صلاةُ الاستسقاء
الجزء العاشر: الإمام الرضا عليهالسلام
وذات يوم شحّت السماءُ= بقطرها وانقطع الرجاءُ
وجفت الضروع والانهارُ= وعطشَ الصغارُ والكبارُ
ففزع الناسُ الى ابن موسى= تهطع عند بابه الرؤوسا
يدعون يا ابن المصطفى وابن علي= وابن الهدى وابن الكرام الأُولِ
جئنا وفينا حاجةٌ للمطرِ= جئنا الى الاطهر وابن الاطهرِ
وما سواك شافع مشفّعٌ= وما سواك ملجا ومفزع
صلِّ بنا صلاة الاستسقاء= واخرج بنا اليوم الى الصحراء
فاليوم يوم الجمعة المباركة= لأمّةٍ كادتْ تضيعُ هالكه
فقال : في الاثنين سوف تخرجُ= وبالدعا والذكر سوف نلهجُ
فانتظر الجمعُ لذاكَ اليومِ= ما بين صبرِ صادقِ ولومِ
وخرج الناس الى الصلاةِ= وقام فيهم سيدُ الهداةِ
مدّ يديه للدعا وقالا= يا ربِّ انت تسمعُ المقالا
وانت عظّمت لنا الحقوقا= وانت أوضحتَ لنا الطريقا
وهؤلاء أمةٌ عُطاشى= قد فقدوا يا ربي المعاشا
توقّعوا نعمتكَ الوفيره= والخيرَ من سمائك المطيره
يا رب فاسقهم بغيثٍ هاطلِ= فأنتَ من اعطيتَ كلَ سائلِ
وراح يدعو الله في خشوعِ= وامتلئت خداهُ بالدموعِ
فلم تمرَّ غيرُ بضعِ ساعه= حتى بدت في الأُفقِ التماعه
واجتمع الغيمُ وطبّق السما= وما رميتَ انما الله رمى
وانفتحت سحائبُ الامطارِ= تهطل بالماء على البراري
وامتلئت شواطئُ الغدران= وفاضت الانهارُ في الوديان
حتى تنادى الناس هذا الكرمُ= هذا ابن موسى الطاهرُ المقدّمُ
كرامة ليس لها مثيلُ= الا الذي قام به الرسولُ (1)