مساور الخارجي الجزء الثالث عشر: الإمام العسكري عليهالسلام
وبـعـدها ثــار الـفـتى مـسـاورُ الـخـارجـيُّ الـفـاتـك الـمـغامرُ فـانـحـسرت ثــورتـهُ بـسـاعة بـرغم مـا قد كان من شجاعة وجـاهـد الامــام فــي لـسـانه ونــصـر الاســلام فــي بـيـانه فـــردَّ كـــل شـبـهـة وبــدعـة مؤكداً على كمال الشرعه (1)
مؤكداً على كمال الشرعه (1)
(1) خرج مسار الخارجي ، وطوق بني زهير ، وهو من الخوارج ايضاً وقاتلهم الحسن بن
ايوب بن احمد العدوي وهزمهم وقطع رأس مسار وانفذه الى سامراء. اعلام الهداية 13 / 117.
لقد ظهرت في العصر العباسي الثاني وبالاخصّ ايام إمامة الحسن العسكري عليهالسلام الكثير من
الانحرافات الفكرية والبدع الفاسدة والافكار الضالّة التي نشأت في أوساط الامة الاسلامية
آنذاك ، ونستطيع أن نتلمس ذلك من خلال الكتاب الذي أصدره الامام عليهالسلام الى أهل قم
وهو يصوّر ظروف تلك المرحلة الفاسدة حيث قال عليهالسلام : اللهم وقد شملنا زيغ الفتن
وستولت علينا غشوة الحيرة وعُطّلت أحكامك وسُعي في إتلاف وإفساد بلادك.
منهج الدعوات / 86.
ورغم ان الامام عليهالسلام كان مُراقباً من السلطة ، مُشدَّداً عليه في أقواله وتصرفاته إلّا أنه
استطاع أن يؤدي دوره الفكري والعقائدي في التصدي لهذه البدع ، والافكار ،
والانحرافات الفاسدة في الفكر والعقيدة ، ويمكن تلخيص دوره بما يلي :
موقفه عليهالسلام من قضية خلق القرآن :
قال ابو هاشم الجعفري : خطر ببالي أن أسال أبا محمد العسكري هل القرآن مخلوق أم غير
مخلوق فقال ابو محمد : يا أبا هاشم : الله خالق كل شيىء وما سواه مخلوق. المناقب 3 / 535.
موقفه عليهالسلام من الاشراك بالله والشك في وحدانيته :
قال سهل بن زياد الرازي : كتبت الى ابي محمد العسكري سنة 255 ه : قد أختلف
أصحابنا في التوحيد ، فمنهم مَن يقول هو جسم ، ومنهم يقول هو صورة ؟ فوقّع عليهالسلام بخطه :
سألتموني عن التوحيد وهذا معزول ، الله واحد أحد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤاً
أحد ، خالق وليس بمخلوق ، يخلق ما يشاء من الاجسام وهو ليس بجسم ، ويصوّر وهو ليس
بصورة. أصول الكافي : 1 / 103.
موقفه عليهالسلام من القلقين في إمامته من ضعاف شيعته :
عن أحمد بن محمد بن مطهر قال : .. كتب يسأله بعض اصحابه عمّن وقف على إمامة
جده موسى بن جعفر عليهالسلام هل أتولاهم أم أتبرأ منهم ؟ فكتب عليهالسلام له : لا تتولهم ، ولا تعد
مرضاهم ، ولا تشهد جنائزهم ، ولا تصل على أحدٍ منهم أبداً ، فأن مَن جحد إماماً من الله
أو ازاد إماماً ليست إمامته من الله كان كمَن قال : إنَّ الله ثالث ثلاثة ، ان الجاحد أمر
آخرنا جاحد أمر أولنا والزائد فينا كالناقص. كشف الغمة 2 / 933.
وكتب إليه بعض شيعته يعرّفه اختلاف شيعته ، ويريد رأيه فكتب عليهالسلام إليه : الناس على
طبقات : المستبصر على سبيل نجاة ، مستمسك بالحق ، متعلق بفرع الاصل ، غير شاكٍّ ولا
مرتاب ، لا يجد عنّي ملجأ ، وطبقة لم تأخذ الحق من أهله فهم كراكب البحر يموج عند
موجه ، ويسكن عند سكونه ، وطبقة إستحوذ عليهم الشيطان شأنهم الردّ على أهل الحق ،
ودفع بالباطل حسداً من عند أنفسهم ، فدَع مَن ذهب يميناً وشمالاً ، فأن الراعي إذا أراد أن
يجمع غنمه جمعها بأهون سعي. تحف العقول / 361.