الشعراءُ والقصيدة التأريخية
الجزء العاشر: الإمام الرضا عليهالسلام
وقام من بين يديه الشعرا= مرددين شعرهم مُحبَّرا
يروون عن أبائه مآثرا= ويذكرون مجدهم مفاخرا
ستة أباءٍ شموس الناس= أين ترى هم بنو العباسِ
وكان شعرُ دعبل الخزاعي= قلائداً تلوحُ بالتماعِ
ينشدُ شعراً محكم الابيات= مطلعهُ « مدارسُ الآياتِ »
قصيدة من أروع القصائدِ= تسمو بأبيات العُلى الخوالدِ
ينشدُ فيها دعبلٌ ويبكي= قفرٌ بعرصاتٍ ببيتِ النُسكِ
ويندبُ الزهراء والهواشما= ويندب السبط الذي عانى الظمى
يقولُ يا فاطم لو شهدتهِ= مجدّلاً من بعد ما عهدته
يحمله النبي في يديهِ= مُقبِّلا من حبه عينيهِ
فارتفع النشيجُ للنساءِ= وعَمت البيوتُ بالبكاء
أما الرضا فقد علا بكاهُ= ودعبلُ ينشدهُ أساهُ
حتى اذا من شعره قد انتهى= قام الرضا لصرّةٍ ففلّها
أعطاه ستمائةٍ صفراءا= وجُبّةً فاخرة خضراءا
فقال : دعبلٌ له مقالا= والله لستُ ابتغي الاموالا
لكنما حبكمُ حداني= بأن اصوغَ هذه المعاني
فيا لها من جبةٍ موصوفه= جرت عليها قصة معروفه (1)