جِــدْ لـي ابـتداءً فـيكَ حـتى
أَقْـطَعَكْ وافــتـحْ رؤايَ عـلـى رؤاكَ
لأجْـمَـعَكْ
مــا زلــتَ تـربِـكُ أحـرفـيْ يـا
واحـدًا وزَّعْـتَ مِـنْ وَحْـي المعاجِزِ
مَصْرَعَكْ
وفـقـدتُني حـيـثُ الـمَـجَازُ يـتـيهُ
بـي مــا أضـيقَ الـبوحَ الـفصيحَ
وأوسَـعَكْ
أنــا عـابرٌ عِـلِقَتْ بـيَ الـكلماتُ
فـي وَحْــلِ الــرؤى وأنـا أحـاوِلُ
مَـطْلَعَكْ
لُــغَـتـي تُـخَـاصِـمُني بــدَرْبِـكَ
كُـلَّـمَـا أنــويـكَ أفـقِـدُهـا وأفــقِـدُ
مَـوْضِـعَكْ
حــيــثُ الـقـرابـينُ الــتـي
فَـصَّـلْـتَها فـضـفـاضةً كُـــلُّ الــوجـودِ
تَـشَـبَّعَكْ
قـاومْـتَ جُـنْـحَ الـلـيلِ مِـثـلُكَ لا
يـبـا يـــعُ مِـثْـلَـهُ وأضـــأتَ لــمَّـا
قَـطَّـعَكْ
وُوُلِـدْتَ مِنْ جُرْحٍ، فَطَمْتَ مِنَ
الرَّدى عُــمُـرًا بــأرحـامِ الـمَـواسِمِ
أودَعَــكَ
قـارعْتَ لـونَ الـزّيفِ، نَـقَّيْتَ
الـمَدى بـدمـاكَ، كـنـتَ مُـلَطَّخًا مـا
أَنْـصَعَكْ!
مـانَـعْتَ أنْ تـحـيا عـلـى عُـمُـرٍ
رمــا دِيٍّ ولـــم تَــلْـوِ الـسُّـيـوفُ
تـمـنُّـعَكْ
آثــــرتَ أنْ تــعـطـي بــقــاءً
آخَـــرًا وتَـمُـدَّ فــي عُـمُـرِ الـحقيقةِ
أفـرُعَكْ
عـالَـجْتَ بـالجرحِ الـهُرَاءَ نـزفْتَ
بـال مـعنى، شَـغَلْتَ المَوْتَ والمَحْيا
مَعَكْ
أربَــكْـتَ بــالـدمِّ الـحـسـامَ،
هـزمْـتَهُ وأرَعْـــتَــهُ لــكــنَّـهُ مــــا
رَوَّعَــــكْ!
يـــا نــصَّ هـيـهاتٍ ويــا شِـعْـرَ
الإبــا ءِ ويــا انـسـكابَ الـدَّمِّ لـمَّا
أسْـجَعَكْ
فردًا شَقَقْتَ الجَمْعَ! حُزْتَ مِنَ
الصوا بِ تـفـرُّدًا ومِــنَ الـهدى مـا
وَزَّعَـكْ!
مـتـنـزّهًا عَـــنْ كـــلِّ مـعـنىً
عـابـثٍ شَـــجَّ الـحـقـيقةَ بـالـخيالِ
لـيـخدَعَكْ
مـتـمـرّدًا فـــوقَ الــرَّوَاسِـبِ
نـاصِـعًا كـالـمـاءِ لا تَـصِـلُ الـخـرافةُ
مَـنْـبَعَكْ
وحـسينُ عَـقْلِكَ لـم تَـسَعْكَ منابرُ
ال خـطـباءِ لــم يُـرْبِكْ سـرابٌ
أشـرُعَكْ
وأعَـــذْتَ نَـجْـمَـكَ أنْ تُـحَـنِّـطَ
لـيـلةٌ أضــواءَهُ فَـسَطَعْتَ كَـيْ لا
تَـسْطَعَكْ
وغــدوْتَ بـوصـلةَ الـعُـقُولِ،
دعـوْتَـها لـتـسيرَ مـنـكَ إلـيـكَ حـتّـى
تُـبدِعَكْ!
