كرمهُ وسخاؤهُ الجزء الثامن: الإمام الصادق عليه السلام
لكنهُ كان إذا حلّ المسا= وخيمَ الظلامُ ثم عسعسا
طاف على أزقةِ المدينه= ليُطعم المسكينَ والمسكينه
جرابهُ يحملهُ مملوءا= لثقلهِ أوشكَ أن ينوءا
يأمرُ أهلَه بدفعِ الصدقه= لم يترك الفقيرَ حتى يرزقه (1)
Testing
(1) تواترت الاخبارُ عن كرم الإمام الصادق عليهالسلام وسخائه فقد عُرف عنه إطعامه
المساكين سراً وجهراً ، وكان يحملُ صدقاته بنفسه على من يعوله ، وكان يأمر أهله وأولاده
وتلاميذه بالصدقة والإطعام ويحثُ عليها ، وذكر الراوي : كان الإمام الصادق عليهالسلام يحمل
الخبزَ للفقراء والغرباء الذين يبيتون ليلاً ويمكثون نهاراً في ظلّة بني ساعدة في المدينة ، وكان
يقول لمرافقه المُعلّى بن خنيس : لو قدرنا لواسيناهم حتى بالملح. ثواب الاعمال / 144 ، للشيخ
الصدوق.
من وصية له عليهالسلام لتلميذه عبد الله بن جُندب الكوفي : يا ابن جُندب : لا تتصدق على أعين
الناس ليزكّوك ، فإنك إن فعلت ذلك فقد أستوفيت أجرك ، ولكن اذا أعطيت بيمينك فلا
تُطلعُ عليه شمالك لأن الذي تتصدق لاجله سرّأً يُجزيك علانية.
وقال عليهالسلام : لا يكون الجواد جواداً إلّا بثلاثة : أن يكون سخياً بماله على حال اليسر والعسر ،
وأن يبذله لمستحقه ، وأن يرى أن الذي أخذه من شكر منْ أعطاه اكثر مما أعطاه.
وقال عليهالسلام : لا يتم المعروف إلّا بثلاث خصال : تعجيله ، وستره ، وترك الامتنان به.
وقال : الاخوان ثلاثة : مواسٍ بنفسه ، ومواسٍ بماله ، وهما الصادقان في الاخاء ، وآخر يأخذ
منك البلغة لينال بعض اللذة فلا تعدّه من أهل الثقة.
وكان عليهالسلام ممّن أفشى العطاء والتصدق سراً وجهراً ، حتى أنتشر صيته ولكثرة ما عُرف عنه
بكفالته للمساكين والفقراء ، كان يسمى ب « الكافل ».