقُ الـسـبايا تـجـدُّ
الـسُّـرى
إلــى مـجلسٍ فـيهِ صـبَّ
الـخمورَ يــزيــدُ "الـخـلـيـفةُ"
مـسـتـكـبرا
فَـدرْتَ عـلى عـرشِ طشتٍ
يدورُ بــعــيـنِ الــتــرفُّـضِ
مـسـتـنـكِرا
ومـــا زالَ صـوتُـكَ مــرَّ
الـدهـورِ يــــؤرِّقُ فـــي قــبـرِهِ
"حـبـتـرا"
بــكـيـتُ فَــتَـنُّـورُ عـيـنـي
يــفـورُ لـزيـنـبَ نـــادَتْ هِـزَبْـرَ
الـشَّـرى
أبــا الـفضلِ أنـتَ ربـيبُ
الـحجورِ "وآصــفُ" لــولاكَ مــا
اسـتـذكرا
فـمِـنْ أرضِ طـيبةَ قـبلَ
الـحضورِ أردْتُ خـــمـــاريَ أن
تــحــضــرا
وإذْ بـالـنـدا مِــنْ حـنـايا
الـظّـهورِ سـأنـهـضُ، أنــهـضُ كـــي
أثـــأرَا
أنـا الـصبرُ جـدِّي الـوصيُّ
الصَّبورُ إذا قُـمْـتُ أقـسـمُ ... لـن
أصـبرا