مـتـحـرّرًا كـالـجـرحِ لــسـتَ
بــعـادةٍ نـحـكيْ بـهـا قـصـصًا ونـذرفُها
مَـعَكْ
مــا كـنـتَ مـنـتفضًا ولــم تــكُ
ثـائرًا كــيْ تَـذْرِفَ الـعينُ الـدموعَ
وتـنقعَكْ
مــا ثُــرْتَ كــي تـغـدو رهـينةَ
دمـعةٍ كــي تـوغِلَ الـمأساةُ فـيكَ
وتـصنعَكْ
بـل أنـتَ فعلٌ في المَكَانِ وفي
الزما نِ تــدسُّ فــي كـلِّ الـمواقعِ
أذرُعَـكْ
لـسـتَ احـتـكارًا لـلقطيعِ ولـستَ
رَجْ عًـــا لـلأسـاطـيرِ الـعِـجَافِ
لـتـزرعَكْ
هُــمْ حَـرَّفُـوْكَ وأوَّلُــوْا بـكَ ثـورةَ
ال مـعـنـى وأطْـفَـوا بـالـبرودةِ
أدْمُـعَـكْ
لـم يـقنَعوا بِـكَ ثـائرًا، قَطَعُوا
الصّدى جَـعَـلُـوْكَ مَـــوَّالًا ونــايُـكَ
أفـجَـعَـكْ!
خَـلَـقُوا كـمـا شـاؤوا حـسينًا، لا
كـما قـد شئتَ أنتَ، فكم حسينٍ
ضَيَّعَكْ؟!
لــمْ يَـرْتَـضُوْكَ ســوى حـسـينٍ
آخَـرٍ هــو عــادةٌ أخــرى وضَـلُّوْا
مـوقِعَكْ!
وعــــلا مـنـابـرَهُـمْ حـسـيـنُ
مـنـابـرٍ قــتـلَ الـبـطـولةَ بـالـخنوعِ
وبَـضَّـعَكْ
لــسـتَ احـتـكـارًا لـلـدّمـوعِ
ولـلـرثـا ءِ ولـستَ مِـنْ مَـنْ بـالنوائحِ
أوسَـعَكْ
حــــرًّا تــجــوبُ الـعـالَـمِيْنَ
قـضـيـةً حــرّيـةً والــكـونُ يــعـرفُ
إصـبـعَـكْ
يـــا ثـــورةً أخـــرى تُــعَـاوِدُ
نـفـسَها وتـفـاجئُ الـمـوتى وتـقـرأُ
مَـصْـرَعَكْ
عُـــدْ بـالـحقيقةِ فـالـخرافةُ
سَــوَّرَتْ أفــكـارَنـا حــتـى أَضَـعْـنـا
مَـرْجِـعَـكْ
هَــبْ لـلـقلوبِ بـدايـةً أخــرى
ونــبْ ضًـا آخَـرًا وانْـبُضْ و(عَـوْلِمْ)
أضلُعَكْ!
وارجِــعْ جـديـدًا فـالـحكايةُ دبَّ
فــي هـا الـشيبُ عُدْ بِصَدَاكَ حتى
نَسْمَعَكْ
يــا أيّـهـا الـجـرحُ الـطـموحُ أزلْ
غـبـا رَ الـمـادِحِينَ مِـنَ الـحروفِ
لـتُرْجِعَكْ
كُنْ أنتَ، كُنْ معناكَ، واغْسِلْ مِنْ مرا يـانـا الـخـرافةَ، لُــحْ وأوقِـدْ
مَـطْلَعَكْ
عُـدْ فـي الـخيالِ حـقيقةً عُـدْ
بالحقي قَـةِ فـي الـخيالِ ولُـحْ لنا كي
نَطْبَعَكْ