المولد المبارك
الجزء التاسع: الإمام الكاظم عليهالسلام
في موسمٍ للحجِ والعباده= ضمت قوافلُ الحجيج الساده (1)
الصادقُ الامامُ كان فيها= مبرّزاً مقدماً وجيها
ومعه « حميدة » التقيه= زوجتهُ العفيفةُ النقيه (2)
كان يقولُ دائماً في وصفها= مؤكداً على سجايا عطفها
« حميدةٌ سبيكة من ذهبِ »= مذخورةً من زمنٍ لابن النبي
بعيدةٌ عن كلِ نقصٍ يُعرفُ= قد طهرت ثوباً وطاب الشرفُ
علّمها الصادقُ من هُداهُ= فكرُمت وزانها تُقاهُ
في قافلاتِ الحج عادت معه= تحملُ في أحشائها مطمعه
فجاءها المخاضُ في « الأبواءِ »= وظهرت ارادةُ السماءِ (3)
فوضعت وليدَها المباركا= مصلياً مسبّحاً وما بكى
بادرهُ الامامُ بالأذانِ= إنشودةً على مدى الزمانِ
تغمرهُ الفرحةُ والسعاده= مذ طبّق البِشرُ بها ميلاده
قال الإمام حامداً مُصليا= هذا الذي يغدو خليفةً ليَّا
قد وهبَ الله لنا غلاما= يُصبحُ بعدي لكمُ إماما
حتى إذا ما اقتربَ الحجيجُ= من « يثربِ » وقد علا الضجيجُ (4)
مستقبلين الصادقَ الامينا= وشبلَه المطهرَ الميمونا
بالبشرِ والسلامِ والتحيه= قد أقبلت شيعتهُ الوفيه
ثلاثةً قد أَو لَم الامامُ= في فرحٍ قد بُذل الطعامُ (5)
سماهُ « موسى » وكفى بذاكا= فخراً بأن قد بلغَ الافلاكا
سمّيُّ من كلّمهُ الرحمنُ= ومن له عصاتُهُ ثعبانُ (6)
« الصابرُ » الصبورُ في محنته= « والزاهرُ » الانوار في جبهته
والعابدُ الصالحُ في تقاهُ= وفي جهادهِ وفي هُداهُ
والسيدُ « الشريفُ » في الأئمة= ومن له دانت خيارُ الأمة
وهو « الوفي » « والامين » « الكاظمُ »= برغم ما جار عليه الظالمُ
« ونفسهُ الزكيةُ » الحليمه= وروحهُ الابيةُ الكريمه
بابُ الحوائج الذي قد فتحا= لكلِ مذنبٍ عصا واجترحا
يُفرّجُ الله به الكروبا= ويُفرحُ الحزين والمكروبا
كنيته معروفةٌ أبو الحسن= وهو الإمامُ الهاشمي المؤتمن
لم يستجر في قبره المقدس= إلا وقد صار شفاء الأنفسِ
فذا « ابو عليٍ الخلّالُ »= الحنبلي العالم المفضالُ
يقولُ : ما أهمّني من خطرِ= إلا قصدتُ تربةَ ابن جعفرِ
فسهّل الله تعالى أمري= فقبرُ موسى في الدعاءِ ذخري
ومرةً قال : الإمام الشافعي= لكل ناطقٍ وكلِ سامعِ
قبرُ ابنُ جعفرِ هو « الترياقُ »= مجربٌ يؤمهُ المشتاقُ (7)
وعاش موسى في هدى النبوه= وشبَّ في مواطنِ الفتوه
ينهلُ من منابع المعارفِ= ما بان من أسرارها وما خفي
قد أتقن الحكمة والتأويلا= وعلّم الاياتِ والتنزيلا (8)